شهدت الطرقات السريعة في تونس، خلال الأيام الأخيرة، عدداً من الحوادث المميتة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين، في مشاهد مأساوية كان من الممكن تفاديها بمجرد احترام قواعد السلامة المرورية. في تصريح لتونس الرقمية، دقّ رئيس مكتب التنسيق والاتصال بالمرصد الوطني للسلامة المرورية ناقوس الخطر، مشيرًا إلى أن 33٪ من حوادث الطرقات خلال سنة 2024 طالت المترجلين، حيث يمثلون 26٪ من إجمالي عدد الوفيات و26٪ من المصابين. أما خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، فقد ساهم المترجلون في 34٪ من الحوادث، و22٪ من الوفيات، و25٪ من المصابين. وتتفاقم هذه الأرقام في منطقة تونس الكبرى، حيث تصل نسبة الحوادث التي يكون طرفها المترجلون إلى 40٪. وتشير دراسة سلوكية أجراها المرصد إلى أن سلوكيات المترجلين تشكّل خطراً فعلياً، منها: تجاهل إشارات المرور، الخروج المفاجئ من الرصيف، استعمال الهاتف أثناء عبور الطريق. لكنّ السائقين أيضًا لا يخلون من المسؤولية، حيث لا يقوم 70٪ منهم بتخفيض السرعة أمام المدارس، خاصة في الشمال الغربي. كما رُصدت مخالفات خطيرة مثل الوقوف على الأرصفة، التي تكون أحيانًا مشغولة بنسبة 50٪ أو غير مهيأة، ما يضطر المترجلين إلى السير على الطريق. وفي مواجهة هذا الواقع، أطلقت السلطات حملات تحسيسية ومشاريع تهيئة بالشراكة مع عدة جهات، لتعزيز السلامة في الأرصفة والمناطق المدرسية، مع تكثيف الرقابة على الطرقات. واختتم المسؤول تصريحه قائلاً: "المترجل، مثل السائق تمامًا، عليه احترام قواعد السلامة المرورية." تعليقات