كشفت الصحافة الإسرائيلية أنّ الرباط تجري مفاوضات متقدمة لاقتناء ما بين 200 و300 طائرة انتحارية من طراز هاروب وهاربي، التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، في صفقة تقدَّر بحوالي 120 مليون دولار. وتمتاز هذه المنظومات بمدى يتراوح بين 500 و1000 كلم، ما يمنح القوات المسلحة الملكية قدرة هجومية بعيدة المدى غير مسبوقة في المنطقة. خصائص تقنية ودور قتالي مزدوج طائرة هاربي صُممت خصيصًا لرصد الرادارات المعادية وتدميرها وفق مبدأ "أطلق وانسَ"، في حين تُعد هاروب أكثر مرونة، إذ تجمع بين مهام الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات (ISR) وبين القدرة على استهداف الأهداف بواسطة شحنة متفجرة تزن نحو 20 كلغ. يصل طولها إلى 2.5 متر وباع جناحيها إلى 3 أمتار، مع قدرة على التحليق سبع ساعات كاملة ومدى يصل إلى 1000 كلم. هذه الطائرات استُخدمت من قبل إسرائيل والهند وأذربيجان، وأثبتت فعاليتها في حرب ناغورني قره باغ حيث منحت تفوقًا استراتيجيًا لباكو. إسرائيل.. المورد العسكري الأبرز للرباط منذ استئناف العلاقات الثنائية سنة 2020 في إطار اتفاقيات أبراهام، أصبح الكيان الإسرائيلي من أبرز مزوّدي المغرب بالسلاح. وحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI)، مثّلت الأسلحة الإسرائيلية 11% من واردات المغرب العسكرية بين 2019 و2023. كما سجّلت شركة IAI سنة 2021 مداخيل بقيمة 22 مليون دولار من صفقات مرتبطة بطائرات "هاروب" مع المغرب، بالتوازي مع توقيع اتفاق إطار للتعاون العسكري في الرباط خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس. تسليح متسارع واستراتيجية ردع القوات المغربية تستخدم بالفعل عدة طائرات مسيّرة إسرائيلية، منها Bluebird SpyX وSkyStriker من إنتاج شركة Elbit، التي أعلنت نيتها فتح خط إنتاج في المغرب لتطوير أنظمة Wonder B وThunder B، بما يعكس طموح الرباط إلى تعزيز استقلاليتها التكنولوجية في المجال العسكري. وفي الجنوب الشرقي، أجرت القوات المسلحة الملكية مؤخرًا تجارب ناجحة لصواريخ EXTRA الموجهة (عيار 306 ملم) بمدى 150 كلم ورأس حربي يزن 120 كلغ، ضمن منظومة المدفعية الصاروخية PULS التي يناهز ثمنها 150 مليون دولار. هذه المنظومة قادرة على إطلاق صواريخ تقليدية وذخائر دقيقة وأخرى بعيدة المدى تصل إلى 300 كلم. انعكاسات إقليمية مثيرة للجدل إذا ما اكتملت صفقة "هاروب–هاربي"، فستشكّل نقلة نوعية في ترسانة المغرب العسكرية: قصف بعيد المدى، تحييد أنظمة الدفاع الجوي المعادية بواسطة "هاربي"، وقدرات استخبارية مسلّحة عبر "هاروب". وعند دمجها مع منظومة المدفعية PULS وخطط التصنيع المحلي، فإن الرباط ترسم ملامح عقيدة عسكرية جديدة قائمة على الردع والتفوق الإقليمي، في وقت يتنامى فيه القلق من سباق تسلّح متسارع قد يهدد توازن المنطقة ويزيد من هشاشة الأمن في المغرب العربي. تعليقات