إستعاد المنتخب التونسي نغمة الإنتصارات في كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في غانا، وتدك شباك منتخب جنوب افريقيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في المباراة التي اقيمت بينهما اليوم الأحد بملعب تمالي ضمن مباريات الجولة الثانية للمجموعة الرابعة في اطار الدور الأول للبطولة القارية. إفتتح سلفيا دوس سانتوس التسجيل لفريقه مبكرا بعد تسع دقائق من بداية المباراة، قبل أن يضاعف شوقي بن سعادة النتيجة لفريقه في الدقيقة 31، ثم عاد سانتوس ليجعلها ثلاثية في الدقيقة 34 انهي بها شوط المباراة الأول. وقبل نهاية الشوط الثاني بأربعة دقائق عاقب كاتليجو مفيلا المنتخب التونسي علي تراخيه فأحرز هدف حفظ ماء الوجه لمنتخب جنوب إفريقيا. وبهذه النتيجة رفع الفريق التونسي رصيده الي 4 نقاط في صدارة المجموعة الرابعة بفارق الأهداف امام المنتخب الأنجولي، فيما تجمد رصيد منتخب جنوب افريقيا عند نقطة وحيدة في قاع المجموعة بجوار منتخب السنغال. جاءت المباراة متباينة المستوي بين شوطها الأول التونسي الخالص بأهدافه الثلاث، وشوط باهت تراجع فيه النسور الخضراء ومنحوا السيطرة لمنتخب الأولاد، ولكن تبقي النقاط الثلاث هي هدية الفريق التونسي الي جماهيره. وجاءت أهداف المباراة الأربعة إستكمالا لمسلسل الأخطاء الدفاعية والتي تعتبر ابرز الظواهر في البطولة وساهمت بشكل كبير في المعدل للعالي للأهداف في البطولة والذي بلغ 52 هدف مع نهاية الجولة الثانية. شوط سانتوس والأهداف الثلاثة جاءت انطلاقة المباراة حماسية من الجانب التونسي الذي دخل المباراة محملا بثقل نتيجة المباراة السابقة في المجموعة بين انجولا والسنغال، فاستحوذ علي الكرة مبكرا، وانطلق في رحلة البحث عن المرمي الجنوب افريقي. ولم ينتظر ابناء الخضراء طويلا للوصول الي مرمي منتخب الأولاد فانطلق صابر بن فرج من ناحية اليمين في الدقيقة السادسة وأرسل عرضية خطيرة أمسكها الحارس مونيت جوزيف قبل رأس دوس سانتوس. ويأتي الرد الجنوب افريقي سريعا فيمرر الخطير بينار كرة بينية الي زوما علي حدود منطقة الجزاء التونسية ينطلق بها ويسددها قوية يبعدها الحارس حمدي القصراوي بصعوبة. وتقترب الخطوط التونسية الثلاث ويتراجع الفريق الجنوب افريقيا ليقابل المنتخب التونسي من نصف ملعبه، وينطلق ياسين الشيخاوي - الذي لم يدخل بعد في اجواء البطولة - من ناحية اليمين في الدقيقة الثامنة ويراوغ الدفاع ويتوغل داخل منطقة الجزاء ويمررها عرضية خطيرة يخرجها نصيف موريس الي ركنية. ويحول شوقي بن سعادة الركنية خطيرة داخل منطقة الجزاء يبعدها الدفاع فتعود الي بن سعادة فيحولها عرضية خطيرة، ويفشل دفاعات جنوب افريقيا في كشف التسلل فتنشق الأرض عن سانتوس ويطلق قذيفة رأسية تسكن شباك الأولاد، معلنه الفرحة التونسية الأولي. وبعد الهدف التونسي المبكر ينحصر اللعب في وسط الملعب بعد تراجع غير مبرر لنسور قرطاج، وضغط غير مؤثر للاعبي جنوب افريقيا، فيبقي اللعب تعاوني في المنتصف دون أدني خطورة علي المرميين. ويقطع بينار في الدقيقة 19 حالة اللاهجوم واللادفاع، فيقود الأولاد لهجمة منظمة علي حدود منطقة الجزاء ويمررها بينية خطيرة الي زوما ولكنه يسقط بفارق سنتيمترات في مصيدة التسلل بعد أن خلع قلوب الجماهير التونسية. ويكثف منتخب الأولاد من ضغطه ويحتسب حكم المباراة في الدقيقة 22 ضربة حرة ناحية اليمين من أحد البقاع المميزة في الملعب يحولها بينار خطيرة داخل منطقة الجزاء يبعدها الشيخاوي من المواقع الدفاعية الي ركنية. وتنخفض وتيرة المباراة ويمرر تيكو موديسي كرة ضالة في الدقيقة 24 في منتصف الملعب التونسي في متناول راضي الجعايدي ولكن ينطلق زوما من بعيد فيلحق بالكرة ويسبق المدافع التونسي البطئ ويصبح وجها لوجه أمام القصراوي، قبل أن يصلح الجعايدي خطأه ويخرج الكرة الي ركنية. وينطلق شوقي بن سعادة من منتصف الملعب في رحلة جديدة للسعادة ويسدد في الدقيقة 31 كرة قوية تصطدم بالدفاع وتتهيأ أمام سانتوس فيسددها زاحفة ترتد من القائم الأيمن أمام بن سعادة فيودعها المرمي الخالي مضاعفا نتيجة اللقاء، ليريح الاعصاب ويرسم البسمة علي وجوة الجماهير التونسية. -الطريق نحو الفرحة والشباك . ولم يترك نسور قرطاج فرصة لمنتخب جنوب افريقيا لالتقاط الأنفاس، وبعد ثلاث دقائق من التقدم يرتكب نصيف موريس خطأ فادح فيعيد الكرة للحارس مونيب بدون تركيز فتجد سانتوس في المسافة بين الحارس والمدافع فيقبل الهدية ويرواغ الحارس وينتظر علي الكرة قبل أن يصدرها للشباك الجنوب افريقية مفجرا الفرحة التونسية الثالثة. ويحول بينار العودة بفريقه للقاء، فيحول في الدقيقة 37 عرضية خطيرة تمر من الدفاعات التونسية الضعيفة لتصل الي نصيف موريس يحولها رأسية - محولا اصلاح خطأه السابق - فتمر من القصراوي لتجد العارضة التونسية التي تتعاطف مع ابناء الخضراء وتحرم الأولاد من التعديل. ويتحكم الفريق التونسي في الكرة لامتصاص الحماس الجنوب افريقي، فيكثر التمرير في وسط الملعب حتي أطلق حكم المباراة صافرته معلنا نهاية الشوط الأول. شوط التراجع التونسي وهدف العقاب كسابقه أخذ الفريق التونسي المبادرة في شوط المباراة الثاني فامتلك الكرة واستحوذ علي ملعب المباراة، دون أن يحاول الوصول الي مرمي مونيب جوزيف وكأنه اكتفي بثلاثية الشوط الأول. وتمر الدقائق بطيئة مملة تمام كإيقاع المباراة، ويقطع الشيخاوي حاجز الصمت ويمر بالكرة من ناحية اليمين ويتوغل داخل منطقة الجزاء ويحولها عرضية رائعة تمر من الجميع وتتهادي أمام سانتوس في مواجهة الشباك ولكنه يعجز عن ايداعها المرمي الخالي ويضيع فرصة الهدف التونسي الرابع. وتتحول السيطرة الي منتخب الاولاد شيئا فشئ بعد أن ركن نسور قرطاج الي تقدم الشوط الأول، ويمر إيفانز في الدقيقة 74 من ناحية اليمين ويراوج مجدي تراوري ويلعبها عرضية علي حدود منطقة العمليات الي بينار فيسددها قوية تخطئ القائم الأيمن للقصراوي بقليل وتمر بردا وسلاما علي ابناء تونس. ويرد البديل مهدي بن ضيف الله علي هجمة الأولاد فينطلق بالكرة ناحية اليمين النشطة في تونس من تمريرة لصابر بن فرج في الدقيقة 76 ويراوغ الدفاع علي خط نهاية الملعب ويسدد الكرة من زاوية مستحيلة فتذهب الكرة بعرض الملعب. ولم تنجح كرة بن ضيف الله في انتزاع السيطرة من منتخب جنوب افريقيا فيرسل مونيكا في الدقيقة 82 عرضية خطيرة تمر من الجميع وتسقط أمام اليرفان هيردين فيسددها قوية تخطئ المرمي بقليل. وتحمل الدقيقة 86 هدف العقاب علي الفريق التونسي الذي تراخي في الشوط الثاني، فيستحوذ بينار علي الكرة علي حدود منطقة الجزاء في حراسة مدافعي تونس ويسددها قوية في اتجاه المرمي، فتنشق الأرض عن كاتليجو مفيلا فيغير اتجاه الكرة داخل الشباك التونسية مسجلا هدف حفظ ماء الوجه. ويحاول لاعبو جنوب افريقيا بعد الهدف الضغط بغية الاقتراب من المباراة، ولكن تمضي الدقائق سريعة ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز ثمين لمنتخب تونس وضعه علي بعد خطوات من ربع نهائي البطولة.