شهد ملعب سان ماميس في مدينة بيلباو، بإقليم الباسك الإسباني، مساء السبت 15 نوفمبر، مباراة ودية فريدة من نوعها. فقد استضاف المنتخب الباسكي للرجال نظيره الفلسطيني، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى القارة الأوروبية. وتعرّض المنتخب الفلسطيني، الذي مثّل لسنوات طويلة قضية شعبٍ يواجه المآسي والصعوبات، للهزيمة بثلاثة أهداف دون رد. غير أنّ الأهم كان في مكان آخر. فقد خصّص المشجعون الباسك استقبالاً حاراً للضيف الفلسطيني. كما شهدت شوارع بيلباو مظاهرة دعم للقضية الفلسطينية، ولم يكن ذلك سوى البداية، إذ تستعد كاتالونيا لاستقبال المنتخب يوم الثلاثاء. وعلى أرضية الملعب، احتفل الجميع جنباً إلى جنب، متشابكي الأذرع، أمام أكثر من 50 ألف متفرّج. وستُخصّص جميع العائدات لمشاريع إنسانية واجتماعية في فلسطين. ومضت ست سنوات على آخر مباراة يخوضها المنتخب الفلسطيني على أرضه، والسبب معروف: اللاعبون يعيشون في المنفى. ومنذ اليوم الأول للنزاع، يتهم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، الجانبَ الإسرائيلي بأنه «استهدف الرياضة». ويقول: «دمّروا كل البنى التحتية في غزة، وعددها 289 منشأة». وعلى عكس مدرّب المنتخب، فإنّ غالبية اللاعبين المستدعين لم يسبق لهم حتى أن وطئت أقدامهم قطاع غزة. ويخوض عدد منهم مسيرتهم الكروية بعيداً جداً، في تشيلي وآيسلندا والولايات المتحدة. صحيح أنّ المئات من اللاعبين والمدربين والحكّام لقوا حتفهم خلال العامين الماضيين — أكثر من 350، وفق الاتحاد، في كرة القدم وحدها — وللاستمرار واستقبال من تبقى، كان لا بد من خطوة سياسية. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات