قادتني السيارة قبل أيام الى احدى المؤسسات الجامعية للقاء صديق.. فوجئت بالساحة " خاوية ":لا فتيات فيها ولا فتيان.. لا شابات في ربوعها ولا شبان..؟؟ سالت صديقي: اين الطلبة؟ هل دخلوا في اضراب؟ قهقه صاحبي.. ساخرا (مني طبعا..) وضربني على كتفي ورد مستنكرا في الحين: تقول اضراب يامسكين؟ وهل يضرب الطلاب بعد انتهاء العام الدراسي واختتام السداسي؟؟ فركت عيني جيدا.. وتفقدت الصحيفة اليومية التي بيدي لاتاكد من تاريخها ثم رددت على صاحبي بحزم: هل نحن في جويلية أم في أفريل؟؟ فاجابني باسما وعيناه تحدقان في ملامح وجهي الحزين: بلى نحن في فصل الربيع.. والدروس تتوقف في اغلب الكليات والمدارس العليا في افريل البديع.. همهمت.. وأنا أكاد أضرب رأسي على الحائط: عجب.. وقتاش قراو حتى ينتهي العام الدراسي؟؟ وذهب خيالي بسرعة بعيدا.. بعيدا.. وتذكرت أغاني سمعتها الاف المرات خلال مسيرتي الصحفية والعلمية عن تحسين المستوى.. وتعصير التعليم.. ومواكبة مستوى الجامعات والمدارس الامريكية والاوروبية والعالمية..؟؟ ووجدتني أستحضر أن نصف المليون طالب والمليوني تلميذ بدأوا عمليا الدروس في أكتوبر بعد عيد الفطر.. ودخلوا في نوفمبر في عطلة الخريف.. وفي ديسمبر وجانفي في عطلتي عيد الاضحى والشتاء.. وفي فيفري في عطلة "الضحك على الذقون".. وفي مارس في عطلة الربيع و"باك"(Pâques).. ولا تسل عن بقية المناسبات.. والتي يحصل بفضلها ملايين التلاميذ والطلبة والاولياء على عطل "اضافية" (على وزن الساعات الاضافية في البلدان والمؤسسات التي فيها دراسة وعمل).. الخلاصة أن السنة الجامعية والمدرسية انتهت أو تكاد.. رغم مؤامرات الاعداء وكيد الحساد.. ولا داعي في التفكير في مستوى البنات والاولاد.. مادامت الدروس الخصوصية وما شابهها ستضمن "النجاح" والاعداد.. فلتبدأ سداسية (Semestre) الاعراس والشواطئ والاعياد.. وليتفرق "الغشاشر" في ربوع البلاد.. لينعموا بمزيد من حصص "قتل الوقت" في مقاهي الامجاد.. ويمتصوا ما تبقى من فلوس الآباء والاجداد..