مع اقتراب موسم الحج لعام 1446 ه (2025 م)، تكثّف المملكة العربية السعودية دعواتها للالتزام الصارم بالتعليمات الرسمية. فقد وجّه المفتي العام للمملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مساء الأحد، رسالة رسمية إلى الحجاج المرتقبين، حثّهم فيها على التقيد التام بالأنظمة المعمول بها والحصول على التصاريح المطلوبة. وفي بيان نقله المتحدث باسم الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء عبر منصة "إكس"، شدد المفتي العام على ضرورة الالتزام بالتوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة، لا سيّما ما يتعلق بإلزامية الحصول على تصريح حج رسمي، والذي يُمنح حصرًا عبر المنصة الرقمية "نسك"، بالتنسيق مع المنصة الموحدة "تشريح". وفي رسالته، دعا المفتي الحجاج إلى "التقوى في أداء هذا النسك العظيم، والامتناع عن الفحش والفسوق والجدال أثناء الحج"، كما سأل الله أن يُجزل الثواب لقيادة المملكة لقاء جهودها المتواصلة في تنظيم الحج وخدمة زوار المشاعر المقدسة. تحذيرات صارمة وقد كثّفت السلطات السعودية، في الأسابيع الأخيرة، تحذيراتها من محاولات الحج غير النظامي والحملات الاحتيالية. وذكّرَت وزارة الحج والعمرة بالحظر التام لأي دخول إلى مناسك الحج دون تصريح رسمي، مؤكدة أن "أي نوع آخر من التأشيرات، أياً كان، لا يخول صاحبها أداء مناسك الحج، باستثناء تأشيرة الحج المخصصة لهذا الغرض". ويهدف هذا التشديد إلى ضمان أمن الحجيج وسلاسة التنظيم، إضافة إلى حمايتهم من الاستغلال والمخاطر الصحية أو اللوجستية. عقوبات صارمة للمخالفين من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن عقوبات مشددة بحق من يخالف الأنظمة. وأوضحت أن كل من يُضبط أثناء أداء أو محاولة أداء الحج بدون تصريح، سيُغرّم بمبلغ قد يصل إلى 20 ألف ريال سعودي (ما يعادل نحو 16 ألف دينار تونسي). أما المخالفون من المقيمين أو الوافدين، فيُواجهون الترحيل الفوري والمنع من دخول المملكة لمدة عشر سنوات، في حال ضُبطوا في وضع غير نظامي أو بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. وتأتي هذه الإجراءات، قبل أسابيع قليلة من هذا التجمع الروحي الكبير، ضمن استراتيجية المملكة الرامية إلى ضمان موسم حج آمن ومنظم ومراعٍ للطاقة الاستيعابية، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية والمعايير اللوجستية التي تفرضها الأعداد الهائلة من الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم.