هل قرأتم معي هذه الأيام الجلبة التي أحدثتها السيدة الشرفي بمقال أقل ما يقال فيه أنه مقال عادي جدا ككل آلاف المقالات التي تكتظ بها الانترنات من غث وسمين. وللسيدة الشرفي الحق في الكتابة كما تشاء وكما ترى إذا لقيت من ينشر لها و يقرأ لها. ولها الحق في أن تخرج لنا ما تشاء من ضحالة في هذا التراث من ضعف مصدره أو كان موضوعا أو مشككا فيه أو غير معروف أو منفرد أو نكرة أو مجهول ونستطيع أن نعطيها مصدرا أساسيا في هذا الجانب حتى نجنبها سهر الليالي فللطبري قصص عجيبة ولأحمد أحاديث غريبة ولكن أحسنهم كلهم كتاب الأغاني مع مجلداته العشرين وسوف تجد ما لا عين رأت ولا خطر على قلب انسان، فتريحنا وتستريح. المهم أن السيدة الشرفي لم تأتي بما لم يأتي به من سبقها من جماعتها اليسار العلماني في السبعينات وتستطيعوا أن تعودوا إلى ذلك في تونس في كتابات اليسار في مجلتهم المعروفة في ذلك الوقت (أطروحات). فالذي حدث اليوم ليس جديدا وهو مواصلة لهذه الحملة الدائمة بدون انقطاع لليسار العلماني على التراث والدين واليسار العلماني اليوم يعيش أزمة وجود لا نتمناها لعدو، فنظرياته العلمية انتهت إلى مأزق تاريخي، وانتهى إلى سقوط مريع وسريع لمنظومة فكرية ونظام سياسي. ومحاولة اليسار العلماني اليوم البحث على منفذ للنجاة تكون وأداته الهجوم أحسن وسيلة للدفاع وهو ما يفعله بعض الكتاب الآن والسيدة الشرفي تمثل هذا الفريق الذي أخذ على عاتقه إبعاد فشلهم عبر البحث في القديم على أماكن الضعف والضحالة التي تكوّن أكثرها على الضعيف والشارد والمشكوك والموضوع. ولذلك لن نرى السيدة الشرفي و جماعتها من اليسار العلماني لا يذكرون هذا التراث وهذا الدين بخير وكأنه ليس فيه ولا خير لأنهم لو يذكرون ولو لحظة إيجابية فيه فذلك سقوطهم ونهايتهم العاجلة، فهم يعيشون على هذا وبدونه يموتون لأنه هذا ما تبقى لهم ليحمو وجودهم . أنا أسأل السيدة الشرفي هذا السؤال الأول لماذا لم تتعرضي أبدا عن الإيجابي في هذا التراث، لماذا لم تدافعي في يوم من الأيام عن هذا التراث وعن هذا الدين وعن رسوله حين وقعت مهاجمته والسخرية منه؟؟ أنتظر إجابة هل رأيتم من السيدة الشرفي وأصحابها من اليسار العلماني في يوم من الأيام حديثا حول المراجعة والنقد لأفكارهم اليسارية والعلمانية، نحن نرجو منهم ذلك أن يقيمون تجاربهم ويتحدثون عن إخفاقاتهم وعن تجاوزاتهم في حقوق الإنسان في القولاق وألبانيا وكيف كانت مجتمعات بالكامل تعيش وراء ستار من الحديد . هذه هي المجتمعات التي تبشرنا بها قراءات السيدة سلوى لتراثنا. أنا أسأل السيدة الشرفي هل أن العلمانية واليسار الذي تدافعين عنهم ليست لهم مناطق سوداء؟ فإذا كان ذلك صحيحا فلماذا لم تحدثيننا عنها؟ هذا سؤالي الثاتي. وبعد ذلك فإن فشل اليسار العلماني جماهيريا نراه شيئا نلمسه، انظر إليهم وقد سمح لهم النظام في تونس بالأحزاب والجمعيات والمعونات مثل 50 مليون التي أعطاها لجمعية النساء الديمقراطيات. هل تسائلتم معي لماذا لم تكتب السيدة الشرفي حول واقع الاستبداد في تونس؟ هل تساءلتم لماذا لم تكتب في يوم من الأيام حول مأساة المسجونين ولا عن آلاف الأسر ولا السيدات والأطفال الذين عاشوا سنين طويلة العذاب والفقر والظلم والقهر؟ هل تساءلتم لماذا لم تكتب السيدة الشرفي في يوم من الأيام على ما تتعرض له المواطنات التونسيات المحجبات من ظلم ومضايقات؟ هل تساءلتم لماذا لم تكتب السيدة الشرفي حول استبداد السلطة وعن التمعش والفساد في البلاد؟ أم هو سهل عليها أن تكتب الشتائم والازدراء عن خالد بن الوليد وعن عمر وعن عائشة وعن رسول الله؟ أسئلة كثيرة نريد إلقائها على اليسار العلماني وعلى احدى ممثلاته اليوم السيدة الشرفي والتي تظن أنها أتت لنا بالجديد، ويشفع لها أنها قالت في واحد من كتاباتها أنها اكتشفت اللغة العربية متأخرة جدا ومنذ سنين فقط وأنها تعرفت إلى هذه الكتب منذ أمد قصير. اقرئي ما شئت أيتها السيدة واكتبي ما شئت وأنت لست الأولى ولا الأخيرة ونحن لا نمنعك ولكن نطالب بأن تكون الجماهير هي المفصل وهي الحكم فهل ترضين بذلك. على أن تطرحي لنا كذلك آرائك حول السلطة في تونس وواقع الاستبداد حتى توعي الناس على المقاومة وعدم الصمت من السهل أن تضربي الأموات خالد بن الوليد وعمر وعائشة وغيرهم لكني أتحداك هذه المرة أن تنطقي بكلمة واحدة تجاه السلطة في تونس وإني أسألك ماهو رأيك فيها وأرجو أن لا تتهربي من مجموغة الأسئلة التي طرحتها عليك، بالرغم من أن السيد الحامدي قد سألكم بعض الأسئلة لكنك لم تجيبي عنها وأنا أذكرك بها، لماذا لا تريدين الإجابة أم أن الوعي والتوعية تتوقف على عتبة قصر قرطاج وأن حب الأكل والشرب والسلامة أيسر وأسلم ولو كان على حساب المبادئ والقيم؟