طرابلس (وكالات) أفاد مسؤولون وشاهد عيان أمس بأن مسلحين قتلوا ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابوا 35 آخرين في هجوم انتحاري على مجمع للمحاكم في مدينة مصراته الليبية. هجوم أعلن تنظيم «داعش» الارهابي على الفور مسؤوليته عنه قائلا في بيان نشرته وكالة أعماق للأنباء التابعة له إنه استهدف «أحد أبرز معاقل حكومة الوفاق في مدينة مصراته». وقاتل ائتلاف مسلح تقوده قوات من مصراته، تحت قيادة اسمية لحكومة الوفاق، لأكثر من ستة أشهر العام الماضي لطرد «داعش» من معقله السابق في مدينة سرت الساحلية الواقعة على بعد نحو 230 كيلومترا جنوب شرقي مصراته. ومنذ ذلك الحين يسعى المتشددون لتنظيم صفوفهم في الصحراء جنوبي سرت. وعززوا وجودهم في مناطق نائية لكن هجماتهم في المراكز الحضرية صارت نادرة. وقال الشاهد إن هجوم أمس شنه عدد من المهاجمين الذين وصلوا إلى مجمع المحاكم بوسط مصراته في مركبة سوداء. وأضاف الشاهد «أحدهم فجر نفسه عند البوابة بينما فتح آخران نيران البنادق الكلاشنيكوف عشوائيا». وأضاف «أمكن سماع دوي إطلاق النار بعد الهجوم في وسط المدينة». وعبر الشاهد، الذي طلب عدم نشر اسمه، عن اعتقاده بأن المهاجمين أطلقوا قذائف صاروخية. وقال التحالف العسكري، المسمى «كتائب مصراته»، والذي قاد الحملة في سرت إن انتحاريين نفذا العملية وإن انفجارا وقع بعد معركة بالأسلحة النارية استمرت نحو 20 دقيقة. وأفاد مستشفى مصراته في بيان أورد أسماء الضحايا بأن المهاجمين قتلوا ثلاثة أشخاص وأصابوا 35. وتعد مصراته، وهي ميناء تجاري كبير يبعد نحو 190 كيلومترا شرقي طرابلس، أحد مراكز القوة العسكرية الكبرى في ليبيا. لكن المدينة ذاتها ظل محصنة إلى حد بعيد من الاشتباكات والهجمات المسلحة على مدى الأعوام الماضية. وانزلقت ليبيا إلى أتون فوضى عارمة بعد انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي قبل ستة أعوام وأدت للإطاحة بمعمر القذافي الذي ظل في الحكم لأمد طويل. ولا يزال البلد مقسما بين كثير من التحالفات السياسية والعسكرية مما أسفر عن فراغ أمني في وسط البلاد. ومع تكثيف المتشددين نشاطهم خلال الأسابيع الماضية جنوبي وشرقي سرت نفذت الولاياتالمتحدة ضربتين جويتين استهدفتا معسكرات لهم في المناطق الصحراوية. كما وفرت واشنطن دعما جويا للحملة التي قادتها مصراته العام الماضي. أثار سيلا من الانتقادات ومطالبات بإقالته: وزير الخارجية البريطاني يسخر من انتشار الجثث في ليبيا مانشستر (وكالات) سخر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أول أمس من الأوضاع في ليبيا قائلا إنها يمكن أن تكون دبي جديدة إذا ما تمكنت من إزالة الجثث، وذلك في أحدث زلات لسان الوزير البريطاني. وقال جونسون، الذي أغضب من قبل بعض حلفاء بريطانيا بسبب تصريحاته غير اللائقة، لأعضاء حزب المحافظين إن مدينة سرت الليبية يمكن أن تتحول على يد مستثمرين بريطانيين إلى دبي أخرى إذا ما تمكن الليبيون من إزالة الجثث منها. وقال جونسون «لديهم رؤية رائعة لتحويل سرت، بمساعدة بلدية سرت، إلى دبي أخرى...الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم القيام به هو رفع الجثث وبعدها سنكون هناك». وضحك بعض النشطاء من حزب رئيسة الوزراء تيريزا ماي على المزحة قبل أن يغير رئيس الجلسة الموضوع قائلا «السؤال التالي». وأثار هذا التصريح عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في بريطانيا حيث وصل الامر ببعض منتقدي الوزير الى مطالبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالته. وقالت ايميلي ثورنبيري وزيرة الخارجية في حكومة الظل ان «حديث بوريس جونسون عن هؤلاء الموتى كمزحة - كمجرد مصدر إزعاج قبل أن يتمكن رجال الأعمال في المملكة المتحدة من تحويل المدينة إلى منتجع شاطئي - هو أمر فظ وعديم الشفقة وقاس بشكل لا يصدق». أما جو سويتسون النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي فذهبت في انتقادها لجونسون أبعد من العمالية ثورنبيري، وقالت ان «هذا التعليق الفظ بشكل لا يصدق هو دليل اضافي على ان بوريس ليس أهلا بهذا المنصب»، مؤكدة انه يجب على رئيسة الوزراء «ان تقيله». ولعبت بريطانيا وفرنسا دورا رئيسيا في الهجمات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وانزلقت البلاد منذ ذلك الحين إلى الفوضى وسقط آلاف القتلى والجرحي في المعارك. وسيطر تنظيم «داعش» الارهابي على سرت في بداية عام 2015 وحولها إلى أهم قاعدة له خارج سوريا والعراق واجتذب أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى المدينة قبل أن يطرد منها في وقت لاحق. وفي سلسلة تغريدات على تويتر الليلة قبل الماضية، قال جونسون إنه كان يشير إلى إزالة جثث مفخخة لمقاتلي تنظيم «داعش». وتابع «من العار أن أشخاصا لا يعرفون ولا يفقهون شيئا عن ليبيا يريدون إدخال السياسة في الواقع الخطير في سرت... الواقع أن إزالة جثث مقاتلي داعش أصبح أصعب كثيرا بسبب العبوات الناسفة والشراك الخداعية». وعند سؤاله عن تصريحات جونسون، قال داميان غرين نائب ماي إنه يجب على كل الوزراء توخي الحذر في تصريحاتهم عند التطرق إلى قضايا حساسة، لكنه أحجم عن انتقاد جونسون. ووصفت إيميلي ثورنبيري المتحدثة باسم حزب العمال للشؤون الخارجية تصريحات جونسون بأنها مخزية وتساءلت عما إذا كانت ماي ستتخذ أي إجراء لتوبيخه.