منذ اشهر طويلة ساد الهدوء مرتفعات جبل «الشعانبي» باستثناء انفجار بعض الالغام من مخلفات المجموعات الارهابية المتحصنة به طوال السنوات الست الاخيرة، ولم يظهر الارهابيون في هذا الجبل المنتصب غرب القصرين على بعد بضع كيلومترات من المدينة لمدة طويلة مما اوحى في وقت من الاوقات بأن من بقي منهم تحوّل الى الجبال المجاورة له ومنها سمامة و» بيرينو» و«تيوشة» التي عرفت مواجهات معها انتهت بتصفية عدة عناصر اخرهم « ابو طلحة» ، خصوصا بعد تضييق الخناق عليهم من وحدات الجيش والحرس الوطنيين لعزلهم في اعماق المناطق العسكرية المغلقة ومنع الامدادات عنهم بتفكيك الخلايا المتعاونة معهم، في انتظار تصفيتهم والقضاء عليهم، لكن وفي موعد يبدو ان له ابعادا رمزية لكتيبة «عقبة بن نافع» وهي مرور خمس سنوات على اول عملية ارهابية بجبال القصرين ( 12 ديسمبر 2012) التي استشهد فيها الوكيل بالحرس الوطني انيس الجلاصي بمرتفعات بوشبكة، عادت عناصر الكتيبة اول هذا الاسبوع للظهور في «الشعانبي» ونفذوا ظهر اول امس الاثنين عملية مزدوجة شملت انفجار لغم ارضي وفتح النار على وحدة عسكرية كانت تتولى تمشيط بعض جوانب الجبل وتعقب اثار المجموعات الارهابية والبحث عن مخلفاتها من الالغام وتفكيكها كانت نتيجتها سقوط شهيد واصابة 6 عسكريين باصابات مختلفة. رصاص وشظايا اللغم وحسب تسريبات امنية وميدانية من بعض العسكريين الذين التقينا بهم بعد حادثة اول امس بالمستشفى الجهوي بالقصرين، فان الشهيد محمد بلقاسم (23 سنة – اصيل بئر مشارقة من ولاية زغوان) سقط اثر اصابات مباشرة من جراء انفجار اللغم، في حين لحق الرصاص احد زملائه الجرحى وذلك باصابات بليغة على مستوى الصدر والبطن والرجلين اما بقية العسكريين الجرحى فكانت جروحهم من جراء شظايا انفجار اللغم. نقل أحد الجرحى للعاصمة أما الجريح المصاب بالرصاص فقد كانت حالته عند وصوله لمستشفى القصرين حرجة وتطلبت تدخلا جراحيا عاجلا قبل احالته مساء امس الاول الى المستشفى العسكري بالعاصمة لمزيد العناية به، في حين تم الاحتفاظ بجريح اخر مصاب في الكتف والرجلين بقسم الانعاش بمستشفى القصرين وحالته مستقرة، اما اصابات الجرحى الاربعة الاخرين فكانت خفيفة ولا تكتسي اية خطورة حسب ما افادتنا به مصادر طبية بالمستشفى الجهوي بالقصرين، واثر معاينة قاضي التحقيق العسكري لجثة الشهيد محمد بلقاسم بالمستشفى الجهوي بالقصرين في اطار اجراءات البحث التحقيقي الذي تم فتحه من طرف النيابة العسكرية وقع نقلها الى المستشفى العسكري بالعاصمة قبل تسليمها الى عائلته لدفنها. قصف مدفعي واثر العملية فرت المجموعة الارهابية داخل اعماق المنطقة العسكرية المغلقة بالشعانبي التي تمسح الاف الهكتارات، وبعد تعقب اثارها لجأ الجيش الوطني بعد ظهر أمس الأول الى القصف المدفعي استهدف به الاماكن التي يرجح انها تحولت اليها فضلا عن تكثيف عمليات التمشيط البري والجوي بواسطة المروحيات لتحديد مواقعها والاعداد للوصول اليها والقضاء عليها وهي اعمال بقيت متواصلة الى بداية ليلة اول امس وتجددت امس.