الرياض)وكالات(اتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس إيران بشن "عدوان عسكري مباشر" ضد المملكة عبر اليمن، في تصعيد جديد للهجة ضد طهران يأتي في وقت تشهد السعودية حملة تطهير غير مسبوقة تستهدف أمراء ومسؤولين. وأعلنت السعودية السبت الماضي ان قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة، ما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار، محملة طهران المسؤولية. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن ولي العهد قوله في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون "ان ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني". وأضاف الامير محمد الذي يتولى ايضا منصب وزير الدفاع ان هذا الانخراط "قد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة". وأطلق المتمردون الحوثيون في الماضي صواريخ باتجاه السعودية، الا انها المرة الاولى التي يصل فيها صاروخ الى العاصمة وتتساقط أجزاء منه في مطار مدني، ما يؤكد التهديد المتصاعد الذي تشكله صواريخ المتمردين على أمن المملكة وحركة الملاحة الجوية فيها. وتتهم السعودية إيران بتهريب الاسلحة الى المتمردين الشيعة، الا ان طهران تنفي هذه التهم وتقول ان السعودية تحاول التغطية على "جرائم حرب" ترتكبها في أفقر دول الجزيرة العربية. ولا تخفي طهران دعمها السياسي للتمرد الحوثي. زيادة القيود وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وخلّف النزاع أكثر من 8650 قتيلا وأكثر من 58 ألف جريح منذ التدخل السعودي، بحسب ارقام الاممالمتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. وبعيد اعتراض الصاروخ في نهاية الاسبوع، قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت "من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية". واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية ان الصاروخ الذي أطلق باتجاه الرياض قد يشكل "جريمة حرب"، لكنها دعت في الوقت ذاته السعودية الى عدم الرد بزيادة القيود على ادخال المساعدات الى البلد الغارق في نزاع مسلح. وقالت في بيان "يبدو أن الحوثيين ارتكبوا جريمة حرب بإطلاق صاروخ بالستي عشوائي على مطار مدني"، مضيفة ان الهجوم "هو الأحدث في سلسلة غارات عشوائية بالصواريخ الباليستية شنتها قوات الحوثي-صالح على المملكة، وإن كانت أول مرة تصل العاصمة". ورأت أن "الهجوم غير القانوني لا يبرر أن تزيد السعودية من الكارثة الإنسانية اليمنية بزيادة القيود على المساعدات وإمكانية الدخول إلى اليمن". وأعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان قرار إغلاق المنافذ حال دون ارسال المنظمة الدولية طائرتين تنقلان المساعدات الى البلد المنكوب. ترامب يؤيد وجاء إطلاق الصاروخ على السعودية والتصعيد في اللهجة تجاه إيران في وقت تشهد المملكة حملة مكافحة فساد غير مسبوقة بقيادة ولي العهد اعتقل خلالها العشرات من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية في المملكة. وأول أمس الاثنين، دخل الرئيس الامريكي دونالد ترامب على خط التطورات الداخلية في المملكة، معبرا عن ثقته في اجراءات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد. وقال ترامب في تغريدة على موقع "تويتر"، "لدي ثقة كبيرة بالملك سلمان وبولي العهد السعودي، فهما يدركان بالضبط ما الذي يفعلانه"، مؤكدا ان بعضا من الموقوفين أخيرا ابتلعوا ثروات البلد على مدى سنوات. وأجرى العاهل السعودي السبت اتصالا هاتفيا بالرئيس الامريكي ناقشا خلاله "التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها إضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس). وجاء الاتصال بين الرئيس الامريكي والعاهل السعودي بعيد حملة التوقيفات التي طاولت امراء ومسؤولين ووزراء حاليين وسابقين على خلفية تهم بالفساد. وبين الموقوفين الملياردير الامير الوليد بن طلال الذي سبق أن وجه انتقادات حادة الى ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية. السعودية ستحيل المتورطين في الفساد على المحاكم الرياض (وكالات) أعلن النائب العام السعودي الشيخ سعود المعجب أمس، أن الشخصيات السياسية والاقتصادية التي اعتقلت في إطار الحملة الواسعة لمكافحة الفساد، خضعت للاستجواب بشكل مفصل وستواجه المحاكمة. جاء ذلك بعد تقارير عن توقيف 11 أميراً وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء والمسؤولين السابقين، مساء السبت الماضي، للاشتباه بتورطهم في الفساد. وقال النائب العام، في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية انه «تم استجواب كل المشتبه بهم بشكل مفصل وتم كذلك جمع عدد كبير من الأدلة». وأكد أن المشتبه بهم «يملكون الحقوق ذاتها والمعاملة ذاتها كأي مواطن سعودي»، مضيفاً أن «منصب المشتبه فيه أو موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة». محاولة الحوثيين قصف الرياض بصاروخ بالستي: قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن توضح أصدرت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بيانا إلحاقيا بشأن الصواريخ البالستية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية التابعة للنظام الإيراني من داخل الأراضي اليمنية مستهدفة المملكة، فيما يلي نصه : بيان من قيادة التحالف إلحاقا لما تم الإعلان عنه سابقًا بشأن الصواريخ البالستية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية التابعة للنظام الإيراني من داخل الأراضي اليمنية مستهدفة المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها العدوان العسكري السافر بقيام الميليشيات الحوثية التابعة لإيران باستهداف مدينة الرياض يوم السبت 15/2/1439ه الموافق 4/11/2017م، باستخدام صاروخ بالستي تجاوز مداه (900 كلم) وبمعاينة وفحص حطام تلك الصواريخ ومنها الصاروخ الذي تم إطلاقه بتاريخ 28/10/ 1438ه الموافق 22/7/2017م، وبمشاركة خبراء التقنية العسكرية المختصة، ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية. إن قيادة قوات التحالف تعتبر ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بهذه الصواريخ انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن التي تفرض على الدول الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار رقم (2216)، وإن ذلك التورط الإيراني يعتبر عدواناً صريحاً يستهدف دول الجوار والأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم، وبتوجيه مباشر منه للميليشيات الحوثية التابعة له، ولذا فإن قيادة قوات التحالف تعتبر هذا عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة العربية السعودية، وتؤكد حق المملكة في الدفاع الشرعي عن أراضيها وشعبها وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأممالمتحدة، كما تؤكد على احتفاظ المملكة بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه واستناداً إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها التي تحميها كافة الشرائع والمواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق الأممالمتحدة. ومن أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن، مما أدى إلى استمرارها في ارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات الجسيمة لأحكام القانون الدولي الإنساني في الاعتداء على المملكة العربية السعودية والشعب اليمني وشعوب دول الجوار، فقد قررت قيادة قوات التحالف الإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية مع مراعاة استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة. كما تهيب قيادة قوات التحالف كافة الجهات المعنية بالتقيد بإجراءات التفتيش والدخول والخروج من المنافذ اليمنية المحددة من قبل قيادة قوات التحالف التي ستعلن لاحقاً، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حق كل من ينتهك تلك الإجراءات، كما تحث قيادة قوات التحالف أبناء الشعب اليمني الشقيق وكافة الأطقم المدنية من بعثات إنسانية وإغاثية بالابتعاد عن مناطق العمليات القتالية وتجمعات الميليشيات الحوثية المسلحة والأماكن والمنافذ التي تستغلها تلك الميليشيات التابعة لإيران لتهريب تلك الأسلحة أو شن عملياتها العدوانية ضد المملكة، وكما تحث البعثات الدبلوماسية بعدم التواجد في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. كما تدعو قيادة قوات التحالف المجتمع الدولي ومجلس الأمن ولجنة الجزاءات التابعة له والمعنية بتطبيق القرار (2216)، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة إيران على انتهاك قرارات مجلس الأمن وفي طليعتها القرار رقم (2216) وأحكام ومبادئ القانون الدولي التي تجرم التعدي على حرمة الدول الأخرى، وذلك لتورط إيران المباشر في أنشطة التهريب والتسليح غير المشروعة للميليشيات الحوثية التابعة لها، وتعريض السلم والأمن الدوليين للخطر، والاعتداء على أراضي وشعب المملكة العربية السعودية الآمن ودول الجوار، وانتهاك القرارات الدولية التي تهدف إلى إنهاء الانقلاب في اليمن وإعادة الشرعية. ردا على قرار التحالف العربي إغلاق منافذهم البحرية والجوية والبرية الحوثيون يهددون بضرب مطارات وموانئ السعودية والإمارات صنعاء (وكالات) هدد الحوثيون في اليمن أمس بضرب مطارات وموانئ المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ردا على قرار التحالف العسكري بقيادة الرياض اغلاق المنافذ البحرية والجوية والبرية للبلد الغارق في نزاع مسلح. وقال الحوثيون في بيان نشرته وكالة الانباء "سبأ" المتحدثة باسمهم ان "إعلان إغلاق كافة الموانئ (…) أقصى درجات النزال بالحرب"، وأضافوا "إرادتنا لن تنكسر (…) وكل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة لهم ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب". يأتي ذلك غداة إعلان قيادة التحالف العربي إغلاق جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية في اليمن، وذلك بشكل مؤقت، على خلفية إطلاق الحوثيين صاروخ باليستي، باتجاه مطار الرياض، السبت الماضي. وقال "المجلس السياسي الأعلى"، المشكّل مناصفة بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إنه لن يقف مكتوف الأيدي، وسيدرس خيارات أكبر وأشد حسما، للحيلولة دون المزيد من حصار وتجويع اليمنيين ومنع دخول المواد الأساسية والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة (غرب). وتوعد البيان دول التحالف بقدرات عسكرية مختلفة، لافتا إلى أن مجرى التاريخ سيتحول في المنطقة، وأن كل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية (لم يحدد إن كانت نفطية أو صناعية)، بالنسبة لهم، ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب، باعتباره حقا مشروعا كفلته كل الشرائع. وفيما أكد المجلس الحوثي استعداده لمواجهة ما أسماه ب»التجبر»، أشار إلى أن الحرب سعودية يمنية صرفة، مدعومة من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل . وسخر البيان من تصريحات التحالف العربي التي تتهم إيران بتهريب الصواريخ إليهم، مشيرا أن ذلك ذريعة لفرض المزيد من الحصار على اليمن وتركيعه بعد الفشل عسكريا. كما استنكر المجلس القائمة التي أصدرتها السعودية أول أمس، بتصنيف 40 قياديا وعنصرا حوثيا على لائحة الإرهاب، وقال إن المملكة «أباحت على طريقة تنظيم داعش قتل القيادات اليمنية واستهدافها». وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفًا عسكريا في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريًا لحماية اليمن وشعبه من عدوان الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.