عاجل: ما تشربوش من''عين أحمد'' و''عين أم ثعلب'' في تالة!    خطر تيك توك؟ البرلمان المصري يهدد بالحظر!    عاجل: قرار قضائي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين من أمريكا    ضيوف تونس: رشيد بارادي (الجزائر): حبّ تونس لا يحصى ولا يعد    الوحدات الأردني يفسخ عقد قيس اليعقوبي    كلمة ورواية: كلمة «مرتي» ما معناها ؟ وماذا يُقصد بها ؟    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    حماس تكذّب المبعوث الأمريكي: لن نتنازل عن السلاح    الخبير العسكري توفيق ديدي ل«الشروق» ...أخطاء ترامب ستعجّل بانهيار أمريكا    تململ وغضب ودعوات للمقاطعة.. 70 دينارا لحم «العلوش» والمواطن «ضحيّة»!    مونديال الاصاغر للكرة الطائرة : ثلاثة لصفر جديدة أمام مصر والمرتبة 22 عالميا    الطريق الى اولمبياد لوس انجلس 28 : الجوادي يخوض اليوم نهائي 1500 متر سباحة    درجات حرارة تفوق المعدلات    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة حافلة    معاينة فنية لهضبة سيدي بوسعيد    أستراليا تمنع يوتيوب للأطفال: وداعًا للخوارزميات الخطرة؟    العواصف الرعدية والبَرَدْ جايين الليلة في المناطق هذي، حضّر روحك!    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    المهدية: اللإنثين القادم إنطلاق حملة تحيين مراكز الاقتراع لفائدة الناخبين المعنيين بالتصويت على سحب الوكالة    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    إيقاف ياسين تشيوكو الحارس الشخصي لميسي ومنعه من دخول الملاعب    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    ملعب حمادي العقربي يفتح أبوابه الوقت هذا.. شنوة لازم تعرف قبل ما تمشي!    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    عاجل: سوبر الأحد..الترجي بغيابات مؤثرة والملعب التونسي يسترجع عناصره    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    عاجل/ تزايد محاولات القرصنة..ووكالة السلامة السيبرنية تحذر..    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 27 جويلية إلى 2 أوت 2025)    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطاعم المدرسية.. وجبات «فقيرة» وإشكاليات كثيرة (1-2)
نشر في الصباح يوم 24 - 10 - 2017

الجولة التي قام بها وزير التربية السابق ناجي جلول كشفت حجم تردي البنية التحتية للمؤسسات التربوية بما في ذلك المطاعم المدرسية وبينت حجم الصعوبات التي يعيشها تلاميذ الارياف اولئك الذين يقطعون يوميا اكثر من 5 كلم للوصول الى مدارسهم، وضع دفع الوزير انذاك لاقرار مسألة تعميم المطاعم المدرسية تعميم اللمجة على الاقل .. مؤكدا على انها ستتنزل ضمن المشاريع المقبلة للوزارة وذلك «لإيمانه بأن الأكلة المتوازنة تحقق توازنا نفسيا للطفل وكذلك تمكن من توفير أموالا هامة كانت ستصرف في الصحة «في شكل أدوية وعلاج» وفي السياق ذاته تم إحداث ديوان الخدمات المدرسية وكان من المهام الموكولة له تعميم المطاعم المدرسية بداية من السنة الدراسية الماضية 2016-2017..
تعميم «الكنتين» وتحسين حالة المطاعم المدرسية يأتي في مواجهة نتائج المسح الخاص بالمدارس الذي انجزته وزارة الصحة في صائفة 2016، واعتبر ان 91 % من المطاعم المدرسية(الكنتين) غير مطابقة لشروط حفظ الصحة.
لمعرفة واقع المطاعم المدرسية خصوصا بعد حصول تشكيات من رداءة نوعية الاكلة المقدمة للناشئة جالت «الصباح» في عديد الجهات لتنقل واقع المطاعم المدرسية واختارت ان تكون بداية الرحلة من منوبةسوسة وتطاوين
في منوبة :مطاعم مغلقة في انتظار الفرج
يتواصل إلى حد اليوم غلق المطاعم المدرسية بجل المدارس الابتدائية التي توفر الأكلة المدرسية بولاية منوبة وعددها 28 مؤسسة ريفية بالاساس فيما يتواصل تقديم هذه الأكلة في مؤسستين تعليميتين هما المدرسة الاعدادية النموذجية بمنوبة ومعهد حنبعل بطبربة، توقف عمل المطاعم المدرسية بالمدارس الابتدائية أصبح ظاهرة معتادة اثر سلسلة التوقفات السابقة ففي السنة الماضية لم تعمل هذه المطاعم سوى أيام قليلة لتغلق أبوابها على أن تتغير صيغة عملها وتشهد تحسينا نوعيا بانطلاق في تنفيذ برنامج ما يسمى بديوان الخدمات المدرسية الذي اطلقت بشأنه عديد الوعود التي انتظرها التلاميذ والاولياء ومديرو المدارس الابتدائية لكن دون ان يتحقق منها أي شيء ما كان سببا لتوجيه انتقادات لاذعة لهذا الهيكل المستحدث ومن ورائه مسؤولو وزارة التربية واتهامهم بحرمان فئة من المتعلمين من خدمة المطاعم المدرسية وهم في أمس الحاجة إليها ويعتبرون توفيرها من ضمن واجبات الدولة التي يجب الالتزام باحترامها والحرص على تنفيذها.. فشل في الانجاز أوجب تداركه خلال السنة الفارطة إعادة فتح المطاعم المدرسية أياما اثر عطلة نصف السنة ومواصلة عملها بالصيغ القديمة إلى نهاية الموسم الدراسي وهي تجربة جعلت مديري المدارس يتوعدون بعدم خوضها مرة اخرى للحرج الذي اوقعتهم فيه مع المزودين.
التذبذب يتواصل
ويتجدد هذا التذبذب مع بداية هذه السنة الدراسية حيث اغلقت المطاعم المدرسية بالمدارس الريفية من جديد ليجد المديرون أنفسهم بين مطرقة تخلي الادارة الجهوية نهائيا عن اشرافها المباشر على هذه العملية واكتفائها بمتابعة عمل ديوان الخدمات المدرسية بالجهة الذي لم يكن قادرا بدوره على البدء في تنفيذ برنامج عمله في هذا الاطار وبين سندان الحاجة المتأكدة لمئات التلاميذ الفقراء للأكلة المدرسية ومطالبة أهاليهم بضرورة توفيرها وانتقاداتهم للادارة الجهوية والوزارة للتقصير الحاصل في هذا الشأن.. 28 مدرسة ابتدائية وأخرى مما لا تتوفر فيها المطاعم المدرسية تستقبل مئات التلاميذ الذين يتنقلون إليها في ظروف صعبة ووسط أخطار محدقة خلال الذهاب والرواح ليرابطوا بها كامل اليوم مؤونتهم قليل من الخبز وبعض حبات الزيتون أو « كسكروت» بالمرق « البايت» في أفضل الحالات سلاحهم الصبر على المعاناة وهدفهم تسجيل حضورهم وعدم تغيبهم عن حصص الدرس، أبناء العواينية، الغضاونية، برج التوتة، طنقار، عين الكرمة، الملاحة، الدخيلة وغيرها ينحدرون من أوساط فقيرة جدا لا قدرة لعائلاتهم على تأمين حاجاتهم من الغذاء ليوم كامل خارج محيط سكناهم ما يجعلهم عرضة للجوع والإنهاك بشكل يعوق نيل حظهم في التعلم بشكل عادل كغيرهم من التلاميذ وهو ما عبر عنه من تحدثنا إليهم ممن وجدناهم أمام أسوار عدد من المدارس الريفية بجهة طبربة والبطان والذين عبّروا دون حرج عن رغبتهم وحاجتهم إلى الأكلة او ما يسمونه «اللمجة الساخنة « لشدة البرد الذي يتعرضون إليه في فصلي الخريف والشتاء كما صرح بعض آخر ممن لا تشمله هذه الوجبة التي كانت تقدم بمدارسهم أنهم يحبذونها على ما يقومون بجلبه معهم من أكل من منازلهم وهي كلها دعوات بريئة وتلقائية لاستئناف عمل المطاعم المدرسية التي لم يجد تفعيل عملها نسقا مستقرا ولا تنظيما مضبوطا ولا برنامجا واضحا لتبقى من أبرز عناوين السياسات الخاطئة التي تعصف بالمدرسة العمومية منذ فترة وتزيد في تهاويها وسقوطها نحو الحضيض.
حاجة المطاعم المدرسية للتجهيزات
في انتظار عودة عمل المطاعم المدرسية في المدارس الابتدائية واستبدال اللمجة الباردة بالاكلة الساخنة فانه من الضروري اعادة تجهيز أغلب هذه المطاعم في ولاية منوبة بما تستحق من مواقد وآوان وغيرها من التجهيزات حتى تكون في مستوى ما يستوجبه اعداد الاكلة وتقديمها في ظروف صحية وكريمة تضمن سلامة أبنائنا التلاميذ، فجولة بين مطاعم المدارس الريفية تكفي للحكم على الحالة السيئة لمكوناتها وتجهيزاتها أما بالنسبة للمطعم المدرسي بمعهد حنبعل بطبربة والذي يعتبر الوحيد من نوعه في الولاية فإنه يبقى في حاجة الى التوسيع واحداث اضافات جديدة رغم سلسلة الاصلاحات التي شملته منذ سنوات وكانت تكون أفضل وأكثر فائدة لو وجهت إليه الاعتمادات والتجهيزات التي تم تركيزها بمعهد بئر الزيتون ووقع الاستغناء عنها لأسباب غير معلومة لتبقى مجرد ديكور وعلامة من علامات سوء التصرف في المال العام وغياب التخطيط والدراسة لعدد من المشاريع التي تنجز وتبقى خارج نطاق العمل والاستغلال، مقابل ذلك فإن المطعم المدرسي بالمدرسة الاعدادية النموذجية بمنوبة يبقى العلامة المضيئة الوحيدة في الجهة من حيث التجهيزات والخدمات على أمل أن تلتحق بقية المطاعم المدرسية بركبه ويتحسن حالها ولو بقدر ما..
◗ عادل عونلي
للتذكير :الوجبة المدرسية أو «اللمجة»
كان ينتظر ان تعمم على المدارس خاصة منها الريفية وان ينتفع منها مليون تلميذ.
من 2014 إلى 2017 ماذا تحقق؟
في 2014 وخلال ورشة عمل حول المشروع الوطني للتغذية المدرسية قال وزير التربية آنذاك فتحي جراي أن المشروع سيمكن بالخصوص من تشخيص وضعية المطاعم المدرسية هيكليا ووظيفيا ومن تحديد سبل تطويرها وفق المقاييس العالمية بما يمكنها من تقديم أكلات سليمة وغذائية تلبي طلبات تلميذ القرن21.
كما اكد انه سيتم في إطار هذا المشروع انجاز دراسة تشخيصية للمطاعم المدرسية في مرحلة أولى ب8 ولايات داخلية وحدودية وبالمدارس ذات الأولوية والمدارس الريفية لتكون منطلقا لهيكلة المطاعم وتجهيزها تجهيزا عصريا.
في 2017 مازالت بعض المطاعم المدرسية لم ترق الى مستوى يليق ب»بطون» التلاميذ.. بعضها مغلق.. وبعضها تنقصها التجهيزات وقلة تحاول ما استطاعت تلبية الطلبات رغم العديد من الصعوبات.
في تطاوين: مطابخ تنقصها التجهيزات والعملة
تفتقر المطاعم المدرسية في ولاية تطاوين الى التجهيزات الضرورية لاعداد الاكلة التي تطمح الى تقديمها الادارة الجهوية لديوان الخدمات المدرسية ولا سيما في المعهد النموذجي الذي يحتاج مطبخه الى تدخل عاجل وشامل لاستغلاله الاستغلال الامثل اضافة الى مطبخ المدرسة الاعدادية بذهيبة المنتظر ان يوفر في وقت لاحق الاكلة منتصف النهار ل300 تلميذ وتلميذة.
وقد افادت المديرة الجهوية للديوان عائشة العلوي في حديث خصت به مراسل «الصباح» في الجهة ان عدد التلاميذ المنتفعين بالاكلة المدرسية يقارب 1800 تلميذ وتلميذة منهم 450 موزعين على 3مبيتات في مدينة تطاوين ورمادة والبقية نظام نصف مبيت في 16 مؤسسة اعدادية وثانوية مؤكدة حرصها على ان تكون الاكلة في مستوى جيد جدا واعتمادا على مقترحات التلاميذ في تنوعها وقيمتها الغذائية على حد قولها.
كما افادت العلوي ان 76 مدرسة ابتدائية تقدم اكلات جافة لتلاميذها اغلبها في الهواء الطلق في غياب الفضاءات المخصصة للاكل الا في مدرستي كرشاو من معتمدية الصمار وتونكت من معتمدية تطاوين الجنوبية تقدم اكلات ساخنة بدعم من الهلال الاحمر وشركة خاصة.
واشارت الى ان نقص العملة بالقدر الكافي يعيق القيام بالكثير من الخدمات والاضافات التي تحسن مستوى الاقامة والاكلة في المؤسسات التربوية.
وتجدر الاشارة الى ان الاوضاع التي تقلق الاولياء في المؤسسات التربوية بالجهة تواجد ابنائهم خارج قاعات المراجعة غير المتاحة في بعض الاعداديات.
◗ محمد هدية
في سوسة :إصرار على تحسين الخدمات.. رغم حجم التحديات
انطلق نشاط وحدة الخدمات المدرسيّة التّابعة للمندوبيّة الجهويّة للتربية بسوسة في شهر جانفي2017 حيث عهدت للدّيوان مسؤوليّة التكفّل بتنظيم الإعاشة والسّكن بالمبيتات المدرسيّة التّابعة للمدارس الإعداديّة والمعاهد الثانويّة ومدرسة المكفوفين فضلا عن عدد من المدارس الرّيفيّة المنتشرة في ربوع الولاية وذلك بتأمين وجبة للمنتفعين من أبناء العائلات المعوزة بالمدارس الرّيفيّة كما تسهر وحدة الخدمات المدرسيّة على تحسين النّقل المدرسي لتلاميذ المستويات الثّلاثة والعناية بالتّنشيط الثقافي والإجتماعي والرّياضي الموجّه للمقيمين بمختلف المبيتات المدرسيّة .
«الصّباح» ولاستقاء المعلومة من المصدر اتّصلت برئيس وحدة الخدمات المدرسيّة والمنسّق الجهويّ بسوسة سميرة شوشان لتسليط الضّوء عن واقع الوحدة ومستقبلها وتطلّعاتها خصوصا في ظلّ حداثة تركيزها وبعثها في فترة تميّزت بمصاعب اقتصاديّة واجتماعيّة كبيرة تمرّ بها البلاد.
كشفت سميرة شوشان أنّ عدد المنتفعين بخدمات الدّيوان في ولاية سوسة بالمدارس الإعداديّة والمعاهد الثانويّة في حدود 262مقيما مقابل 1763 من الذين ينتفعون بنصف إقامة من بينهم 1200منتفع بشكل مجّانيّ ويتصدّر المعهد النّموذجي بسهلول عدد المنتفعين(410 نصف إقامة و40مقيما) كما ينتفع 400تلميذ بنظام نصف إقامة بالإعداديّة النّموذجيّة بسوسة وتؤمّن وحدة الخدمات المدرسيّة الإعاشة والسّكن ل 120تلميذا نصف مقيم و55 مقيما من تلاميذ إعدادية البيروني بالنّفيضة إلى جانب 22 تلميذا نصف مقيم و38 مقيما بالمعهد الثانويّ بالنّفيضة وتتكفّل وحدة الخدمات بالسّهر فضلا على ما تقدّم بتقديم خدماتها ل 63 منتفعا من مدرسة المكفوفين(38 منهم مقيما و25 نصف إقامة) إلى جانب انتفاع46 مدرسة ابتدائيّة يؤمّها 11123 تلميذا ينتفع من بينهم4340 بأكلة باردة (جافّة) وفقا لإحصائيّة السّنة الدّراسيّة الفارطة.
وأوضحت رئيس وحدة الخدمات المدرسيّة بالمندوبيّة الجهويّة للتربية أنّه ينتظر التّرفيع في نسبة المنتفعين في ظلّ ما تستقبله الوحدة من عديد المطالب الوافدة من مديري المدارس الرّيفيّة الرّاغبة في توسيع قائمة المنتفعين في ظلّ تنامي ظاهرة الفقر والصّعوبات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تمرّ بها البلاد وعبّرت سميرة شوشان عن إصرار كبير وروح معنويّة مرتفعة تحدوها والعدد القليل جدّا من معاونيها لكسب التحدّي وتحسين الخدمات المقدّمة رغم حجم التحديّات وكثرة الصّعوبات وتنوّعها .
صعوبات لوجستيّة وأخرى ماديّة
مثّل غياب مقرّ لوحدة الخدمات المدرسيّة بسوسة واحدة من بين الصّعوبات العديدة التي يعاني منها القائمون على هذه الوحدة فقد اقتصر مقرّ الوحدة على مكتبين جدّ متواضعين من حيث التّجهيزات وطبيعة الفضاء اقتطعا من قاعات المعهد النّموذجي بسهلول وفي هذا السياق أوضحت شوشان على أنّ ضعف الاعتمادات والموارد البشريّة في الوقت الحالي حال دون تفعيل الأمر المنظّم للدّيوان والقاضي بتركيز وحدة للخدمات المدرسيّة بمركز كلّ معتمديّة بها مبيت مع الاستعانة برئيس مكتب للإعاشة والسّكن وآخر للتّنشيط الثقافي والإجتماعي والرّياضي وهو ما يزيد في حجم المسؤوليّة وأعبائها واعتبرت شوشان أنّ عديد المطاعم المدرسيّة تفتقر إلى التّجهيزات الضروريّة والتي بدونها لا يستقيم الحال ذلك أنّ بعض مطاعم الاعداديّات تفتقر إلى موقد يستجيب للمعايير ممّا يضطرّ المشرفين إلى اعتماد مواقد منزليّة متواضعة وذات المشكل يطرح بعدد من المطاعم التي تعاني من تواضع أجهزة التّبريد التي غالبا ما تصيبها الأعطاب الفنيّة فضلا إلى افتقار عدد آخر إلى معدّات التّخزين والتّبريد ممّا يجعل من إمكانيّة تخزين الخضر والغلال واستغلال الفترات القليلة جدّا التي تكون فيها أسعارها مناسبة أمرا مستحيلا كما أشارت رئس المصلحة إلى لهيب أسعار الخضر والغلال وتداعيّات ذلك على تحقيق الموازنات الماليّة وتأمين القيمة الغذائيّة للوجبات ممّا يجعل القائمين في مواجهة معادلة صعبة تقتضي الموازنة بين مفارقتين, غلاء الأسعار والضغط على الكلفة من ناحية والإلتزام بتقديم وجبة غذائيّة متوازنة وصحيّة وترى شوشان ضرورة مراجعة قيمة الوجبة التي حافظت على قيمتها المرجعيّة منذ أفريل 1988حيث قدّرت ب 1200مليم مقابل 800مليم للأكلة الباردة (الجافّة) بالمدارس الابتدائيّة دون أن يقع الأخذ بعين الاعتبار نسق ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة رغم لفت انتباه وزارة الماليّة للموضوع في أكثر من مناسبة وتمسّك ديوان الخدمات المدرسيّة بهذا المطلب إلاّ أنّها ثمّنت من جهة أخرى المجهودات والاجتهادات التي ما فتئ يبذلها أعوان المطابخ رغم أنّ أغلبهم من العملة وغير المختصّين من أجل تنويع الوجبات والبحث عن التّجديد بما يضمن حقّ التّلميذ في أكلة صحيّة في حدود ما تسمح به الموازنات الماديّة.
كما نوّهت شوشان بما قام به ديوان الخدمات المدرسيّة بسوسة الصّائفة الفارطة من خلال تنظيم حلقات في التّكوين والرّسكلة لأعوان المطابخ بعدد من المدارس السياحيّة بكلّ من سوسة والمنستير وطالبت بتدعيم الموارد البشريّة من أهل الاختصاص بما يسهم حقيقة في تجويد الخدمات إذ أنّه من غير المقبول أن يتكفّل عون طبخ وحيد بتوفير الوجبات الغذائيّة ل 400 تلميذ على غرار ما هو حاصل بالاعداديّة النموذجيّة .
مربّون ومديرون للمجة يعدّون !
من خلال معاينة ميدانيّة لعدد من المطاعم المدرسيّة بعدد من المدارس الابتدائيّة ووفقا لشهادات بعض المربّين يبدو واقع أغلب المطاعم المدرسيّة -لو تعسّفنا على التّسمية وانتزعناها انتزاعا وأسقطناها عنوة على ركن من أركان بيوت حرّاس المدارس الابتدائيّة أو مكاتب مديري المدارس التي تغيب عنها أبسط مرافق وظروف حفظ المواد الغذائيّة -واقعا مزريا يحيلنا على جملة من الأسئلة والتّساؤلات التي ولئن تنوّعت واختلفت في أشكال طرحها ومناسبات بسطها وعرضها فإنّها تجتمع على حجم المأساة والمعاناة التي يواجهها بشكل يوميّ الإطار التّربوي العامل بأغلب المدارس الرّيفيّة التي ينتفع عدد من تلاميذها بوجبة غذائيّة تحوم حولها الكثير من المؤاخذات فلئن اختلف المسؤولون على تسميتها فأطلق عليها بعضهم أكلة باردة في حين خيّر آخرون طرد الوصف عن الموصوف لما يمكن أن يحيل عليه من مضامين سلبيّة وسمّوها بالجافّة فإنّي أرى أنّ كلا التّسميتين صادقة في توصيف الموصوف وايفائه حقّه لتواضع مكوّناتها وقيمتها الغذائيّة إذ يدعى في ركن من أركان مكتب المدير وفي غياب الحارس بعض المربّين أو المديرين إلى التخلّي وقتيّا عن المئزر الأبيض خلال فترة الرّاحة والتكفّل بمهمّة إعداد لمجة غالبا ما تقتصر على قطعة خبز مطليّة بشيء من الهريسة التي تحمل في طيّاتها آثار سردينة أو حوت التنّ أو إن صادف وكان اليوم أوفر حظّا تكوّنت من علبة ياغورت وقطعة كايك قد يذرف من حرم أحقيّة الظّفر بها دموعا غالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.