لم يعرف أي رئيس للنادي البنزرتي في تاريخه الطويل من صعوبات وعراقيل مثل ما عاشه رئيسه الحالي عبد السلام السعيداني وما يزال . فقد بدأت متاعبه منذ إعلانه عن استعداده لتولي رئاسة النادي قبل موسمين ، وتعذر تنفيذ ذلك لعدم استيفائه شرط السن القانونية ، وتواصلت مع الخطايا الجبائية التي تتالت عليه وبلغت مئات الملايين . «الصباح الأسبوعي» التقته في هذا الحوار لتسليط الضوء على كل ما يحدث داخل الجمعية ومحيطها. - هل أنت راض عن مردود الفريق إلى حد الآن؟ الكل يعلم أن الروزنامة كانت قاسية معنا، ومع ذلك جمعنا 9 نقاط في 5 مباريات ، وحتى انهزامنا أمام البطل ووصيفه كان بسبب جزئيات بسيطة ، وقد كنا جديرين بالتعادل على الأقل في ضوء المردود الذي قدمه اللاعبون ، لذلك لا يمكن إلا أن أكون راضيا عما تحقق إلى حد الآن ، إذ وضع الفريق على سكة الانتصارات ، وصلنا نتوق إلى الأفضل -ألن تتأثر هذه «السكة» بعقوبة «الويكلو» التي بقيت منها مقابلتان ؟ في الوقت الذي تمكنت فيه إدارة النادي من كسب 3 نقاط بالاحتراز على ترجي جرجيس تتسبب فئة من الأحباء في حرمان فريقهم من دعم الجمهور المعنوي والمادي .اعرف أن أشياء كثيرة تثير استياءهم ، ولكنني أرجو أن يراعوا مصلحة فريقهم الذي يحتاجهم ، وكانوا سنده الأول في رحلة الإنقاذ في الموسم الماضي . - يعيب عليك الأحباء التفريط في 5 لاعبين في ظرف 6 أشهر ؟ أولا تجاوزت مدة رئاستي للنادي السنة ،وليس 6 أشهر، تم خلالها التفريط في 5 لاعبين فعلا ، منهم 4 في الموسم الماضي ، أي بمعدل لاعبين اثنين في الموسم الواحد ،وهو أمر عادي بالنسبة إلى جميع الأندية، ثم إن التفريط في اللاعبين الأربعة في الموسم الماضي كان لأسباب موضوعية في مصلحة النادي يعرفها القاصي والداني ، وأما هذه السنة فلم نفرط إلا في لاعب واحد وهو ماهر بالصغير الذي حرصت شخصيا على انتدابه رغم انتقاد الكثير من الأحباء لذلك، واعتبر أن الصفقة كانت ايجابية ، وفي المقابل قمنا بأفضل الانتدابات رغم منافسة أندية كثيرة على غرار إبراهيم واتارا الذي نافسنا عليه فريق الرجاء البيضاوي وحسام الحباسي وزياد العونلي وأليو سيسي ووسام بوسنينة الذين رغبت عدة أندية تونسية في انتدابهم . - ورغم ذلك فإن سهام الانتقادات ما زالت تلاحقك ؟ بعض الناس ممن أعمى الحقد قلوبهم لا يريدون لنا النجاح ، وقد لا يتوانون عن الادعاء والافتراء والاتهام ونشر الإشاعات المغرضة بغرض الإساءة، حتى ولو كان في ذلك ضرر للنادي . لقد اقتضت تهيئة الظروف المناسبة للموسم الجديد حوالي المليار من المصاريف للانتدابات والتربصات ومستحقات اللاعبين ، ولم يكن برصيد النادي سوى 250 ألف دينار. فمن أين سنوفر باقي المبلغ أي 750 ألف دينار ؟! . كل الجمعيات تضطر في ظرف معين إلى التفريط في نجومها ولنا في موناكو وبرشلونة أفضل مثال . نظام الاحتراف يفرض على الأندية دخول سوق البيع والشراء للاعبين، والذكي هو الذي يعرف كيف يستفيد من ذلك . وشخصيا أعتقد أنني نجحت في عملية الانتدابات بنسبة تقارب 90 بالمائة ؛لأنني لما توليت رئاسة النادي كانت قيمته في بورصة اللاعبين في حدود المليارين ، ولم يكن به من لاعبين بارزين سوى يوسوفا وبن وناس ، واليوم أصبحت قيمته 8 مليارات . - ما حكاية الدين بمليار الذي يتعين دفعه في القريب العاجل والا تعرض النادي الى العقوبة من «الفيفا» ؟ وكيف ستتصرفون أمام هذه «التهديدات»؟ توجد ديون قديمة متخلدة بذمة النادي لفائدة لاعبين أو أندية أجنبية يعود بعضها إلى 2012 .وطبعا لا بد من التوصل إلى حل لها حتى لا يتضرر النادي ؛ لأنني كما سبق أن قلت جئت لخدمة النادي وتلبية نداء الواجب .لدينا فسحة من الوقت لمعالجة هذه المسائل، وهي منفصلة عن بعضها البعض ،ولكل واحدة أجلها الأقصى. واما بالنسبة إلى ديون المرحوم أحمد القروي ، وهو حق أهله المشروع ، فإننا سنسعى إلى إيجاد حل معهم ، نظرا للقائمة المالية التي يعيشها النادي ، وهم يدركون معاناة المرحوم منها عند رئاسته للنادي ، وأرجو أن نتوصل إلى أرضية تفاهم . - يرى الأحباء أنه بالإمكان التخفيف من حجم الإنفاق بفسخ عقود اللاعبين الذين لا مكان لهم حتى على دكة البدلاء . فبم تجيبهم؟ ستركن البطولة إلى راحة مطولة ، وستكون المساحة الزمنية كافية للمدرب لإجراء الغربلة الضرورية .لقد آثرنا التريث رغم تكاليفه المادية على التسرع الذي قد يعقبه الندم ، وكل ذلك لمصلحة الجمعية. - لكن وجود أكثر من 30 لاعبا بالأكابر لا يساعد المدرب على إنجاز عمله على النحو المطلوب؟ . اتفقت مع المدرب على إعارة بعض الشبان الواعدين إلى الفريقين الجارين بالرابطة المحترفة 2 ستير جرزونة ومنزل بورقيبة ، وهؤلاء اللاعبون هم وليد السردوك وسليم الجندوبي وعبد الخالق يكن والطيب بن زيتون والمهدي المحمودي وسيف بن رمضان ؛ لأن خوضهم 18 مباراة على الأقل بالرابطة 2 يعود عليهم بالفائدة. كما شمل التعاقد مع 6 لاعبين من النخبة لمدة 5 سنوات وهم خالد السعيداني ، أمين جاب الله ، بشير المقدم ، خليل التميمي ، إيهاب بن عمر و مرتضى العربي ،ولاعبين من الأصاغر لمدة 3 سنوات ، وهما محمود بن براهم وسعيد اوعاجي . وهذا يندرج في إطار الإستراتيجية الجديدة التي وضعناها للعودة بالنادي إلى مصاف الكبار ، وهو ما افتقده منذ سنة 90 مع احترامي للرؤساء الذين تعاقبوا عليه - لو توضح هذه الفكرة ؟ بعد مواسم الألقاب الوطنية والقارية التي شهدها النادي قبل سنة 90، عرفت مسيرته حالة من المد والجزر، وذلك بسبب غياب منهجية عمل وإستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى. لذلك توخينا سياسة التشبيب ، التي ستعود بالفائدة على النادي على المستويين القريب والمتوسط ، وتعيد إليه بريقه . -اشتكى اللاعبون في الآونة الأخيرة من التأخر في صرف رواتبهم . فكيف تمت معالجة الموضوع؟ قد لا أغالي إذا قلت بأن النادي البنزرتي من الأندية القلائل ببطولتنا التي مكنت لاعبيها من رواتبهم ومنح المباريات . لقد استلموا جميع رواتبهم ومنحهم ، ولم يبق إلا بعض أقساط منحة الإنتاج ، وهو تأخير تعيشه جميع الأندية دون استثناء .وبالمناسبة أريد إيضاح أمر، وهو أنه خلافا لما يشيعه البعض لم نستسلم مليارا من شركة اوريدو كما زعموا ، ولم نتحصل على كامل مبلغ صفقة ايبارا ويوسوفا من نادي الوكرة القطري الذي اتفقنا معه على تقسيط المبلغ المتبقي على 10 أشهر، وهو ما سيمكننا من بعض الأريحية في تصريف شؤون الجمعية ، التي تعاني كما يعلم الجميع من ديون ثقيلة لا دخل للهيئة الحالية فيها . -وهذا يجرنا إلى مأخذ آخر من الأحباء عليك ، وهو لم أقدمت على رئاسة الجمعية وهي تشكو عجز ماديا يقارب 6 مليارات ؟ لقد فعلت ذلك حبا في الجمعية ورغبة في خدمتها . فعندما أعلن بن غربية عن فتح باب الترشح أكثر من مرة لم يتقدم أحد، فهل من الطبيعي أن نترك هذا النادي العريق في مهب الريح . لقد انتميت إليه لاعبا ومسيرا ، وأقدمت على المسؤولية الأولى لما أحجم الآخرون،لأنني أدين له بذلك ، والله أعلم بما سيؤول اليه مصيره لو ظلت الحال على ما هي عليه. لم يترشح أحد بسبب ثقل الديون ، ولو كان يتمتع بفائض مالي كبير لرأيت الانتهازيين يتنافسون على رئاسته . - لماذا لم نعد نر أعضاء هيئة الدعم حول الفريق ، فهل انفض الشمل برحيل أحمد القروي رحمه الله ؟ الباب مفتوح لهم دائما ، ونحن بانتظارهم في كل حين . فالنادي يحتاجهم لاتقاء المصاعب والكوارث وليس عند اشتداد الأزمات ، ليظهروا بمظهر الأبطال ثم ينصرفون، وكأنهم يبحثون عن مصلحة شخصية لا مصلحة النادي . بودنا لو نراهم ملمومين جميعا من الآن ، وملتفين حول ناديهم العريق الذي يستعد للاحتفال بتسعينيته . - وماذا عن الجلسة العامة ؟ هي جلسة تقييمية وليست انتخابية كما زعم البعض . ونحن بصدد الإعداد لها وخصوصا التقرير المالي . فرغم أنه يمكن الاكتفاء في هذه الجلسة بالموازنة المالية فقط، فإننا سنقدم تقريرا ماليا مفصلا حتى يكون الجميع على بينة من الأمر، تأكيدا للشفافية، وردا على الإشاعات والأقاويل، ورفعا لكل التباس . منصور غرسلي «واتارا» يجسم فوز النادي البنزرتي على الملعب التونسي وديا 1-0 استضاف النادي البنزرتي الملعب التونسي في لقاء ودي احتضنه ملعب العالية، وهي المرة الأولى التي يتحول فيها فريق عاصمة الشمال إلى هذا الملعب في تاريخه. وقد انتهى اللقاء بفوز أبناء المدرب لسعد الدريدي بهدف نظيف أحرزه الايفواري إبراهيم واتارا د 25 . وقد أشرك الدريدي في الشوط الأول التشكيلة الأساسية وتتركب خميس الثامري، محمد الحبيب يكن، مهدي بن نصيب، المهدي الرصايصي، صديق الماجري، بلال السعيداني، حمزة الجلاصي، فراس بالعربي، زياد العونلي، جاسم الحمدوني وإبراهيم واتارا . الفريق الرديف ينتصر على الموج 2-1 وكان الفريق الرديف قد انتصر وديا على فريق موج منزل عبد الرحمان بنتيجة 2-1. وقد سجل الهدفين كل من سليم الجندوبي ونادر الجربي. ورغم مشاركتهم في تلك المباراة فإن نور حضرية والشاذلي غراب وسيف الله حسني وجاك مادينا شاركوا في الشوط الثاني ضد فريق البقلاوة، وهو ما يؤكد رغبة المدرب الدريدي في التعويل عليهم قريبا . الثامري يحرس المرمى ويبدو من خلال هاتين المقابلتين الوديتين أن الدريدي يعتزم تجديد ثقته في الحارس خميس الثامري في مباراة السادسة للبطولة يوم السبت القادم بالقيروان ضد الشبيبة المحلية، بينما ينتظر أن يجلس الحارس الشاب ياسين البوسليمي على دكة البدلاء تماما كما كان الحال في لقاء الجولتين الماضيتين، علما بأن البوسليمي تولى حراسة المرمى في الود ضد الملعب التونسي خلال الشوط الثاني .