كان من المنتظر أن تحتضن الصحراء التونسية الدورة 13 لماراطون الواحات من 19 الى 26 نوفمبر الجاري، إلا انه وفي خطوة مفاجئة أعلن منظم الماراطون عز الدين بن يعقوب عن الغاء الحدث بالرغم من ان اكثر من 500 عداء وعداءة من عديد الدول وخصوصا من فرنسا اكدوا مشاركتهم في هذه التظاهرة الرياضية. فما هي أسباب الإلغاء؟ هذا السؤال طرحته «الصباح» على منظم الماراطون عز الدين بن يعقوب فخصنا بالحديث التالي: علمنا انه تقرر إلغاء ماراطون الواحات في دورته رقم 13 ، لماذا؟ بالفعل لقد اعددنا العدة كما يجب ووصلتنا عديد المطالب من الخارج للمشاركة في ماراطون الواحات لكن ما راعنا إلا والمعتمد الأوّل ومندوب الرياضة بولاية مدنين يتجاهلان هذا الحدث، مما جعلنا لا نتحصل على الترخيص الرسمي ومن غير الممكن تنظيم التظاهرة دون ترخيص رسميّ ودون توفير شروط السلامة القصوى الموكول توفيرها للهياكل الإداريّة المذكورة. وبذلك تحرم تونس من تنظيم تظاهرة تدعم السياحة التونسيّة المحتاجة أكثر من أيّ وقت مضى لما يزيد في إشعاعها ويثري منتوجها ويدعم رصيدها ويجمّل صورة بلادنا العزيزة... فثلاث مراحل من الماراطون الدولي للواحات تمرّ عبر ولاية مدنين، ولا مجال لتنظيمه دون مرافقة أمنيّة، اعترض للأسف على توفيرها السيدان المذكوران أي المعتمد الأوّل ومندوب الرياضة بولاية مدنين لأنهما يعترضان أصلا على تنظيم تظاهرة كان من الاجدر أن يدعماها بكلّ ما أوتيا من إمكانية وسبل. وهل الإلغاء رسمي ونهائي؟ بكلّ مرارة وأسف أقول: إنّ ماراطون الواحات سيحتجب هذا العام للأسباب التي ذكرتها وإنّي آسف جدّا أن أجد نفسي مضطرّا لأعلن للجميع وفي مقدّمتهم أحبّاء ماراطون الواحات الذين استعدّوا كأفضل ما يكون الاستعداد وخصوصا العديد من الأجانب الذين عبروا عن رغبتهم في المجيء الى تونس والمشاركة في الماراطون. الى حد الآن لا اعلم لماذا رفض المعتمد الأوّل ومندوب الرياضة بولاية مدنين تقديم الدّعم لنا وتوفير مستلزمات تنظيم التظاهرة، تماما كما وجدناها في الولايات الأخرى؟ فهل أنّ مدنين تخضع لقوانين خاصة لا نعلمها ؟؟؟؟ وفي الأخير هل لديك ما تضيف؟ منذ ثلاثة عشرة عاما دأبنا على تنظيم تظاهرة رياضيّة أسميناها ماراطون الواحات، تجمع عدّائين ورياضيين من مختلف دول العالم يأتون لاكتشاف مخزوننا الطبيعي والتراثي والتاريخي، من خلال تظاهرة في ظاهرها رياضيّة إنّما في جوهرها دعائيّة وفي عمقها هي دعامة لسياحتنا المحتاجة أكثر من أيّ وقت مضى لدعم كلّ الهياكل والمنظّمات لا فقط لإثراء منتوجنا بل وخاصة لإشاعة صورة أخرى عن تونس الثلاثة آلاف سنة حضارة المتطلّعة إلى الأمل المشرق والحريّة الموعودة. ماراطون الواحات منذ دورته الأولى استقطب الآلاف المؤلّفة من السيّاح ومن الرياضيين ومن الاعلاميين وتابعته وحكت عنه عشرات المحطّات الإذاعيّة والتلفزيّة وأشاع صورة أخرى عن تونس، تونس العمق وتونس التّاريخ وتونس الحضارة وتونس التي في كلّ ركن من كلّ قرية خطّ التّاريخ صفحات عن ماضيها المجيد وعن دورها في إثراء الحضارة الإنسانيّة عبر العصور وعبر القرون. ماراطون الواحات حاول ونجح في فتح أعين الزوّار والرياضيين عن جمال مناطق لم تكن توجد في المجلاّت الدعائيّة للسياحة التونسيّة، مثل عنق الجمل، والدويرات، وغمراسن وتطاوين، فضلا عن كثبان تمغزة، وواحات توزر ونفطة وجمال الصحراء في دوز وقبلّي، والواجهة البحريّة لجنوبنا الشرقي على ضفاف بوغرارة وزياتين الدّخلة وجرجيس، لكن رغم كل ذلك هناك من عرقل الماراطون وفرض عليه الإلغاء ... على كل، أجدد شكري الدائم لكلّ السّلط الإداريّة المسؤولة من ولاة ومعتمدين ومندوبين للسياحة والرياضة في ولايات قبليوتوزر وتطاوين على دعمهم للتظاهرة على مرّ السنوات، كما لا بدّ أن أشيد بالإحاطة المتميّزة التي وجدناها على مرّ السّنوات من قوات الأمن والحرس والجيش الذين لم يدخروا أبدا جهدا لتقديم الصّورة الفضلى عن بلدنا وخدمة إشعاعها..