بعث وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم مؤخرا برسالة إلى راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، إشتكى خلالها من مضايقات طارق ذياب وزير الشباب والرياضة له كما عبر فيها عن إستيائه من تدخلات الوزير غير القانونية في شوؤن المكتب الجامعي لإختيار مدرب المنتخب الوطني. والتمس الجرىء من الغنوشي في رسالته هذه التي نشرت في الموقع الرسمي لجامعة كرة القدم ثني الوزير عن إتيان مثل هذه الممارسات.. هذا التصرف من وديع الجريء إن كان بصفة عفوية أو مقصودة من شأنه أن يعطينا فكرة على واقع الحياة السياسية والإجتماعية في تونس بعد إنتخابات 23 أكتوبر وإكتساح حركة النهضة للإنتخابات وسيطرتها على جميع دواليب الدولة وهو ما ساهم بتحول معالم الجمهورية التونسية وحكومتها من الشفافية و الإستقلالية إلى ”النهضوية”..و هو ما جعل وديع يتظلم لدى الغنوشي ولايبعث الرسالة لرئيس الدولة أو رئيس الحكومة فقد إختصر الطريق لأنه يعلم مصدر صنع القرارات التي لا يبدو أنها تصدر لا في قرطاج و لا في القصبة إنما في مونبليزير و بالتحديد في مكتب راشد الغنوشي زعيم الحركة. نحن لن ندافع على الجريء فهو إقترف خطأ فادحا في حق تونس وشعبها ولكنه في نفس الوقت أبرز للشعب أنّ الحكومة الموازية أو حكومة الظل موجودة فعلا و هي المسيّر الحقيقي لتونس الثورة !! في الختام إنّ ما قام به الجريء هو ”تشليك” للدولة و قبول بحكومة موازية يترأسها سماحة الشيخ على حد تعبيره في الرسالة …