أعلن مصدر طبي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، اليوم الجمعة، وفاة طفلة فلسطينية نتيجة الجوع وسوء التغذية، في أحدث فصول الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وتأتي هذه الوفاة بعد إعلان المستشفى نفسه وفاة فلسطينيين آخرين، أحدهما مريض بالسكري، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار صحي شامل. وفي بيان رسمي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المجاعة باتت تضرب مختلف أنحاء القطاع المحاصر، مشيرًا إلى استشهاد 116 فلسطينيًا حتى الآن بسبب الجوع وسوء التغذية، في ظل غياب شبه تام للغذاء والماء والدواء. كما حذر المكتب من "روايات زائفة" حول دخول مساعدات إنسانية، مشددًا على ضرورة كسر الحصار فورًا وإدخال الإغاثة العاجلة، خاصة حليب الأطفال. من جانبها، اعتبرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، أن الوضع في غزة "كارثي"، مؤكدة أن نحو 2.1 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة. وأوضحت في تصريح لقناة الجزيرة أن المنظمة تخشى من ارتفاع كبير في أعداد الوفيات خلال الفترة المقبلة، في ظل غياب مستشفيات تعمل بكامل طاقتها، وتدهور أوضاع الطواقم الطبية المحاصَرة. بلخي لفتت أيضًا إلى أن 20% من النساء الحوامل في غزة يواجهن المجاعة، بينما يعاني الأطفال من مستويات خطيرة من سوء التغذية، ما ينذر بكارثة صحية غير مسبوقة. بدورها، أعلنت منظمة "أوكسفام" أن الأمراض المنقولة عبر المياه ارتفعت بنسبة 150% بين سكان غزة، نتيجة الظروف المعيشية المأساوية التي خلقت بيئة مثالية لانتشار الأوبئة. وفي بيان شديد اللهجة، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن إسرائيل تواصل استخدام "التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين". وأكدت أمنستي أن إسرائيل تتعمّد منع دخول المساعدات، وتفرض نظام توزيع مدمر، محذرة من أن هذا السلوك يمثل جريمة ضد الإنسانية. ودعت المنظمة إلى رفع فوري لجميع القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات، وتمكين الأممالمتحدة من توزيعها بشكل آمن ودون عراقيل، مؤكدة حق سكان غزة في الحصول على المساعدة دون قيد. في ظل هذه التحذيرات المتصاعدة، تتجه الأنظار نحو المجتمع الدولي، وسط تساؤلات حارقة: كم من الأطفال سيُدفنون جوعًا قبل أن يتحرك الضمير العالمي؟ تعليقات