رغم النتائج المخيفة والمفزعة التي اكدها استبيان انجزته جمعية رحمة لمرضى السرطان(عفا الله الجميع) بتطاوين بالتعاون مع البنك الدولي واللجنة الجهوية للتضامن الاجتمعي منذ فترة واظهر ان 400 امراة مصابة بمرض السرطان من جملة 10000 امرة شملها الاستبيان في معتمديات تطاوين الشمالية وتطاوين الجنوبية والصمار، مازالت المراة في هذه الربوع تنتظر شهر اكتوبر الوردي الذي انطلقت فيه قافلة تقصي سرطان الثدي في ولايات اخرى من بلادنا فضلا عن غياب اي اشارة من وزارة الصحة العمومية والاسراع ولو بالتفكير في الحد من نتائج هذا المرض الخبيث وهي الموت فضلا عن تفشيه في ربوع الجهة وتهديده للاجيال ما لم تتحدد اسبابه الاساسية. هذا الاستبيان الذي لم تنته الجمعية من اعداد كل المعطيات التي تضمنها بعد اكثر من سنة من انجازه اكد الارتفاع المخيف لنسبة المصابات بهذا المرض الخبيث على حد قول رئيس الجمعية الطاهر الصفيفير الذي افاد بان نسبة عالية من المصابات اخوات ومن عائلات واحدة ولئن توزعت على اكثر من مكان. وابرز رئيس الجمعية في حديث خص به مراسل الصباح في الجهة الصعوبات الجمة التي يتكبدها المرضى في التداوي وخاصة كثرة المواعيد والتنقل الى العاصمة والى مراكز اخرى اقربها لا يقل عن مائتي كلم عنهن للتداوي وهو ما يتطلب نفقات ومصاريف كبيرة هن عاجزات عن توفيرها في اغلب الحالات. واشار الى ان اغلب المصابات لا يتمكن من مواصلة العلاج ويمتن بهذا المرض الخبيث لانهن من عائلات فقيرة ومعوزة ويقطن الارياف واماكن نائية يصعب عليهن المواظبة على العلاج ولا سيما الخضوع كل ثلاثة اسابيع للعلاج الكمياوي على حد قول ذات المصدر. ودعا الصفيفير الدولة وكل الاطراف المعنية بهذا الشأن الى بعث مركز طبي يعنى بهذا الصنف من المرضى وخاصة بالتوقي منه بوضع اجهزة للكشف والتقصي المبكر واجراء الكشوفات الاولية والاستعجالية للحد من انتشاره والحد من انتقاله بالوراثة لان الاسباب الاخرى غير مؤكدة حسب رايه وان كثيرا من المصابات لا يبلّغن اسرهن بظهوره الا بعد فوات الاوان خوفا من انتشار خبره. وقال ان امكانيات الجمعية ضعيفة جدا وغير قادرة على تقديم المساعدات اللازمة وهو ما جعله يسعى لدى احدى الشركات البترولية لمساعدة الجمعية على بعث مركز خياطة صغير تضعه على ذمة عدد من المريضات بهدف توفير دخل ادنى للعلاج والاعتماد على ذاتهن.