جُرح شرطي سوداني إثر تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن ومتشددين إسلاميين كانوا يتحصنون في منطقة سوبا في شرق الخرطوم أمس، بعد يوم من ضبط مخبأ لتصنيع الأسلحة والمتفجرات في جنوب العاصمة. واعتقلت الشرطة 20 شخصاً قرب أم درمان و3 آخرين في العاصمة، كما عثرت على «مخبأين» فيهما كمية كبيرة من المتفجرات «عالية التقنية»، لكن اثنين من المشتبه بهم لاذا بالفرار بعدما حاولا الاستيلاء على سيارة للشرطة. ونفذت الشرطة حملات دهم وتفتيش واسعة في أحياء سوبا والسلمة ومنطقة مرابيع الشريف وأم عشوش في شرق النيل، أسفرت عن ضبط كميات إضافية من الأسلحة والمتفجرات تتبع الجماعة المتشددة ذاتها التي قاد انفجار في جنوب العاصمة قبل يومين إلى اعتقال خمسة من أفرادها. واعتقلت السلطات التي عثرت على معمل جديد لتصنيع الذخائر والأسلحة في منطقة سوبا ثلاثة آخرين، ليرتفع عدد الموقوفين إلى ثمانية بينهم طبيب ومهندس. وقال وزير العدل محمد علي المرضي إن وزارته تحقق مع ستة منهم، بتهم بينها «تشكيل منظمة إرهابية وحيازة أسلحة وذخائر»، بينما لا يزال جهاز الأمن والمخابرات يستجوب اثنين آخرين. وأشار إلى أن أجهزة الأمن ضبطت «مئات العبوات المتفجرة معبأة بطريقة فنية ودقيقة وجاهزة للتفجير، إضافة إلى كميات من الأسلحة بينها بنادق ومسدسات وقنابل وأكياس مليئة بمواد متفجرة وعبوات من مادة عالية الاشتعال والانفجار (نيتروغليسرين) مخزنة بطريقة علمية في أحواض اسمنتية تحت الأرض»، لافتاً إلى أن «المتهمين يستخدمون في عملهم تقنية عالية للغاية». ولم يستبعد المرضي تورط تنظيم «القاعدة» في تشكيل خلايا نائمة وتخزين أسلحة. وقال المرضي إن المتفجرات التي ضبطت في الحتانة قرب أم درمان «مشابهة لتلك التي عُثر عليها داخل المخابئ الاسمنتية الحصينة في منطقتي سوبا والسلمة». وأضاف أن «الأسلحة المضبوطة شملت ذخيرة ومواد حارقة ومواسير لتصنيع الدانات بكميات كبيرة و1300 طلقة و13 كيس ذخيرة و14 أسطوانة حديد لمتفجرات، إحداها جاهزة للتفجير وثلاث على وشك التعبئة، فضلاً عن مواد متفجرة وخمس أسطوانات معبأة للانفجار وكراسة تحتوي معلومات توضح كيفية تصنيع العبوة الناسفة». ورداً على سؤال عما يتردد عن علاقة «القاعدة» بالمتفجرات، أجاب المرضي أن «التكهنات في هذا الجانب يمكن أن تكون انطباعية أكثر منها واقعية، لكن الباب مفتوح مع ذلك على كل الاحتمالات، بما فيها تورط القاعدة». وكشف مصدر رسمي أن الشبان الموقوفين استقطبتهم جهة رفض تسميتها، غير أنه قال إنها تدعي التشدد. وأشار إلى أن «التحقيقات جارية وستتواصل بغرض كشف مدى انتشار هذه الجماعة وتوزيع مجموعاتها داخل العاصمة وخارجها». من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن وفداً رفيعاً من وزارة الخارجية يرجح أن يقوده الوزير السماني الوسيلة برفقة عدد من المسؤولين سيتوجه قبل نهاية الشهر إلى واشنطن بدعوة منها لتحريك العلاقات وتسوية القضايا العالقة بين البلدين، وأشارت إلى أن الزيارة جاءت بناء على طلب من المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس الذي أكد ضرورة فتح حوار مباشر بين البلدين على مستوى الخارجية وتبادل الزيارات.