بعد «الأحد الأسود» الذي عاشته الرياضة التونسية بحصول نكبتين في يوم واحد، لم تفصل بينهما سوى بضع ساعات... ... وبعد أن كانت البداية باخفاق منتخب كرة اليد في التأهل إلى أولمبياد بيكين... ومسك - عفوا - حنضل الختام انهزام منتخب كرة القدم في رادس بالذات أمام منتخب بوركينا فاسو، أُعلن أمس عن القرار الذي كان ولا بدّ من اتخاذه ألا وهو حلّ المكتب الجامعي لكرة اليد وتعيين هيئة وقتيّة لتسيير شؤون اللعبة ودواليب الجامعة. أما في كرة القدم فإن الرأي العام الرياضي كان يتمنّى لو أنّ الطاهر صيود قال له شيئا ما، حتى بعض الكلمات المتناثرة... ...كان يتمنّى لو أنّ رئيس الجامعة اعترف بالخطإ حين أصرّ على ترك أمانة المنتخب الوطني بين يدي روجي لومار إلى يوم انتهاء عقده ورحيله. ...ولكن الطاهر صيود لم يفعل، وترك الشارع الرياضي يتألّم ويتحسّر دون أن يأبه أو يحمّل نفسه «مسؤولية» الردّ على لومار بقوله: «لا يا سيد روجي إن انسحابنا من كأس إفريقيا أو كأس العالم هو فعلا كارثة، بل ومأساة»! فمثل هذا الردّ كان سينزل بردا وسلاما على القلوب الملتاعة لجماهير المنتخب الوطني وهم طبعا كل التونسيين، أو على الأقل يخفف من وطأة الخيبة لديهم! الذي يحزّ في النفس أكثر هو أن الأجواء التي سادت أمس في الجامعة كانت عادية، فلا قرارات حازمة ولا شيء من ذاك القبيل، ولا هم يحزنون، أي «بهيم وقدم قرعة» دون أن ننسى مواصلة سلب الثّقة من المدربين التونسيين ومنحها للأجانب... وكأنّ ما حدث لا يكفينا!! يحصل كل هذا والحال أن: - من لا يعترف به بأخطائه... - من يصرّ على المضيّ في الطريق الخطإ... - من يرسم أهدافا ولا يدركها... عليه أن ينسحب بدون ضجيج... عليه أن ينسحب مرفوع الرأس وبشرف... إنّها استقالة الشجعان التي ينشدها الرأي العام الرياضي! أليس كذلك؟