الخبر صحيح هذه المرة وليس اشاعة مثلما حدث سنة 1980 بعد ان حاول الانتحار عندما طلبت منه زوجته الاولى المغنية الفرنسية الشهيرة سيلفي فارتون ووالدة ابنه الأول الطلاق بعد 15 سنة من الزواج او مثلما تم الاعلان عنه سنة 2009 بعد ان دخل جوني هوليداي في غيبوبة لعدة ايام بسبب مضاعفات غير متوقعة لعملية جراحية اجريت على ظهره . فعلا رحل الفنان الفرنسي ونجم الروك العالمي جوني هوليداي فجر امس الاربعاء 6 ديسمبر 2017 عن هذه الدنيا وذلك حسب بيان صادر عن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صباح امس الأربعاء . وكان من اهم الفنانين الفرنسيين طيلة اكثر من خمسين سنة وخاصة منها سنوات السبعينات وبداية التسعينات حتى لقب «بمعبود الشباب « وخاصة منه المغرم ب"الروك اند رول" والبلوز "، فقيل انه اول من تقبل الشباب كل صعود له على الركح بهستيرية غير معتادة وانفلات لم يكن اي احد قادر على التحكم فيه (صياح ورقص وتصفيق وتصفير). رحل جوني الذي عاش حياة صعبة وصفها في لقاء صحفي أجرته معه مجلة تيليراما سنة 2014 بنفق من المعاناة وشعور دائم بعدم التصالح مع النفس والخوف من المستقبل مما جعله يعيش الحياة يوما بيوم . رحل وترك خزينة ثرية بالأغاني الجميلة الصالحة لكل زمان ومكان باللغة الفرنسية ومن أهمها أغنيات "اوه ماري لو تعلمين " و"روتيان لا نوي" و"كو جو تام" و"غابريال"، و"ما غول" و"كالكو شوز دو تينيسي" و"ألوميه لو فو". نحت مسيرة مميزة عن كل فناني جيله ترجل صاحب وسام «جوقة الشرف الفرنسي» بسبب سرطان الرئة وعمره 74 عاما بعد ان نحت مسيرة مميزة عن كل ابناء جيله من المغنين الفرنكفونيين استطاع خلالها ان يبلغ العالمية وان يتبوأ مكانة قوية وبارزة في الساحة الثقافية الفرنسية وكسب اعجاب ومتابعة جمهور تجدد على مدار مسيرته التي تجاوزت الخمسة عقود. بدأت شهرة جوني هوليداي عندما قرر اعادة اداء اشهر اغاني ملك الروك العالمي ألفيس بريسلي ثم تأكدت شهرته في عالم الغناء بعد اصداره لاسطوانة الاولى سنة 1960 وقد احتوت على أغاني احبها الجمهور الناطق باللغة الفرنسية مثل «لاس لي-في» (اترك البنات) و»تيمي فولمون» (أحبك بجنون) لكن ذروة النجاح عرفها مع إصداره لأغنية «سوفونير سوفونير» (ذكريات.. ذكريات). شغل المغني والملحن والممثل الفرنسي جوني هوليداي المشهد الإعلامي الفرنسي طيلة اكثر من خمسين سنة بالضبط ( 57 عاما) وظهر تقريبا 2105 مرة على أغلفة المجلات وتحدث فيها عن 47 البوما وعن 26 ألبوما من الحفلات الحية، وسجل مبيعات خيالية قدرها البعض بأكثر من مائتي مليون اسطوانة وقال البعض الآخر انها تجاوزت 500 مائة مليون كما سجل هوليداي أكثر من 1000 أغنية منها أكثر من مائة قام بتلحينها بنفسه، وحصل 40 مرة على جائزة القرص الذهبي و22 مرة على قرص البلاتين. وتابع حفلاته أكثر من 28 مليون شخص في 180 جولة غنائية. وحصل على عشرات الجوائز الفنية العالمية القيمة. رحيله سبب حزنا عميقا للفرنسيين رحيل جوني هوليداي فارس وسام الفنون والآداب الفرنسية، سبب للفرنسيين حزنا عميقا وشبه بالاستفاقة على اختفاء التور ايفال وأعلنت على اثره السلطات الفرنسية الحداد الرسمي وابّنه قصر الاليزيه في بيان جاء فيه بالخصوص: «في داخلنا جميعا شيء من جوني» في إشارة إلى أغنيته الشهيرة «كلكو شوز دو تينسي.. ولن ننسى اسم جوني هوليداي ولا وجهه ولا صوته ولا أداءه الذي بات بخشونته وحساسيته جزءا من تاريخ الأغنية الفرنسية». كانت حياته عاصفة بهزات عاطفية كثيرة -وخاصة اثناء زواجه من الممثلة ناتالي باي وعارضة الأزياء إليزابيث إيتيان- ولم تهدأ إلا بعد زواجه من عارضة الأزياء ليتيسيا التي كان يكبرها ب32 عاما وبقي معها حتى وفاته وتبنى معها ابنتين ومثّل معها سنة 2000 شريطا سينمائيا بعنوان «لوف مي» (أحبيني) . وهي التي اعلنت وفاته في بيان ارسلته إلى وكالة الأنباء الفرنسية، جاء فيه: «جوني هوليداي تركنا، أكتب تلك الكلمات ولا أصدقها، لكنها برغم ذلك حقيقية، غادرنا خلال الليل بشجاعة وكرامة، حتى اللحظة الأخيرة عاند المرض الذي كان ينهشه منذ أشهر، فأعطانا عبرا عن حياة رائعة». تصريحات لفائدة إسرائيل أساءت لجمهوره العربي ولكن هذه الحياة العاصفة لم تخل من الكد والعمل الجاد حيث انه غادر الدنيا وهو يواصل التزاماته وهو يستعد لجولة فنية كبرى في سنة 2019 ويعمل على إصدار مجموعته الغنائية الجديدة والتي كانت على وشك دخول المراحل الأخيرة من الإنتاج. جوني هوليداي كانت له مكانة كبرى عند الشباب العربي على مر العقود التي غنى فيها مثّل ولم يتخذ منه موقفا معاديا عندما اتهم بالهروب من فرنسا للتهرب من كم الضرائب الموظفة عليه ، إلى أن زار سنة 2012 الاراضي الفلسطينية المحتلة وعبر عن مساندة مطلقة ولا محدودة لإسرائيل وصرح بأنه كاد سنة 1967، يحمل السلاح للدفاع عنها ضد العرب. كانت تصريحاته تلك صدمة لجمهوره العربي الكبير من الناطقين باللغة الفرنسية.