موسكو )وكالات) أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده «ستقوم بكل ما يلزم» لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في ليبيا من اجل إنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره الليبي محمد طه سيالة في موسكو «سنساعد في حل جميع المسائل في المفاوضات بين سلطات طرابلس وطبرق التي نحن على تواصل منتظم معها». وقال لافروف «ستفعل روسيا كل ما يلزم من اجل تطبيع كامل للأوضاع في ليبيا وفي ما يتعلق بالإبعاد الدولية لاستعادة الدولة الليبية حقوقها». من جانبه، أعلن سيالة أن إتمام تطبيق اتفاق الصخيرات المبرم قبل عامين سوف يؤدي إلى إعادة بناء دولة قانون آمنة ومستقرة في ليبيا، وخاصة من الناحية الاقتصادية. ويذكر أن وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة وصل، الاثنين، إلى موسكو في زيارة عمل تستمر حتى 13 ديسمبر كانون الأول، وذلك بدعوة من سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي. وتأتي التحركات الروسية بالتزامن مع تحركات يقوم بها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بغية تقريب الأطراف الليبية. وأعلن سلامة عن خارطة سلام في 20 سبتمبر 2017، تتضمن ثلاثة مراحل رئيسية، تشمل تعديل الاتفاق السياسي، وعقد مؤتمر وطني يهدف لفتح الباب أمام المستبعدين من جولات الحوار السابق، وإجراء استفتاء لاعتماد الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية. وفي 28 نوفمبر المنصرم، أصر سلامة، على إجراء الانتخابات في 2018 «حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن السلطة التنفيذية»، في إشارة إلى الخلافات بشأن طبيعة الحكومة التي ستشرف على تنظيمها. وغرقت ليبيا في حالة من انعدام الاستقرار منذ إطاحة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في ثورة مدعومة من حلف شمال الأطلسي ومقتله. ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي والتي مقرها في طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر. وتواجه حكومة الوفاق الليبية ومقرها طرابلس صعوبات لفرض سيطرتها على كامل الأراضي الليبية التي تشهد نزاعا داميا.