أعلنت الجامعة العامة للكهرباء والغاز التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل اعتزامها تنفيذ إضراب عام قطاعي يومي 28 و29 نوفمبر المقبل، وتأتي هذه الخطوة في ظل تفاقم الصعوبات المالية للشركة التونسية للكهرباء والغاز، ومخاوف الطرف النقابي من توجه الحكومة الى التفويت في جزء من هذه المؤسسة كحل مطروح لتخفيف حدة الأزمة التي تمر بها «الستاغ». في هذا السياق اكد الكاتب العام لجامعة الكهرباء التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل عبد القادر الجلاصي في تصريح ل»الصباح» وجود نوايا حقيقية للتفويت في الشركة، حيث قامت الحكومة بإدراجها ضمن المؤسسات المعروضة للخوصصة والتي راسلت بشأنها الحكومة صندوق النقد الدولي وفق قوله، معتبرا ذلك سابقة خطيرة على طريق ضرب عمومية المؤسّسات والمنشآت الوطنية التي تمر بصعوبات مالية واقتصادية بما في ذلك «الستاغ» التي وصلت المديونية فيها الى ما يناهز 1000 مليار من بينها 62% ديون متخلدة لدى القطاع العمومي و38% لدى الخواص، اضف الى ذلك ملفات الصفقات العمومية التي تحوم حولها شبهات، ورغم ذلك فإن الطرف النقابي يرفض اي توجه حكومي نحو خوصصة الشركة التونسية للكهرباء والغاز، وعلى الحكومة تحمل مسؤوليتها كاملة في مسألة تسديد الديون المتخلدة لدى القطاع العام ووضع خطة عملية مستعدون للمساهمة في إنجازها حتى تستعيد الشركة عافيتها، على حد وصفه. وأضاف محدثنا قائلا: «للخروج من الأزمة، الطرف الحكومي اليوم مطالب بصرف مستحقات الدعم للشركة ابتداء من 2015، والالتزام بخلاص الديون المتخلدة بذمة الإدارات والمنشآت العمومية قبل نهاية العام الحالي، والعودة إلى طريقة شراء الغاز المعتمدة قبل جانفي 2015 وخاصة مراجعة عقود شراء الغاز، وفتح تحقيقات في الصفقات المشبوهة على غرار مشروع تزويد جربة وجرجيس بالغاز الطبيعي، اضافة الى العديد من الحلول التي سبق وأن طرحناها على الطرف الحكومي كبادرة حسن نية من طرفنا في محاولة لإنقاذ الشركة التونسية للكهرباء والغاز». على صعيد متصل شدد الكاتب العام لجامعة الكهرباء على تمسك الطرف النقابي بجملة المطالب الواردة في اللائحة المهنية الأخيرة، والتي تتطلب تفاعلا إيجابيا من الحكومة بعيدا عن المساس بالصبغة العمومية للشركة، محذرا من أي محاولة معلنة أو خفية للتفويت في جزء من «الستاغ» مهما كانت الظروف، ونحن مستعدون للذهاب بعيدا في التحرك دفاعا عن المؤسسة، مقابل استعدادنا الدائم للحوار والمساهمة في اقتراح الحلول المناسبة، وفق تعبيره.