في مشهد مأساوي وسيناريو غريب أعده مسبقا، أقدم يوم الاربعاء الفارط زوج يبلغ من العمر حوالي 34 سنة (عون صحة وأب لرضيعة عمرها قرابة عام واحد) يقطن بإحدى ضواحي مدينة القصرين على الانتحار شنقا تحت انظار زوجته التي يوجد في خلافات معها وصلت الى حد البدء في إجراءات الطلاق. وحسب ما أفادنا به بعض أجواره وأقاربه فان الهالك جهّز مشنقة في شجرة بالمنطقة الفلاحية التي يسكن بها ونادى زوجته وهددها بأنه سينتحر إذا لم تتراجع عن رغبتها في الانفصال عنه والتنازل عن مبالغ النفقة التي حكمت بها المحكمة لفائدتها وتراكمت عليه وقاربت قيمتها الإجمالية 1500 دينار، وبعد نقاش حاد بينهما تمسكت الزوجة بموقفها وأصرت على التمادي في إجراءات الطلاق، وفي لحظة غضب وانفعال صعد الزوج على متن دراجته النارية وتوقف تحت حبل المشنقة التي أعدها ووضع حبلها في رقبته ثم شغّل الدراجة فانطلقت بدونه في حين بقي جسده يتدلى إلى ان فارق الحياة، ولما تفطنت له زوجته التي لم تكن تعتقد انه سينفذ تهديده صدمت للمشهد وسارعت بإبلاغ بعض أقاربها من اجل التدخل لمحاولة انقاذه إلا ان الوقت قد فات لأنه لفظ أنفاسه الاخيرة، فتم إعلام السلط الامنية التي حلت على عين المكان صحبة ممثل النيابة العمومية الذي اذن بنقل جثة الهالك الى لعرضها على التشريح لدى الطبيب الشرعي بالمستشفى الجهوي بالقصرين واصدر إنابة عدلية لإحدى فرق الحرس الوطني للبحث في الحادثة والكشف عن كل ملابساتها، في حين تعددت الإشاعات والأقاويل في خصوص تفاصيل «سيناريو الانتحار» الذي أعده الزوج الضحية لإنهاء حياته وكيف لم يتدخل أي احد لإثنائه عما كان يخطط له والإصلاح بينه وبين زوجته حتى لا تنتهي علاقتهما بهذه المأساة وتبقى رضيعته يتيمة الأب في حادثة سترافقها طول حياتها.