في حين احتفلت غالبية الدول الإسلامية، من بينها تونس والمملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والإمارات العربية المتحدة، بعيد الأضحى يوم الجمعة 6 جوان 2025، فإن دولًا أخرى ستحيي هذه المناسبة الدينية بعد يوم واحد، أي يوم السبت 7 جوان. و من بين الدول التي اختارت هذا التاريخ نجد المغرب و موريتانيا و باكستان و بنغلاديش و الهند و ماليزيا و سلطنة بروناي. و يُعزى هذا الاختلاف إلى عدم ثبوت رؤية الهلال مساء الثلاثاء 27 ماي 2025 في هذه المناطق، ما أدى إلى تأخير بداية شهر ذي الحجة بيوم مقارنة بالتقويم الذي اعتمدته دول أخرى. و استنادًا إلى الحسابات والرؤية المحلية، اعتبرت الهيئات الدينية في تلك البلدان أن يوم الجمعة 6 جوان هو يوم عرفة (9 ذو الحجة)، وأن يوم السبت 7 جوان هو العاشر من ذي الحجة، أي يوم عيد الأضحى. و مع ذلك، يذكّر العديد من العلماء والمصلين بأن تقويم الحج، وبالتالي توقيت عيد الأضحى، مرتبط ارتباطًا جوهريًا بمكةالمكرمة. ف"يوم عرفة"، الذي يسبق العيد، يتزامن مع وقوف الحجيج على جبل عرفة في المملكة العربية السعودية، ويُعد مرجعًا زمنيًا جامعًا في الشعائر الإسلامية. و انطلاقًا من هذا المنطق، ينبغي أن يُحتفل بالعيد بشكل موحّد في جميع الدول الإسلامية، بما يتماشى مع ما يحدث في مكة، بغض النظر عن الرؤية المحلية للهلال. هذا التباين، الذي يتكرر كل عام، لا يزال يثير الجدل والتساؤلات في أوساط المسلمين. وتتعالى العديد من الأصوات المطالبة بتوحيد التقويم الديني، لا سيما في ما يتعلق بالمناسبات الكبرى كعيد الأضحى، حفاظًا على وحدة الأمة الإسلامية ورمزيتها على امتداد العالم. و يُعد عيد الأضحى، أو "عيد التضحية"، من أهم الأعياد في الإسلام، حيث يخلّد خضوع النبي إبراهيم لأمر الله، ويتميّز بصلاة جماعية في الصباح، وذبح أضحية وفق الشعائر، وأعمال تضامن تجاه المحتاجين.