بفيديو قصير على شاشة عملاقة، يعرض أبرز محطّاتها الفنية منذ الصغر، اختارت الفنانة يسرى محنوش أن يسبق اطلالتها على خشبة مسرح قرطاج، والتّي كانت في حدود العاشرة ليلا من مساء أمس الثلاثاء 13 أوت 2018.. إطلالة حرصت يسرى أن تكون بديكور خاص. الفنّانة التونسية اختارت أن تحتفل بعيدها، عيد المرأة،على مسرح قرطاج، مع جمهور غفير لم يسمح لأي مكان في مدارج قرطاج أن يكون شاغرا، بل أنّ الكثيرين لم يسعهم الفضاء فلم يجدوا حلاّ غير الوقوف لمتابعة الحفل. يسرى محنوش استهلّت السهرة بأغنية وطنية من كلمات والدها الحبيب محنوش، وتحمل توقيعها في التلحين، ولأنّ لكل شخص من اسمه نصيب، أرادت الفنانة التونسية أن تثبت صحة هذه المقولة، فإعتبار أنّها لُقّبت بسيّدة الطرب العربي، قدّمت لجمهورها، الذّي كان وزير الشؤون الثقافية ضمنه، وصلات متتالية من الأغاني الطربية، على غرار “فات المعاد” و”الاطلال”و “في يوم وليلة” و”أما براوة”و”ابتدا المشوار”. وقد مكنّها صوتها العريض من إيصال هذه الأغاني الخّاصة بأهم قامات الغناء في الوطن العربي، إلى جمهورها الذّي غنّى معها وصفّق لها، أمكن يسرى محنوش من شحنة من الثقة في النفس، ازدادت بعد تقديم أغنيتين أجنبيتين لكل من سيلين ديون وإديت بياف، لاقا بدورهما إعجابا كبير من قبل الجمهور، ما أشعرها بسعادة لم تتمكّن من إخفائها حيث حرصت على التعبير عنها بطريقة قد يراها البعض مبالغا فيها، ويمكن أن تُصف أيضا “بالمراهقة الفنّية”، بإعتبار أنّ بعض تدخّلاتها لم تكن مبرّرة، خاصة وأنّ هذه المرّة الثانية التّي تعتلي فيه محنوش ركح قرطاج، بعد أن اختتمت دورته ال52 سنة 2016. انتاج يسرى الخاص اقتصر تقريبا على ثلاث أغنيات فقط، فقدّمت “بفكّر فيك”، وأغنية “خديجة”، كما مكّنت جمهورها من حصرّية أغنيتها الجديدة، وهي باللّهجة العراقية تعاملت فيها مع الشاعر الكريم العراقي في الكلمات، وتحمل اسم “يا روحي يا دادا”. وبإعتبار أنّ “الطرب والنوبة” هو العنوان الذّي اختارته محنوش لعرضها في قرطاج، فقد سجّل النصف الثاني من الحفل دخول عازفين على الات الطبل والدربوكة لينضموا إلى بقيّة العازفين، لتنطلق بعدها محنوش في آداء اللّون الأقرب إلى قلب الجمهور التونسي، فخلال تنقّلها بين “يا بلحسن يا شاذلي” و”يافارس بغداد ياجيلاني” وبابا بحري” وراكب ع الحمراء”، يمكن الجزم أنّ لا أحد من الجمهور الغفير الموجود كان جالسا في مكانه فالكلّ يغني ويرقص معها، وقد زادت في “تخميرة” جمهورها بكوكتال من التراث الغنائي لمدينة بنزرت نجحت في تقديمه منذ الصائفة الماضية. وب “حيّاك بابا حيّاك”، حيّت يسرى محنوش جمهورها في نهاية العرض، جمهور أبى أن يغادر أماكنه قبل أن تنتهي السهرة، جمهور أجمع على نجاح هذه الفنانة التونسية، وكان راض تمام الرضا عن آدائها، ومطلبه الوحيد تمثّل في مزيد من الأغاني الخاصّة بها. وفي الختام يمكن القول بأنّ يسرى محنوش كتبت نجاحا جديدا في مسيرتها الفنيّة من خلال حفلها البارحة، لكن لا يمكن أن ننسى أنّ هذا النجاح كُتب بأغان لا تحمل اسمها، إلاّ أنّ صوتها الطربي الشجي غفر لها قلّة الإنتاج، حتّى على خشبة قرطاج.