بدأ مئات الآلاف من الحجاج، في وقت مبكر من صباح الجمعة 6 جوان 2025، أحد أبرز مناسك الحج، بأداء رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى. و قد جرى هذا الطقس الرمزي، الذي يجسد رفض وسوسة الشيطان، في أجواء روحانية هادئة و تحت إشراف لوجستي مشدد، بعد انتقال سلس للحجاج من مزدلفة خلال الليل. و بعد الانتهاء من الرمي ، قام الحجاج بذبح الهدي ثم حلقوا رؤوسهم أو قصّروا شعرهم، قبل التوجّه إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة و السعي بين الصفا و المروة ، مستكملين بذلك الأركان الأساسية للحج الأكبر. و كان الحجاج قد وقفوا، يوم الخميس، على صعيد عرفات، حيث أدّوا الركن الأعظم من مناسك الحج، قبل أن يتوجّهوا مع غروب الشمس إلى مزدلفة، للمبيت فيها و التضرع و الدعاء، اقتداءً بسنة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. و بحسب البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فقد بلغ عدد الحجاج هذا العام 1.673.230 حاجاً، من بينهم 1.506.576 قدموا من خارج المملكة عبر مختلف المنافذ الحدودية، فيما بلغ عدد الحجاج من داخل السعودية 166.654 شخصاً، بين مواطنين و مقيمين. و قد لاقت جهود تنظيم حج 2025 إشادة واسعة، بفضل سلاسة التنقل بين المشاعر المقدسة و التنسيق المحكم بين مختلف الجهات السعودية المعنية. و يمثل النجاح في أداء رمي جمرة العقبة الكبرى محطة بالغة الأهمية ضمن هذا المسار الروحي، الذي يُنجز وسط أجواء شديدة الحرارة، ولكن بإيمان جماعي راسخ لا يلين.