انتشرت في تونس في السنوات الأخيرة ثقافة المحافظة على القدرة الإنجابية خاصة لدى المصابين بمرض السرطان إذ تقدر نسبة إقبال النساء المصابات بهذا المرض على القيام بعمليات تجميد الأجنة نحو 70 بالمائة وتقريبا نفس النسبة في صفوف الرجال المصابين بنفس المرض. وتتراوح أعمار النساء اللاتي يقبلن على عمليات حفظ البويضات أو ما يعرف في الاوساط الصحية بتجميد البويضات بين 13 و40 سنة. د. مروان براهم استاذ جامعي مساعد في طب النساء والتوليد والمساعدة على الإنجاب أفاد في حديثه ل»الصباح» ان الموضوع الأساسي للمؤتمر الذي سينتظم غدا تحت اشراف مستشفى عزيزة عثمانة وكلية الطب بتونس والجمعية التونسية لطب النساء تحت عنوان «المحافظة على القدرة الإنجابية لمرضى السرطان» هو تحفيز ودفع كل اللذين يتلقون أدوية قادرة على إضعاف قدرتهم على الإنجاب مستقبلا وأساسا مرضى السرطان. وأكد د. براهم انه لأول مرة في تونس وفي المغرب العربي ينتظم مؤتمر حول هذا الموضوع مشيرا ان برنامج المحافظة على القدرة الإنجابية للنساء انطلق منذ سنتين ويشمل إما تجميد البويضة أو الغلاف الخارجي للمبيض بالنسبة لمريضات السرطان سواء كن فتيات أو متزوجات وذلك قبل الانطلاق في استعمال العلاج الكيميائي. وأضاف الاستاذ الجامعي والمساعد في طب النساء والتوليد والمساعدة على الإنجاب ان المحافظة على القدرة الانجابية لدى الرجال انطلقت منذ سبع سنوات. وفي سياق متصل اشار د. براهم الى ان نسبة الازواج الذين يباشرون طبيا للمساعدة على الانجاب يفوق 20 بالمائة وهي نسبة مهمة ما يعكس تدني مستوى الخصوبة الراجع اساسا لعدة عوامل ابرزها تأخر سن الزواج وارتفاع نسبة الامراض الجرثومية والتدخين وتغير السلوك الغذائي ونوعية الاكل. وحسب نفس المتحدث فانه تم الى حد الآن القيام ب100 عملية تجميد الأجنة بمستشفى عزيزة عثمانة كلفة العملية الواحدة رمزية ولا تتعدى 250 دينارا فقط. واكد د. براهم ل»الصباح» أن مركز المساعدة على الانجاب بمستشفى عزيزة عثمانة قام الى حد الان بعمليتي استئصال لمبيض شابتين بصدد تلقي العلاج الكيميائي لتجميدهما حتى يتمكنا من الانجاب مستقبلا. نجاح طبي.. ونذكر ان الطاقم الطبي بمستشفى عزيزة عثمانة بتونس نجح مؤخرا في استئصال جزء من مبيض شابة مريضة بصدد تلقي العلاج الكيميائي، وتجميده قصد حماية خصوبتها حتى تتمكن من الانجاب في المستقبل، وفق ما أفاد به الاستاذ المبرز بقسم المساعدة الطبية على الانجاب بمستشفى عزيزة عثمانة محمد خروف في تصريح ل»وكالة تونس إفريقيا للإنباء» وبين د. خروف ان هذه العملية الأولى من نوعها في تونس تهدف أساسا الى الحفاظ على الخصوبة بالنسبة للنساء المصابات بأمراض سرطانية ويخضعن الى العلاج الكيميائي الذي يقضي في عدة حالات على قدرتهن على الانجاب على المدى البعيد. واشار الى ان عملية تجميد المبيض مختلفة عن عملية تجميد البويضات، إذ يتم أخذ جزء كامل من المبيض والاحتفاظ به الى حين امتثال المريضة للشفاء ليتم اعادة غرسه من جديد في رحمها بما يمكنها من الحمل بصفة طبيعية، في حين ان عملية تجميد البويضات واعادة غرسها يمكنها من الحمل عبر عملية طفل الانبوب. وقال خروف ان مستشفى عزيزة عثمانة سيواصل اجراء عمليات تجميد المبيض التي ليس لها أية آثار جانبية على صحة المريضة، من اجل بث الامل لدى المصابات بالسرطان في الانجاب اثر انتهاء فترة علاجهن لاسيما وان نسبة الحمل تكون ضئيلة نظرا للتأثيرات السلبية للعلاج الكيميائي. الجانب القانوني للطب الانجابي.. يخضع الطب الإنجابي لأحكام القانون عدد 93 لسنة 2001 مؤرخ في 7 أوت 2001 ويقصد بالطب الإنجابي على معنى هذا القانون كل الأعمال الطبية الداخلة في إطار المساعدة الطبية على الإنجاب والرامية الى معالجة عدم الخصوبة. كما يشمل الطب الإنجابي كل الأعمال السريرية والبيولوجية داخل الأنبوب أو أي تقنية أو عمل آخر له أثر معادل ويؤدي إلى الإنجاب البشري خارج المسار الطبيعي لذلك. وتحدد أنشطة الطب الإنجابي حيث يهدف الى الاستجابة لطلب شخصين متزوجين وذلك قصد تدارك عدم الخصوبة لديهما ويقدم هذا الطلب كتابيا. كما لا يمكن اللجوء الى الطب الإنجابي إلا بالنسبة الى شخصين متزوجين وعلى قيد الحياة وبواسطة أمشاج متأتية منهما فقط وأن يكونا في سن الإنجاب. ويمكن استثنائيا للشخص غير المتزوج والذي يخضع لعلاج أو الذي يستعد للخضوع الى عمل طبي من شأنه أن يؤثر على قدرته على الإنجاب اللجوء الى تجميد أمشاجه قصد استعمالها لاحقا في إطار رابطة زواج شرعي وفي نطاق الطب الإنجابي وطبقا للقواعد والشروط الواردة بهذا القانون.