عجيب وغريب ومريب ما يحدث داخل النادي الرياضي الصفاقسي هذا الموسم، من أجواء غير عادية، ومردود مهزوز، ومستوى جماعي وفردي متوسط – حتى لا نقول رديء – يؤشر إلى استحالة اللعب على أي لقب وطني أو عربي أو إفريقي. فقد صدرت تصريحات لمسؤولين حاليين، قبل انطلاق بطولة الرابطة المحترفة الأولى، تؤكد أن موسم 2025 – 2026 سيكون موسم التأسيس لفريق متكامل قادر على لعب الأدوار الأولى. لكن رغم ضمّ علي معلول، الذي تخلى عنه الأهلي المصري بسبب إصاباته المتعددة التي أبعدته سابقًا لفترات طويلة عن الميادين، ويعاني منها حاليًا وقد تطول فترة غيابه، فإن عقده لثلاثة مواسم كلّف الفريق حوالي 500 ألف دينار. إلى جانب ذلك، بلغ الفريق عرضًا خياليًا وغير مسبوق بقيمة 3 مليارات مليم لانتداب الحارس أيمن دحمان من قِبل نادٍ إيراني، في وقت تعيش فيه كرة القدم التونسية أزمات كبرى، وسط فوضى وفضائح تحكيمية تبدو وكأنها ممنهجة. فماذا نقول لمن يعتقد أن الفريق الحالي، بتشكيلته الجديدة، قادر على فرض وجوده والمنافسة على الأدوار الأولى؟ الواقع يُظهر غياب الطعم الفني، وانعدام الخطط التكتيكية المقنعة، وغياب الانسجام بين الخطوط الثلاثة، فضلًا عن افتقاد الروح القتالية للدفاع عن ألوان أحد أكبر وأعرق الفرق التونسية: النادي الرياضي الصفاقسي، الذي وُجد ليبقى مدرسة في الأخلاق الرفيعة والفن الكروي الجميل، وأنجب أبطالًا خلدهم التاريخ الرياضي التونسي والعربي والإفريقي. لذلك، نقول لكل من يهمه حاضر ومستقبل السي. إس. إس: لابد من الوقوف صفًا واحدًا، سدًّا منيعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة بناء النادي بالتوافق والعزيمة على تحدي الصعاب، في زمن نعيش فيه بطولة العجائب والغرائب، والفضائح التحكيمية، والمردود المهزوز لعديد اللاعبين في أغلب الفرق، من تونسيين وأفارقة، لا يصلح بعضهم حتى للّعب في الأقسام السفلى. أتمنى أن تكون رسائلي قد وصلت إلى أصحابها قبل فوات الأوان. والله ولي التوفيق. وللحديث بقية… تعليقات