ما جد اول امس بملعب سوسة خلال كلاسيكو النجم والترجي كان مدعاة لرضا شرف الدين كي يبادر بعد نهاية اللقاء بالاعلان عن قرار استقالته من رئاسة النادي بعد 5 سنوات ونصف قضاها على رأس النجم يشرف ويوجه ويؤطر ويمول.. وخلال تدخله لوسائل الاعلام قال شرف الدين: «ان ما حصل لا يشرف كرة القدم ولهذا قررت الانسحاب، فمنذ عام ونصف وانا افكر في هذا الموضوع ابتغاء مصلحة الجمعية، فالظروف لم تعد مواتية لتحمل المسؤولية. ان مقابلة القمة التي حصلت بين النجم والترجي يتابعها العالم كله وما حصل اثناءها لا يشرف مطلقا وانا لا اريد ان أكون طرفا في هذا المجال «ضارب ومضروب» في الميدان وفي الشارع: شيء لا يشرف ابدا وهذا يتحمل مسؤوليته الجميع.. انا لم اعد استطيع مشاهدة مثل ما وقع وهذا «اكبر عيب» كما اني على ذمة النجم في كل الأوقات من الصباح الى اخر الليل اكابد المسائل المالية والإدارية والفنية وانعدام التنظيم مما ولد عدم رضى حتى في بعض المجالات الأمنية اذ اصبحنا نشاهد معركة وسط معركة داخل الملعب، فاشياء مثل هذه تجعلنا غير قادرين على تلمسها.. فلماذا يحصل كل ذلك؟ لكن ما وقع يجعلنا نرفض مقابلات مثل هذه، انا استطيع ان اتحمل 20 مسؤولية اكبر من هذه لكن الظروف غدت الان غير متوفرة.. فبعد 5 سنوات ونصف من المكابدة والتركيز على كل كبيرة وصغيرة تبقى النتيجة هي هي دون تغيير.. ان ما حصل في لقاء الترجي جعلني لا املك القدرة ولا الطاقة ولا الكيف لاواصل تحمل المسؤولية.. لقد عملت طيلة سنوات للنجم ومن اجل النجم، خدمت بصدق وروية ولم اقصر في أي شيء فكانت القطرة التي افاضت الكأس بعد ان تحملت كل شيء طيلة 5 سنوات ونصف من المسؤولية، لم تعد لي الان اية حلول، والمشكلة التي جئت من اجلها لا تزال قائمة والظروف أصبحت صعبة، والافاق الرياضية غير موجودة، فالنجم جمعية كبيرة لكن ظروفها ليست طيبة وعلى مستوى لقاء اول امس فان هذه الظروف تغيرت لان الحكم يريدها «طاولة»، نحن نعيش وقتا نرفض خلاله الظلم.. لكن للأسف هذا ما وقع.. وفي كلمة موجزة أقول للجميع: انا تعبت، ومثل هذه الأشياء لا اقبلها مطلقا وارفض ان يتابع مئات الالاف لقاء قمة مثل هذه.. لكل هذه العوامل قررت الانسحاب.. ولا تراجع في ذلك. شرف الدين الرئيس الذي لا يعوض حينما نتحدث عن النجم الساحلي خلال الخماسية الأخيرة يطالعنا اسم رضا شرف الدين الذي اعطى الكثير من وقته وصحته وماله لاعلاء شأن هذا النادي العريق دون ان يدخر جهدا في البذل والمثابرة من اجل اعلاء كلمته وتدعيم مكانته.. ومثلما تجلت قيمة هذا الرئيس الفذ والرجل المحنك في مجالات التسيير الإداري والاختيارات الفنية بدت ناصعة خاصة في الناحية الفنية: فهذا الرئيس اعطى قرابة 40 مليارا في شكل ديون وقروض بنكية بضمانات شخصية منه، واخر إحصاء قدمه بنفسه في هذا المجال هو بلوغه حدا قياسيا من المصاريف حيث انفق خلال الصائفة الأخيرة أي مدة 3 اشهر (جويلية اوت سبتمبر) 9 مليارات بمعدل 3 مليارات كل شهر، فمن الذي سيكون قادرا على ذلك أو اقل منه والجميع يعرفون ان لا احد يتبرع للنجم خلال المدة الأخيرة ولو بمليم واحد من الدعم».. لذا فقرار رضا شرف الدين الانسحاب وترك المجال لغيره، ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة على بقية المسار من حيث النفقات والالتزامات وعقود اللاعبين وبعض من يستغل فرصة اتصاف رضا شرف الدين بسهولة التعامل ويسر الانفاق..