الحدث الثقافي البارز الذي ميز الحياة اليومية بعاصمة الجنوب في نهاية الأسبوع الماضي تمثل في انطلاق الدورة الثانية المهرجان الدولي للسينما المتوسطية الذي يتواصل إلى يوم 22 ديسمبر الجاري وقد احتضنت حفل الافتتاح قاعة الأفراح البلدية التي لبست ثوبا جديدا بعد إعادة بلدية صفاقس تهيئتها في شكل جذاب وأنفقت عليها حوالي المليارين من المليمات التونسية وواكب الحفل عدد هام من رجال الثقافة والفكر والفن ولا سيما عشاق الفن السابع وتميز بحضور الفنانة السورية المتألقة سولاف الفواخرجي التي استأثرت باهتمام الحضور وخرجت بطلة للحفل بلا منازع حيث تهافت الكثيرون عليها لالتقاط صور تذكارية. أبعاد المهرجان ورغم حداثة عهده فان المهرجان في دورته الثانية احتل مكانة بارزة في الأوساط الثقافية بالجهة خصوصا وهو كما جاء على لسان مديرته مهرجان ذو أطروحة فنية وتاريخية إذ خصصت الهيئة الدورة الأولى للحضارة الأمازيغية باعتبارها أول حضارة في التاريخ وتحدد تموقع تونس مع جيرانها من خلال السينما الامازيغية وتهتم الدورة الثانية التي تنتظم هذه الأيام بصفاقس بالحضارة الفينيقية وهو ما يفسر مشاركة ملحوظة لكل من فلسطين ولبنان وسوريا على أن يتركز الاهتمام في الدورة الثالثة على السينما الايطالية في الجانب الذي يتناول الحقبة الرومانية. وبما أن الدورة الحالية تتركز على الحضارة الفينيقية فقد اختارت الهيئة الفنانة سلاف الفواخرجي كضيفة شرف مع مواطنتها سلافة الجازي لتقوم الأولى بدور «عليسة» في ثوب فينيقي.. وقد أعلنت عن افتتاح المهرجان باسم «عليسة» مع العلم ان هزار عبد الناظر أتحفت الحضور بمقطوعات أوبيرالية في حفل الافتتاح. موائد مستديرة وتميز حفل الافتتاح بعرض شريط حول الأيام السينمائية إذ يضم البرنامج 17 فيلما قصيرا وفيلمين طويلين خارج المسابقة وتميزت الدورة ببرمجة سلسلة من الموائد المستديرة وبإسناد رئاسة اللجنة المختصة للدكتور في الطب بوشعيب المسعودي المتضلع في الفن السابع وفي رصيده رئاسة 9 مهرجانات ذات صيت دولي واهتمت المائدة الأولى بدور صفاقس في السينما بإشراف نادي الطاهر شريعة والثانية التي تلتئم غدا الخميس حول المكتبة السينمائية وهو مشروع وطني صلب مدينة الثقافة في تونس... وتجدر الإشارة إلى أن سلافة الحجازي التي برزت بنشاطها الحثيث في المهرجان هي مخرجة بصرية وعملت في قناة «سبايستون» وقد تحدثت في مداخلاتها عن الهوية العربية من خلال الصور المتحركة بقناة «سبايستون» في حين تناولت المخرجة المغربية فاطمة بومكدي الحضارة الامازيغية بدارما ناطقة باللغة العربية ولنا ان نشير الى ان هيئة المهرجان خصصت ثلاثة جوائز للفائزين في المسابقة وهي سور صفاقس الذهبي وفضية وبرونزية.