مرّة أخرى تضرب تونس موعدا مع التاريخ، مرة أخرى تُصوّب أنظار العالم بأسره في إتّجاه البلاد التونسية، تونس تنتخب رئيسا للجمهورية في انتخابات سابقة آوانها تمّ ضبطها مع نهاية عهدة الرئيس الحالي محمد النّاصر والذّي توّلى رئاسة الجمهورية إثر وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في ال25 من شهر جويلية الفارط، وذلك وفق ما ينصّ عليه دستور الجمهورية التونسية. هذه الإنتخابات التّي يتنافس فيها 26 مترشّحا بين مستقلّين ومتقدّمين عن أحزابهم، ستُفرز رئيسا منتخبا من قبل التونسيين مرّة أخرى بعد انتخابات 2014، انتخابات تمّ إحترام موعد صمتها الإنتخابي والذّي كان أمس السبت 14 سبتمبر 2014، بعد طيلة فترة الحملة الانتخابية التّي إمتدّت قرابة الأسبوعين، لتفتح مراكز الإقتراع في كافة ولايات الجمهورية أبوابها أمام المواطنين في حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم، وفق ما تمّ ضبطه من قبل الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات. هي هيئة قامت بتأمين كافّة الظروف الملائمة لسير العملية الإنتخابية في أفضل الظروف، وجنّدت أعضاءها لتسهيل سيرورة هذا الإستحقاق وتلبية نداء المواطنين في مُختلف استفساراتهم، وهو ما رصدناه في زياراتنا الميدانية لبعض مراكز الإقتراع على غرار معهد باب الخضراء والمدرسة الإبتدائية الحبيب بورقيبة باردو وسيدي بوسعيد والمرسى ومدنين و سوسة و غيرها .. هذه المراكز إصطفّ أمامها المواطنون في طوابير منتظمة في انتظار دورهم في آداء واجبهم الإنتخابي، وقد قام أعضاء الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بالقيام بواجبهم أيضا حيث سهّلوا دخول بعض المسنّين لمكاتب الإقتراع كما قاموا أيضا بمساعدة بعض من الناخبين في التثبّت من أمكان تسجيلهم. إقبال المواطنين في الساعات الأولى لفتح مراكز الإقتراع كان بنسبة مقبولة خاصّة وأنّ رؤساء مختلف المراكز أكّدوا أنّ هذه النّسبة سترتفع مع مرور الساعات الأولى من الصباح، أمّا قصر المؤتمرات بالعاصمة فيحتضن مئات الصحفيين والتقنيين التونسيين والأجانب لتأمين هذا الإستحقاق الإنتخابي، أين تُقدّم هيئة الإنتخابات معلومات محيّنة بخصوص كافة تفاصيل العملية الإنتخابية في نقاط إعلامية متتالية. هذا الإستحقاق سيتوّج بالإعلان عن النتائج بعد غلق مراكز الإقتراع في حدود الساعة السادسة من مساء اليوم، وذلك في أجل لا يتجاوز يوم الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري، لتكشف هذه النتائج ما إذا سيتمّ تنظيم دور ثان من الإنتخابات من عدمه.
