قضت محكمة الاستئناف بالقيروان منذ أيام بعدم سماع الدعوى في حق ثلاثة أشقاء وجهت لهم تهمة القتل العمد والمشاركة في ذلك وكان أحد المتهمين قضي ابتدائيا بالسجن بقية العمر من أجل تهمة القتل العمد فيما تم الحكم على شقيقيه بالبراءة من أجل المشاركة في الجريمة. الشاذلي العويساوي والد المتهمين تحدث ل «الصباح» عن الأطوار «الغربية « للقضية مؤكدا انه ذاق الأمرّين في رحلة بحثه عن حق أبنائه التي انطلقت منذ ثلاث سنوات وأضاف ان أطوار القضية تعود الى ليلة 24 جانفي 2014 حيث التأم حفل زفاف يبعد عن محل سكناه مسافة الكيلومتر والنصف وقد تحول أبناؤه بمعية ابن عمهم لحضور الحفل وبوصولهم المكان حاول ابن شقيقه حضور الحفل لكن تم منعه من قبل أصحاب المنزل وتمّ الاعتداء عليه حينها تدخل أحد أبناؤه لدرأ الاعتداء على ابن عمه فتم الاعتداء عليه بدوره مباشرة على مستوى الرأس وعندما شاهد شقيقه ذلك تدخل لفض الخلاف وحصلت مشاجرة بين مختلف الأطراف تم في النهاية فضها. واصل الشاذلي حديثه مؤكدا انه حسب ما ورد بمحضر الأبحاث وقرار دائرة الاتهام فان الضحية وهو شاب يبلغ من العمر 21 سنة لم يكن متواجدا بالحفل بالمرة كما انه لم يحصل أيّ خلاف بينه وبين أبنائه وذلك ما جاء بشهادة شاهد في القضية والذي ذكر فيها انه عقد خلال تلك الليلة جلسة خمرية بمعية الضحية الذي اتصل بصديقة له ثم غادر المكان لملاقاتها قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة أمام منزلها بالقرب من مكان الحفل بعد تلقيه لطعنة بسكين على مستوى الصدر كانت سببا في وفاته. التحليل الجيني.. وأضاف الشاذلي انه تم الاحتفاظ بأبنائه الثلاثة عبد الباسط وبيرم وياسين بمعية أربعة أشخاص آخرين على ذمة الأبحاث من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية بالقيروان على خلفية المشاجرة التي حصلت بحفل الزفاف وبإحالتهم على قاضي التحقيق أصدر بطاقات ايداع بالسجن في حقهم وبعد ستة أشهر من الايقاف ورد التحليل الجيني والذي أثبت ان قطرة الدم العالقة بسروال الضحية لا تنطبق على أبنائه وبالتالي فان التقرير برأهم من الجريمة. شهادة «زور».. لم يقف الأمر عند ذلك الحد فبينما اعتقد الشاذلي أن أبناءه سيغادرون السجن لغياب أدلة مادية ثابتة في الجريمة جاءت شهادة سجين في القضية لتفجر «قنبلة « وتغير مجرى القضية بالكامل وفي هذا السياق ذكر الشاذلي ان أحد الأشخاص الموقوفين على ذمة قضية بالسجن المودع به ابنه تقدم الى قاضي التحقيق المتعهد بقضية أبنائه وأدلى بشهادة ذكر فيها أن أحد أبنائه كان نزيلا معه بالغرفة عدد «6» بالسجن وكان يهذي خلال نومه بتفاصيل الجريمة التي ارتكبها بمعية أخويه كما انه اعترف له بتفاصيلها كاملة فتم جلب ابنه المذكور وتمت المكافحة بينهما حيث أكد ابنه ياسين انه لم يكن نزيلا بغرفة الايقاف عدد «6» بالسجن وبالتالي لم يكن مع الشاهد بل كان بالغرفة رقم «1» و استغرب ابنه من تصريحات الشاهد من انه يعرفه ومن اعترافه له باقترافه لعملية القتل وطلب من قاضي التحقيق الاتصال بمدير السجن للتثبت من ان ابنه لم يقم بالغرفة عدد «6» فارتبك الشاهد وتراجع في شهادته وتمسك ابنه بتتبعه من اجل الشهادة زورا فأكد انه اخطأ وهو ليس المقصود وحصلت بينهما مناوشة وهدده قبل خروجه من السجن بقوله له «والله لما نلبسهالك القضية نلبسهالك» وهناك ستة شهود مع ابنه حول هذه الواقعة وفق ما أكّده محدّثنا. وحسب ما ذكره والد المتهمين ل «الصباح» فان الحكم ببراءة أبنائه جاء اثر تقدمه بإذن على عريضة لوكيل الجمهورية لتصحيح الإجراءات في خصوص الأبحاث المجراة باعتبار الخلط الذي حصل في نسبة الأقوال الى ابنيه ياسين وعبد الباسط والتي تم على أساسها إدانة أحدهما بسجنه مدى الحياة ابتدائيا وقد حصل على الإذن وقدمه الى أعوان الشرطة العدلية التي باشرت الأبحاث في القضية والتي اعترفت بالخطإ الحاصل في الأبحاث المجراة وتم الاستظهار بذلك لدى محكمة الاستئناف التي قامت بناء على ذلك بإنصاف أبنائه وتبرئتهم .