بعد أيّام من الأمطار التي أنعشت الشمال الغربي التونسي، يطرح تساؤل مهمّ نفسه: هل استفادت السدود فعليًا من هذه الكميات؟ وفي تصريح لموقع تونس الرقمية، أوضح حسين الرحيلي ، الخبير في الموارد المائية، أنّ شهر أكتوبر شهد جفافًا لم يقتصر على تونس فقط، بل شمل أيضًا الجزائر والمغرب وإيران والعراق وعددًا من دول الشرق الأوسط. وبيّن الخبير أن أمطار نوفمبر تبقى محدودة، إذ لم تتجاوز 10 ملم في أغلب المناطق، في حين أنّ التغذية الفعلية للسدود تتطلب ما لا يقلّ عن 15 ملم من التساقطات. وأضاف أنّ ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تبخّر جزء كبير من المياه قبل أن تصل إلى مجاري السدود. ووفقًا للمعطيات الرسمية إلى حدود 10 أكتوبر، فإنّ مخزون السدود لا يتجاوز ثلث المعدلات المسجّلة في نفس الفترة من السنوات الماضية، إذ لا يتعدى معدّل امتلائها 25 بالمائة، وهي نسبة مقلقة بحسب قوله. وأكد حسين الرحيلي أنّ الحلّ يكمن في اعتماد استراتيجية وطنية واضحة لترشيد استغلال مياه الأمطار، قائلاً: « علينا أن نعيد التفكير في طريقة إدارة مياه الأمطار، خاصة تلك التي تتجمّع في المناطق غير المزودة بسدود. فالتغير المناخي يفرض علينا أن نتحرك بسرعة وبذكاء. » تعليقات