تستعد الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة، التي لم تمض على تأسيسها سنتان، لتنظيم تظاهرة رياضية فريدة من نوعها وهي «كأس الجريد للطائرات جدّ خفيفة». وهي تظاهرة وطنية ذات بعد دولي وذلك بمناسبة ترشيح شطّ الجريد للتسجيل ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، وتهدف إلى التعريف بهذا المعلم والترويج لصورة تونس في الخارج. وحول الجامعة أفاد ماهر عطار رئيس الجامعة ومؤسّسها، أنّها مرفق عمومي خاصّ يهتمّ اساسا بالرياضات الجوية وتعمل على إرساء تقاليد الطيران» جدّ خفيف» كرياضة لها مكانتها ومتابعيها وجمهورها في بلادنا. وفيما يتعلق بهذه التظاهرة، أفاد انها ستتواصل على امتداد أسبوعين تقريبا باعتبار أنها ستنطلق بالجنوب التونسي يوم 28 ديسمبر القادم وتتواصل إلى غاية يوم 9 جانفي 2018. وأضاف في نفس السياق قائلا: «نعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لبرمجة كأس الجريد للطائرات جدّ خفيفة وهي مسابقة ودّيّة على غرار دورة مماثلة نظمتها الجامعة منذ أشهر شارك فيها طيارون أجانب جاؤوا خصيصا على متن طائراتهم» وأضاف» لا أخفي أننا سعدنا بنجاح التظاهرة وحققنا الهدف الذي أردنا الوصول إليه بلفت الأنظار الدولية وأصبح للجامعة صدى عالميا وتمّ تصنيفنا ضمن أحسن الفيديراليات على الساحة العربية والإفريقية والدولية، ولكنّنا سنضيف في هذه الدورة مسابقة جديدة من خلال توسيع دائرة الرحلات الجوية بالجنوب التونسي لتشمل مناطق ومعالم أخرى والتركيز على شطّ الجريد.» وبين محدثنا ان خمسين طائرة على الأقلّ ستشارك في هذه المسابقة بمشاركة طيارين من تونس ومن فرنسا. اتفاقيات شراكة دوليّة حول إنجازات الجامعة التونسية للرياضات الجوية والأنشطة التابعة بمواصفات وشروط عالمية خلال سنتين من تأسيسها قال ماهر عطار أنّ ذلك يعد في حدّ ذاته إنجازا كبيرا نظرا للصعوبات الكبيرة التي واجهتها الهيئة المؤسسة. ومن بين الصعوبات التي استعرضها الطيار ماهر عطار صعوبة إرساء تقاليد الرياضات الجوّيّة والتعريف بها وخلق جمعيات خاصة بها في كامل البلاد. وبين في نفس السياق أنه تم إبرام اتفاقيات شراكة مع الجامعة الفرنسية للطيران جدّ خفيف، التي تعد من أكبر الجامعات العالمية للطيران جدّ خفيف والتي يبلغ عدد منخرطيها حوالي 18 ألف طيار أثناء حضور وفد عن الجامعة برئاسة «بيار هنري لوبيز» فضلا عن ابرام اتفاقية أخرى مع الجامعة الفرنسية للمظلاّت. وأوضح أنه بموجب هذه الاتفاقيات يتسنى للجامعة التونسية جلب الطيارين الفرنسيين الى تونس بصفة مسترسلة ومستديمة بسبب التشابه في المناخ بما يمكن الطيارين الشبان التونسيين الاحتكاك بهذه التجارب ويساهم في تطوير امكانياتهم في المجال. ونوه محدثنا بالمستوى المتميز للطيار التونسي محمد رشيد العويتي والذي يعتبر مدرّب الجامعة وأتمّ بنجاح تربّصه بفرنسا تحت رعاية الجامعة الفرنسية للطائرات جد خفيفة. وفي جانب آخر أكد ماهر عطار أنه تم إنشاء عدة جمعيات وأضاف قائلا «أدخلنا تخصّصات لم تكن موجودة في البلاد على غرار البقاع المغطّاة التي تسمح بإدخال طائرات نموذجية يتمّ التّحكّم فيها عن بعد في قاعات مغطّاة وجوبا». عن برامج الجامعة أفاد محدّثنا أنه تم ضبط برنامج في تكوين الطيارين في اختصاصات مظلات المحرك. في المقابل أوضح أن الجامعة في انتظار الحصول على الدعم لشراء التجهيزات الخاصة بذلك فضلا عن دراسة اتفاقيات مع الجامعة الفرنسية للطائرات النموذجية ومع الإتحاد الليبي للرياضات الجهوية والاتحادية الجزائرية للرياضات الجوية مع فتح المجال لإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع الجامعة الروسية للرياضات الجوّيّة. لأن الهدف الذي تعمل هذه الجامعة الفتية على تحقيقه هو تكوين ورسكلة ودعم الجمعيات الناشئة المنخرطة بالجامعة والتي أصبح لها حضور مكثّف في جلّ ولايات الجمهورية. خاصة أن الهدف المنشود قريبا هو تكوين منتخبات وحكّام ومدربين وإدارة فنّية بصفة عامة وتنظيم مسابقات وطنية في القطاع، وفق ما أكده رئيس جامعة الطيران. كما أفاد أنّه في إطار الشراكة مع الجامعة الإيطالية ستشارك تونس في تظاهرة في سماء بحيرة تونس خاصة بعروض بهلوانية للطائرات بالشراكة مع «سرب بلوشيرشي» وبمشاركة أسراب بهلوانية للمظلييّن التابعين للجامعة الفرنسية للمظلات في إطار التحضير لبطولة العالم للرياضات الجوّيّة البهلوانية. كما تمت برمجة الدورة الثانية رالي تونس للطائرات جد خفيفة خلال شهري أفريل وماي القادمين. ودعا رئيس الجامعة التونسية للطيران والأنشطة التابعة رجال القطاع الخاص لدعم هذه الرياضة معتبرا أن دعم وزارة شؤون الشباب والرياضة غير كاف لوحده.