هو عادة وسنة حميدة..هكذا وصف شكري مبخوت معرض الكتاب الذي يُنتظم في دورته الرابعة والثلاثين من 6 إلى غاية 15 أفريل 2018 تحت نفس شعار السنة الفارطة وهو ”نقرأ لنعيش مرّتين”. وقد إختار القائمون على هذه الدورة المرأة التونسية كمحور أساسي لها، وهذا ما جعلهم يستعرون مقولة الشاعر التونسي الصغير ولاد حمد كعنوان لهذا المحور الذي سُمي بنساء بلادي نساء و نصف و الذي سيتجسد من خلال مجموعة من اللقاءات الحوارية التي تدور حول المرأة التونسية التي ولئن ساهمت في بناء تاريخ تونس فإنها لازالت تناضل للفوز بالمساواة التامة مع الرجل في الميراث، وفق ما أفاد به مدير عام الدورة شكري مبخوت في ندوة صحفية عقدت اليوم الجمعة 23 مارس 2018. كما سيتم الإحتفاء أيضا بموضوع القضية الفلسطينية من خلال عنوان” 100 سنة على وعد بلفور”، حيث ستتم معالجة هذه القضية من منظور ثقافي من خلال تناول موضوع الرواية الفلسطينية وذاكرة الداخل والشتات. وستسجل الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، تكريم مجموعة المفكرين والمثقين التونسيين والعرب على غرار المفكر يوسف الصديق والفنانة المسرحية الراحلة رجاء بن عمار والأديب محمود طرشونة والراحل محمد الطالبي، الى جانب شخصيات عربية على غرار الروائيين الفلسطينيين ربعي المدهون ويحيى يخلف، والروائي السعودي محمد حسن علوان إلى جانب شخصيات فكرية وأدبية أخرى. وبخصوص اختيار الجزائر كضيف لهذه الدورة أكد المبخوت أنه لا يمكن تعليل هذا الإختيار، نظرا للعلاقة المتينة والمتجذرة تاريخيا التي تربط البلدين،ويستضيف المعرض أيضا دار “بيغماليون للنشر” من إسبانيا التي تولّت نشر أشعار أبي القاسم الشابي مترجمة إلى الإسبانية من قبل الجامعي التونسي رضا مامي. و قد تمّ إحداث جائزة جديدة ضمن جوائز المعرض، وهي جائزة فاطمة الحدّاد للدّراسات الفلسفيّة، وقد أراد المنظمون، من خلالها، إعادة الاعتبار لدور الفلسفة وتثمين جهود الفلاسفة، في ظل “انعدام تدريس الفلسفة في بعض الدول العربية” على حدّ تعبير مدير المعرض، ويتنافس على هذه الجائزة كل من: جلال الدّين سعيد ب:” الرّغبة والأخلاق في فلسفة سبينوزا، ؛ سالم العيّادي بمؤلفه سياسة الحقيقة في فلسفة الفارابي: الميتافيزيقا والموسيقا، و معرفة المعروف: تحوّلات التّأويليّة من شلايرماخر إلى ديلتاي، لصاحبه فتحي انقزّو. كما أحدثت الهيئة المديرة للمعرض جائزة أخرى تحمل اسم الناقد الأدبي الكبير الراحل توفيق بكار، وهي جائزة تقديرية رمزية سيتمّ إسنادها إلى شخصية ثقافية خصصت مسارها العلمي والادبي للكتاب. أمّا جوائز المعرض المعتادة فهي : *جائزة الطّاهر الحدّاد للدراسات الانسانيّة و الأدبيّة : الإصدارات التي ستتنافس على هذه الجائزة هي La culture du parfum en Islam. Sud Edition لبوحديبه ، عبد الوهّاب ، و محمّد بن محمّد من خلال مداخل إلى قصصيّة المعنى ، إلى جانب الصّلعاوي، التّيجاني والعوري، رمضان بمعجم اللّغة المسرحيّة. *جائزة بشير خريّف للرّواية : يتنافس عليها كل من *جحر الضبّ، لتوفيق العلوي و* Le tango de la déesse des dunes لوفاء غربال، و شادية القاسمي برايات سود. أما حكايات لا تهمّك، لطارق الشّيباني و مذهلة، الأزهر الصّحراوي و دمية الماء، لوفاء فتح اللّه، فتتنافس هذه العناوين على جائزة علي الدّوعاجي للأقصوصة. * جائزة الصّادق مازيغ في التّرجمة إلى العربيّة : والتي تسجل حضور * قصص في الحبّ تأليف جوليا كريستيفا وترجمة محمود بن جماعة، * النّقد الأدبيّ تأليف فابريس تومريل وترجمة الهادي الجطلاوي، و* الإيروسيّة تأليف جورج باطاي وترجمة محمّد عادل مطيمط. و تسجل الدورة الحالية مشاركة 775 ناشرا يمثلون 32 بلدا عربيا وأجنبيا من ضمنهم 126 ناشرا تونسيا. ويبلغ عدد العارضين 259 عارضا يمثلون 25 بلدا عربيا وأجنبيا إلى جانب منظمات و هيئات وجمعيات من بينهم 111 عارضا تونسيا. و برمجت إدارة المعرض أكثر من 80 نشاطا ثقافيا، علما أن القراءات الشعرية التي دأب المعرض على تنظيمها في الدورات الفارطة ستغيب هذا العام باعتبار أنه قد تمّ إدراجها ضمن برمجة الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الشعرية، ونظرا لتقارب زمن تنظيم التظاهرتين وفق المنظمين. و في ما يتعلّق بالبرنامج الخاص بالأطفال واليافعين، تحدث شكري المبخوت عن برمجة دولية خاصة بهذه الفئة العمرية، مبينا الحرص على استمرارية وتعزيز الطابع الدولي لبرمجة الأطفال الذي انطلق بالمعرض منذ العام الفارط. وبين في هذا السياق أن روسيا ستحل ضيف شرف برنامج الأطفال الذي يجمع 13 بلدا عربيا وأجنبيا. و أضاف أنّ الهيئة المديرة خصصت في الدورة 34 مسابقة جديدة للأطفال موجهة للفتيات بين سن 14 و 18 تحت عنوان “نقرأ لنصبح أجمل”. من جانبه قال محمد صالح معالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ، إن دورة 2018 لمعرض تونس الدولي للكتاب حرصت على أن لا يشارك فيها إلا الناشريين المهنيين والذين يحترمون أصول و قواعد المهنة من حيث الكتب المعروضة و المحتوى. و أفاد معالج بأنّه تم استبعاد عدد هام من الناشرين العرب و الذين يقدمون لائحات و قائمات وهمية للمشاركة في فعاليات هذا الحدث الثقافي ، كما تمّ استبعاد الكتب الصفراء التي تدعو إلى التطرّف و الإرهاب وفق تعبيره. و تابع في نفس السياق بأنه سيتم إطلاق حملة كبيرة ضد الكتاب المزور و المقرصن لتجنب تأثيراتها السلبية على وضعية الكتاب ، مشيرا إلى أنّ هذه الظاهرة انتشرت بشكل واسع في العالم العربي. و أكّد بأنّ اتحاد الناشرين العرب أعدّ قائمة سوداء تضم أسماء هؤلاء الناشرين ، ليتم منعهم من المشاركة في كافة المعارض في العالم العربي.