من يتابع بدقّة واهتمام وفطنة وذكاء، وبخلفية ثقافية واجتماعية وسياسية، ما يحصل هذه الأيام من انتفاضة غير مسبوقة وحركات يقودها أطفال مراهقون وشباب في المملكة المغربية، يدرك أنّ مطالبهم اجتماعية بحتة، ولا تستهدف الملك أو وزراءه، بل تتركّز على توفير الخدمات الاجتماعية والتصدّي للغلاء الفاحش والارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأساسية والضرورية للحياة، وهو ارتفاع أثقل كاهل كل الطبقات، وخاصة الفئات الضعيفة التي أصبحت عاجزة عن توفير لقمة العيش والرعاية الصحية. وقد رفع البعض شعارات ضد تنظيم بطولات عالمية في كرة القدم على حساب الطبقات الشعبية المغربية. وما نراه اليوم في هذا البلد المغاربي الشقيق – الذي لا يشبهنا في سياساته وبرامجه ومخططاته الداخلية والخارجية – يؤكد أنّ ما حصل هناك لا يجب نسخه أو تقليده في تونس. تونس مختلفة واستباقية إنّ السياسة الحالية في تونس تقوم على تعديل الأسعار وتوفير الخدمات الاجتماعية من صحة ونقل وتعليم، مع الضرب على أيدي المحتكرين والمتلاعبين بلقمة عيش السواد الأعظم من الشعب التونسي. ولا خوف على تونس اليوم ولا في المستقبل، ولا مجال لبثّ الفتنة والبلبلة والفوضى وإشاعة الخوف والشك في بلادنا التي تنعم بالأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمالي. وسيظلّ شعبنا مُلقّحاً ضدّ جميع مؤامرات الخونة في الداخل، والمترصّدين لنجاحاتنا في الخارج، وستبقى مؤسساتنا السيادية – الأمن والدفاع والعدل والشؤون الخارجية – في أعلى درجات الجاهزية. الحمد لله، وليّ التوفيق. وللحديث بقية. تعليقات