بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر 1954، نظّمت سفارة الجزائربتونس يوم الأربعاء حفلاً رسميًا تميّز بحضور لافت ذي بعد تاريخي وأخوي عميق. وقد لوحظ مستوى تمثيل تونسي رفيع – واستثنائي – إلى جانب مشاركة واسعة من أفراد السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال والفاعلين في الساحة الثقافية والجامعية. في كلمته، ألقى السفير عزوز بعلال خطابًا مؤثرًا طغت عليه مشاعر الامتنان والقناعة الراسخة بصلابة الروابط بين الجزائروتونس. ومنذ بداية كلمته، عبّر السفير باسمه وباسم جميع العاملين بالسفارة عن شكره للمدعوين الذين شاركوا في هذه الذكرى التي تمثّل بالنسبة للجزائر "الحرية والكرامة والسيادة المستعادة". ووصف هذه اللحظة بأنها "لحظة خشوع"، مخصّصة لتكريم شهداء الثورة الذين حيّاهم ب "الاحترام والتبجيل والاعتراف الأبدي". وأكد أنّ الجزائر تبقى مدينة لأبطالها الذين ناضلوا من أجل الحرية، وأن الدولة والشعب معًا يظلان ملتزمين بالحفاظ على "إرث نوفمبر" في بناء جزائر حديثة، فخورة وذات سيادة. تحية مباشرة للثورة ورؤية مستقبلية للجزائر قدّم السفير عزوز بعلال صورة عن "الجزائر الجديدة"، المنخرطة في ترسيخ أسس دولة حديثة، واقتصاد منتج، ومجتمع متمسك بقيمه ومنفتح في الوقت نفسه على العالم. وعلى الصعيد الدولي، شدّد على ثبات السياسة الخارجية الجزائرية في التمسك بمبادئها، في ظل عالم يشهد توترات وأعمال عنف وانتهاكات للقانون الدولي. احتفال مميز في تونس: الامتنان لدعم تاريخي ركّز بعلال على رمزية الاحتفال بثورة أول نوفمبر على أرض تونس، "أرض الأخوة والتضامن والتضحية". وذكّر بأن تونس دعمت الكفاح المسلح الجزائري بدماء أبنائها، وأن دورها كان حاسمًا أيضًا على الساحة الدبلوماسية، ولا سيما في الأممالمتحدة. ولم يُغفل السفير الإشارة إلى تزامن تاريخي لافت: 12 نوفمبر هو في الوقت نفسه تاريخ حفل استقبال العيد الوطني الجزائري في تونس وتاريخ انضمام تونس المستقلة إلى الأممالمتحدة في 12 نوفمبر 1956. وصف السفير هذا التزامن بأنه "رمز لمصير مشترك". خمسة مرتكزات للعلاقات الجزائرية–التونسية في فقرة محورية من كلمته، عرض السفير عزوز بعّال الخمسة أسس التي تحدد وفق رؤيته الطابع الاستثنائي للعلاقات الثنائية: 1 : علاقة بين دولتين ذات سيادة كاملة تقوم العلاقات بين الجزائروتونس على السيادة التامة لكل طرف، وعلى إدارة شؤون البلدين ب "مسؤولية واحترام متبادل" تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس قيس سعيّد. 2 : احترام متبادل مطلق يمتنع كل بلد عن التدخل في شؤون الآخر. وقال السفير بوضوح: "ما يحدث في تونس شأن التونسيين، وما يحدث في الجزائر شأن الجزائريين". 3 : أخوة صادقة بين الشعبين أخوة عميقة، صادقة ومتجذرة، تتجاوز الإطار المؤسساتي وتربط الشعبين الجزائريوالتونسي برابطة "ذات معنى وولاء وتمسّك". 4 : تضامن تاريخي ومستمر تضامن وُلد في معركة التحرير ولم ينقطع، بل بقي راسخًا وموجّهًا لمسار التعاون الثنائي. 5 : طموح مشترك نحو المستقبل يبني البلدان معًا تعاونًا اقتصاديًا وتجاريًا وثقافيًا متجدّدًا. وتتقدم المشاريع المشتركة بخطوات ثابتة، فيما تُعتبر الدورة القادمة للجنة العليا المشتركة "قفزة نوعية كبرى" في الشراكة بين البلدين. الرئيس تبون: علاقة "ممتازة... بلا غيوم" استحضر السفير تصريحًا حديثًا للرئيس عبد المجيد تبون وصف فيه العلاقات الجزائرية–التونسية بأنها "ممتازة، من دون أدنى ظل". وأكد أنّ البلدين يعيشان اليوم في مناخ "أفضل جوار ممكن". كما نقل إشادة الرئيس الجزائري ب "ذكاء التونسيين" وروحهم الوطنية العالية، في دليل إضافي على الاحترام المتبادل على أعلى مستوى. اختُتمت المراسم برسالة شكر إلى الحضور، تلتها تحية ثلاثية مؤثرة: المجد والخلود للشهداء، تحيا الجزائر، تحيا تونس، وتحيا الأخوة الجزائرية–التونسية. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات