نزّل الممثل التونسي أحمد الحفيان مشروعه المسرحي الجديد الذي يستعد لإطلاقه بإيطاليا في إطار العمل والنشاط الثقافي الذي يقوم به في مقر إقامته بروما ومساعيه الجادة لتكريس الثقافة الوطنية والخصوصية التونسية لدى الناشئة التونسية هناك مشددا على يقينه بأهمية ونجاعة المراهنة على «الثقافي» في بناء الأفراد والمجتمعات لأنه يعتبر هذا العامل رافدا هاما يجب المراهنة عليه في سياسة مواجهة خطر الارهاب والتطرف الذي يهدد الناشئة والأجيال الصاعدة تحديدا من أبناء الجالية التونسية في المجتمعات الإيطالية بصفة خاصة والأوروبية عامة. لذلك دعا المستثمرين من خلال توصيف المسألة ب»القطاع الخاص» لدعم الثقافة والإبداع على اعتبار أنها المصدر الأول لتطور البلاد والمجتمع وتضاعف المنتوج مهما كان نوعه. واعتبر المسألة يقينية وليست مجرد شعار خاصة إذا ما ارتبطت ضرورة ببرامج ومشاريع ثقافية عملية وهادفة. وفي ما يتعلق بالمشروع المسرحي الذي يستعد لتقديمه هناك، أكد أحمد الحفيان أنه مناسبة هامة تعيده إلى مجال تخصصه الأول وأحد أبرز القطاعات الثقافية التي يميل لها بعد الفن السابع، خاصة أن هذا المشروع الهادف، حسب تأكيده، يتنزل أيضا في إطار الدور الذي تقوم به «دار التونسي» والمركز الثقافي والاجتماعي بروما، أين ينشط، وبدعم من ديوان التونسيين بالخارج. وأوضح أنه يتمثل في ورشة مسرحية موجهة للشباب التونسي من أبناء الجالية التونسية ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و22 سنة ليتم بعد ذلك تتويج الورشة بإنتاج عمل مسرحي باللغتين العربية والإيطالية سيتم عرضه والترويج له على نطاق واسع. وأوضح محدثنا أن العمل المنتج سيكون في شكل عرض ملحمي ترفيهي إبداعي بالأساس يجمع بين الجمالية والفنية والمضمون الهادف والمتميز. لاسيما أنه حريص على هندسة وصياغة تفاصيله بمقاييس تهدف لتعميق الاعتزاز بالانتماء لتونس وترسيخ علاقة هؤلاء الشباب تحديدا بأصولهم وثقافتهم التونسية والعربية وذلك من خلال تشجيع هذه الفئة المشاركة على الاقبال على ما هو تونسي وتجنيدهم ثقافيا وفكريا للدفاع عن أصولهم والتمسك بجذورهم التونسية التي قوامها الانفتاح وحب الحياة والتعايش مع الأخر المختلف لكن مع المحافظة على الخصوصية الثقافية والحضارية. وشدد أحمد الحفيان على أن الثقافة هي أهم قاطرة وآلية يمكن المراهنة عليها في التوجه للتكريس التجذر الوطني والاندماج في المجتمعات الغربية. وبين أن هذا العرض المنتج سيكون جاهزا للعرض في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ليدخل بعد ذلك في سلسلة من العروض. من جهة أخرى عبر الممثل التونسي عن أمله في تجاوب جميع الجهات المعنية مع هذا المشروع الثقافي الابداعي خاصة وذلك من خلال تعميم التجربة في كامل التراب الايطالي لتشمل أبناء الجالية التونسية في إيطاليا في وأوروبا أينما كانت. وأضاف في نفس السياق قائلا: «أعتقد أن أبناءنا في الخارج وتحديدا في المجتمعات الأوروبية والغربية في حاجة إلى التعابير الفنية والأنشطة الثقافية بجميع قطاعاتها ومجالاتها سواء في الموسيقى أو المسرح خاصة منها تلك التعابير التي تساهم في ترسيخ ثقافتهم وجذورهم التونسية». وفي حديثه عن تتويجه مؤخرا بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «أمواج متلاطمة» في مهرجان زاكورة للأفلام عبر الصحراء بالمغرب خاصة أن نفس الفيلم توج بجائزة العمل الفني في نفس المهرجان السينمائي الدولي قال محدثنا: «في الحقيقة تتويجي بجائزة أفضل ممثل هو تتويج لكامل فريق هذا الفيلم الذي حصد أيضا جائزة تؤكد قيمته وتميزه». كما اعتبر نجاح هذا المشروع السينمائي الثقافي جماعي خاصة أن الفيلم يتناول مسائل تاريخية وثقافية وسياسية على غاية من الأهمية. الأمر الذي جعل كل كلمة أو حركة أو مشهد مدروس بدقة. وأضاف في نفس السياق قائلاّ: «صحيح أن التتويج شمل اسمي في جانب منه ولكنه جماعي وقد ساهم فيه الجميع لأذلك أشكر كل من كان طرفا في هذا الفيلم من قريب او بعيد». علما أن أحمد الحفيان انهى مؤخرا مشاركته في تصوير فيلم «فتوى» للمخرج محمود بن محمود وهي تجربة أخرى تجمع هذا الممثل بنفس المخرج بعد النجاح الكبير الذي عرفه فيلم «الأستاذ» وما حظي به أحمد الحفيان من تتويجات عن أدائه لدور البطولة.