أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب لقائه مع محمود عباس، عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين يوم الاثنين المقبل في نيويورك، خلال اجتماع بالأممالمتحدة. و يأتي هذا القرار، الذي يُقدَّم كأحد محاور «خطة سلام شاملة» للشرق الأوسط، في وقت تشيد فيه باريس بالتعاون الوثيق مع السلطة الفلسطينية في اعتقال مشتبه به رئيسي في الهجوم المعادي لليهود بشارع "روزرييه" سنة 1982، وهو الاعتداء الذي خلّف 6 قتلى و 22 جريحًا. و أكد الرئيس الفرنسي أنه يسعى إلى تنفيذ عملية تسليم المشتبه به «في أقرب الآجال»، مشيرًا إلى أن الاعتراف سيكون مشروطًا بجملة من المتطلبات التي وُجهت إلى رام الله، من بينها إصلاحات لتجديد الحوكمة الفلسطينية. و في رسالته، شدّد ماكرون على «الطابع الملح للغاية» للوضع في غزة والأراضي الفلسطينية، معتبرًا أن الاعتراف يأتي في خدمة إعادة إحياء حل الدولتين، «بما يلبي تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء إلى الأمن والسلام». و في باريس، تحدث المقربون من الرئيس عن خطاب سيُلقى يوم الاثنين على هامش أعمال الأممالمتحدة لتكريس الاعتراف رسميًا، في وقت تتابع فيه عدة عواصم أوروبية وعربية هذه المبادرة الفرنسية عن كثب. و على الصعيد القضائي، وُصف اعتقال السلطة الفلسطينية لهشام حرب (المعروف أيضًا باسم محمود خضر عبد عدرة)، البالغ من العمر 70 عامًا والمطلوب منذ فترة طويلة، بأنه منعطف مهم. و يُشتبه في أن حرب أشرف على الكوماندوس الذي نفذ الهجوم على مطعم "جو غولدنبرغ" بباريس سنة 1982. و قد رحبت السلطات الفرنسية ب«مستوى ممتاز من التعاون» وأعربت عن رغبتها في تسليم المشتبه به سريعًا ليُحاكم أمام القضاء. أما المسعى الدبلوماسي الفرنسي، الذي يترافق مع شروط إصلاحية موجّهة للسلطة الفلسطينية ومتابعة للالتزامات المعلنة، فيهدف إلى الجمع بين التقدم السياسي وتعزيز الأمن الإقليمي. و أكدت باريس أنها «سترافق» السلطات الفلسطينية في هذا المسار، مع الحرص على التنفيذ الفعلي للتعهدات المعلنة. تعليقات