أعلن فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتونس فتح باب التسجيل لدورة خامسة تهدف إلى التكوين والتأهيل الشرعي. إعلان أثار حفيظة عدد من الجامعيين وأصدرت على خلفيته النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بيانا اعتبرت فيه أن هذه الخطوة بمثابة ضرب لوحدة المنظومة الجامعية وسعي إلى «أخونة البرامج التكوينية الجامعية». هذا الإعلان ليس الأول من نوعه فالفرع قد أصدر إعلانات مشابهة سابقا، فهذا البرنامج التكويني هو في دورته الخامسة. وردا على سؤالنا بخصوص الاحتجاج على هذه الدورة التكوينية الخامسة، في حين أن هذا الإعلان يؤكد أن أربع دورات تكوينية قد أجريت بالفعل صرح الكاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي حسين بو جرة ل«الصباح الأسبوعي» «كنا نعتقد أن الاتفاقية الشبح بين وزير التربية عبد اللطيف عبيد ووزير التعليم العالي المنصف بن سالم- رحمه الله- ووزير الشؤون الدينية في عهد الترويكا بدعوى إعادة الاعتبار إلى جامعة الزيتونة من خلال اعتماد برامج تكوين جامعي وغير جامعي قد توقفت ولكن ما راعنا هو أن نجد إعلانا لهذه المنظمة للتكوين والتأهيل الشرعي». تكوين بثلاث سنوات بالعودة إلى صفحة «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مكتب تونس» على شبكة «الفايسبوك» نجد أن الصفحة تنشر الإعلان وتنشر كذلك برنامج التكوين التفصيلي لثلاث سنوات. إذ يستهدف هذا التكوين حاملي شهادة الباكالوريا من جميع الاختصاصات لمدة ثلاث سنوات وأيضا للراغبين من غير حاملي شهادة الباكالوريا الذين يمكنهم المشاركة لفترة تمهيدية في العلوم الشرعية ومن ثمة يمكنهم الالتحاق ببرنامج التكوين لثلاث سنوات. ويتضمن البرنامج دراسة علوم القرآن والعقيدة، والأحوال الشخصية والتفسير التحليلي ومقاصد الشريعة والسياسة الشرعية وغيرها من المواد الأخرى.. «أجندة غربية» وللتسجيل ما على المترشح إلا تقديم ملفه ودفع معلوم لا يتجاوز 75 دينارا في حين يتعهد الإعلان بأنه «وفي ما عدا معلوم التسجيل تكون الدراسة مجانية، والمطلوب فقط الجدية والمواظبة على الحضور حيث يعتمد ذلك عاملا أساسيا للحصول على الشهادة.» وهنا يرى حسين بوجرة الذي يعتبر أن تكوين الناس من حاملي الباكالوريا ومن غير حاملي الباكالوريا بشكل مجاني مثيرا للكثير من التساؤلات.. ويعني أن في الأمر أجندة غربية -على حد تعبيره-. ويتابع بوجرة «هذا تكوين جامعي مجاني تحت إشراف اتحاد يترأسه يوسف القرضاوي المعروف بانتمائه للحركة العالمية للإخوان المسلمين وله علاقة بالإرهاب» وأضاف أن النقابة وبالنظر إلى النصوص القانونية المنظمة لها طرحت تساؤلاتها على وزارة التعليم العالي وجامعة الزيتونة وتنتظر الإجابة. وهي تتساءل إن كانت هذه المؤسسة تمتلك ترخيصا للتكوين في تونس، وما إذا كانت هنالك رقابة على هذا التكوين. وعبر محدثنا عن انتقاده للجامعات الخاصة بشكل عام التي تضرب المنظومة الجامعية العمومية وتهدف إلى الربح السريع فإنه في حالة فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتونس يشير إلى وجود تساؤلات حول كيفية إسناد ترخيص إن وجد لجهة أجنبية غير تونسية تابعة لاتجاه سياسي على علاقة بالإرهاب ولابد في هذا الإطار من ضرورة تحديد المسؤوليات على حد تعبيره.» وينشط فرع الاتحاد في تونس من خلال تنظيم عدة دورات تكوينية فمثلا احتفل في فيفري الماضي بتكوين دفعة أولى من طلبة «دورة تكوين الدعاة.» إضافة إلى تنظيمه أربع دورات سابقة في التكوين والتأهيل الشرعي. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي عرف رواجا في السنوات الأولى مما يعرف بالربيع العربي، أصبح يرتبط وبالخصوص رئيسه يوسف القرضاوي بالإرهاب، إذ يصنف القرضاوي في مصر والإمارات والسعودية والبحرين ضمن القوائم الإرهابية، أما في تونس فهو محظور -إضافة إلى قيادات إخوانية أخرى- من دخول البلاد.