يثير الوضع الصحي بمناطق الجنوب الشرقي القلق والمخاوف من ظهور الأمراض وتردي الظروف المعيشية الصحية والبيئية بفعل تداعيات الأمطار الغزيرة وسيول المياه التي غمرت الأحياء والمنازل وأضرت بالمنشآت المائية بقابس ومدنين وغيرها من الجهات. ولأن مخلفات الفيضانات والأتربة والأوحال العالقة عادة ما تشكل مخاطر جدية على صحة المواطنين وتمثل مصدر عدوى ونقل للأوبئة خاصة عند نفوق الحيوانات وتراكم المياه الآسنة يطرح السؤال بقوة حول الإجراءات الاستباقية والتدخلات الميدانية بالمناطق المجاحة والمتضررة للتوقي من الأمراض وضمان أوفر شروط حفظ الصحة حفاظا على سلامة المتساكنين؟ في هذا السياق استفسرت «الصباح» ظهر أمس الدكتور نوفل السمراني مدير الطب الاستعجالي بوزارة الصحة حول الوضع الصحي بالمناطق التي شهدت فيضانات عارمة بالجنوب الشرقي فأورد بأنه "حتى الآن الحالة عادية –لاباس- والمتابعة متواصلة واليقظة شديدة". وأردف بأن المتابعة تتم على مختلف المستويات المركزية والجهوية والمحلية بالتنسيق مع مختلف السلط المعنية من حماية مدنية وتجهيز وبيئة وصحة... وتتواجد فرق صحية على عين المكان للتدخل وتأمين الخدمة الوقائية والعلاجية عند الاقتضاء. والتقصي الدقيق لمخاطر الأمراض المنقولة عن طريق الحيوانات النافقة والتأكد من سلامة المياه الصالحة للشرب. وهنا يتأكد الجهد والعمل المشترك بين مختلف المتدخلين لرفع وإزالة كل مصادر المخاطر الصحية من أوحال وأتربة وشفط المياه من داخل المحلات السكنية كما التجارية والحرص على عمليات التنظيف والتعقيم. وشدد ذات المصدر على أهمية مراقبة مخازن المواد الغذائية ومحلات بيعها للتثبت من سلامتها والقيام بإتلاف المنتجات غير الصالحة للاستهلاك، مع تكثيف عمليات التوعية وتقديم النصائح الصحية الوقائية للمواطنين. وأفاد السمراني بأن وزارة الصحة متأهبة لكل الطوارئ سواء الراهنة أو القادمة وكانت لها تدخلات سابقة في التعاطي مع مخلفات الفيضانات في عديد المناطق بالتعاون والتنسيق مع وزارات الداخلية والتجهيز وغيرها، مضيفا قوله «ليست هذه المرة الأولى التي نواجه فيها مخاطر الفيضانات واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمجابهة مخلفاتها ومخاطرها الصحية». تأهب لمجابهة التقلبات المناخية تأهبا لمجابهة التقلبات المناخية بالجنوب كانت وزارة الصحة أعلنت منذ مساء الجمعة الماضي عن جملة من الإجراءات. منها توفير وسائل العمل الضرورية للفرق الميدانية لحفظ الصحة لتأمين الأنشطة الوقائية المستوجبة والمتمثلة في معاينة مراكز الإيواء ومراقبة شبكة توزيع مياه الشرب والمياه المستعملة ومراقبة النواقل وتأمين عمليات تطهير المنازل والمحلات المعرضة إلى تسرب المياه. إلى جانب الحرص على تأمين عمل الهياكل الصحية خلال الأزمات. ودعوة العاملين بالقطاع إلى اليقظة، والتدخل السريع والناجع عند الحاجة. مع وضع خطة لتعزيز الفرق الصحية بكل الهياكل الاستشفائية من أدوية وأغذية. مع التأكيد على ضبط قائمة في المرضى المصابين بأمراض مزمنة كالقصور الكلوي لنقلهم وإيوائهم بالهياكل الصحية للقيام بعمليات تصفية الدم. هواجس ومخاوف على أهمية التأهب والتدخلات الميدانية المسجلة بالمناطق المتضررة من الفيضانات تظل الهواجس والمخاوف تراود المواطنين من بروز مخاطر الأمراض في ظل استمرار برك الأوحال والمياه التي تغمر المنازل وما تمثله من تهديد لصحتهم ما لم تتكثف سرعة التدخل لإزالتها. وتسخير كل الإمكانيات البشرية واللوجستية لحماية المتساكنين وتأمين شروط حفظ صحة المحيط بهذه المناطق.