كشف سبر آراء حول مشاركة المرأة الريفية الأمية في الانتخابات البلدية القادمة ان 81 من النساء المستجوبات يعتبرن ان مشاركتهن من عدمها لن تغير ولن تؤثر في العملية الانتخابية وبالنسبة إليهن فان مشاركة المتعلمين والذكور هي الأكثر فائدة، ويؤكدن أن أصواتهن لن تؤثر في نتائج الانتخابات. وحسب تقرير المركز التونسي المتوسطي حول مشاركة المرأة الريفية الأمية في الانتخابات البلدية القادمة الذي نشرت نتائجه امس في ندوة صحفية بتونس العاصمة عبرت 79 بالمائة من النساء الريفيات الأميات عن عدم ثقتهن في الأحزاب والجمعيات واعتبرن ان منظمات المجتمع المدني والأحزاب لا تزور المرأة الريفية ولا تلعب دورا في تحسين وضعها ولكنها تتواجد فقط لاستغلال صوتها في الانتخابات وبمجرد انتهاء العملية الانتخابية يعود الجميع الى مكاتبهم ويعود هذا لغياب الثقة في الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. كما أكدت 93 بالمائة من النساء المستجوبات ان الوعود الانتخابية هي مجرد كلام لشراء أصوات الناخبين وقد أعربن عن عدم ثقتهن في الأحزاب السياسية التي قدمت العديد من الوعود في الانتخابات السابقة ولم تترجم على ارض الواقع. التقسيم البلدي ورفض التسجيل واثبت نفس التقرير ان إحداث بلديات جديدة جعل عددا من النساء يرفضن المشاركة في الانتخابات المقبلة على اعتبار بعد مراكز الاقتراع على مقر السكن وأيضا لرفضهن التقسيم الترابي الجديد الذي لم يتم بصفة تشاركية وجعلهن ينتمين إلى مناطق جغرافية بعيدة ومحسوبة على «عروش» لا ينتمين إليها وقد عبرت 29 بالمائة من المستجوبات عن عدم قبولهن بالتقسيم الترابي الجديد. وتم التطرق في عرض نتائج التقرير أمس إلى طغيان الطابع الذكوري للمجتمع الذي يعتبر نفسه وصيا على المرأة خاصة إذا كانت من محيط ريفي وأمية. وحسب سفيرات التربية المدنية اللاتي اشرفن على الحملات التوعوية والتحسيسية التي استهدفت المرأة الريفية الأمية ومحيطها فانه تم التواصل مع 11980 مواطنا ومواطنة من بينهم 7680 امرأة أمية بالمناطق والقرى الصغرى وشملت هذه الحملة المزارع والمنازل والأسواق الأسبوعية والمراكز الصحية والمؤسسات الصحية والصناعية وانقسمت العملية التحسيسية على مرحلتين الأولى قامت خلالها السفيرات بالتواصل مع 6200 امرأة ريفية أمية من اجل إقناعهن بضرورة وأهمية التسجيل للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة كناخبات وقد أسفرت نتائجها عن تسجيل 68 بالمائة من النساء المستهدفات أي 4216 امرأة و364 امرأة مسجلة منذ انتخابات سنة 2014 شاركت منهن 149 امرأة في الانتخابات التشريعية و12 في الانتخابات الرئاسية في حين امتنعت 1620 امرأة عن التسجيل. واستهدفت الحملة الثانية 3100 امرأة ريفية أمية بهدف إقناعهن بالتسجيل في الانتخابات البلدية المقبلة من بينهن 1620 امرأة تم التواصل معهن في الحملة التحسيسية الأولى و1480 امرأة جديدة. وقد تمكنت سفيرات التربية المدنية خلال الحملة الثانية من تسجيل 1488 امرأة أي بنسبة 48 بالمائة من النساء المستهدفات حيث تمكنّ من إقناع 789 من بين 1620 من النساء المستهدفات في إطار الحملة الأولى بالتسجيل إضافة إلى تسجيل 699 امرأة جديدة تم التواصل معهن في الحملة الثانية من التسجيل في حين هناك 389 امرأة مسجلة منذ 2014 و1223 امرأة ريفية لم يقمن بالتسجيل. نقاط ايجابية.. واخرى سلبية اكدت المشرفات على الحملة انه من بين النقاط الايجابية التي تم تسجيلها في الحملة التحسيسية هو التعاون والشراكات التي تمت بين السفيرات وبعض الجماعات والجمعيات المحلية مما ساهم في تسهيل عملهن الى جانب تمكينهن من وصول السفيرات الى عدة مناطق معزولة يصعب التنقل اليها عبر وسائل النقل خاصة في ولايات القصرين وجندوبة وسليانة والقيروان. وعبرت المتحدثات عن استغرابهن من وجود عديد النساء من دون بطاقات تعريف وطنية اضافة الى وجود عديد الاسر لا يحملون حتى مضمون ولادة وغير مسجلين في سجل الحالة المدنية.