يعتبر طه ياسين الخنيسي المهاجم الأبرز في البطولة التونسية في الموسمين الأخيرين وهو أيضا القناص الأول للترجي الرياضي وأحد أبرز الركائز في المنتخب الوطني.. لم يكن اختياره أفضل رياضي سنة 2016 من قبل وكالة تونس إفريقيا للأنباء صدفة.. ساهم في صنع تتويج فريقه بالبطولة واحتل صدارة الهدافين في الموسم المنقضي ب14 هدفا..أما في الموسم الحالي فانه فقد المركز الأول لفائدة مهاجم الصفاقسي علاء الدين المرزوقي وأصبح في المرتبة الثانية بعد أن تعرض إلى إصابة عضلية اثر عودته من تربص المنتخب الوطني أبعدته عن الميادين لمدة لا تقل عن الشهر وسيكون الترجي الخاسر الأكبر بما أنه سيفتقد خدمات نجمه ومهاجمه الأول الذي سيترك فراغا كبيرا. والجدير بالذكر أن طه ياسين الخنيسي والبالغ من العمر 26 سنة وبدأ مسيرته الرياضية مع ترجي جرجيس ثم التحق بأصناف شبان الترجي الرياضي وانضم للأكابر سنة 2009 قبل أن يلتحق بالنادي الصفاقسي سنة 2012 حيث برز كأحسن ما يكون وارتفعت أسهمه لكن الحنين الى فريقه الأول أعاده الى حديقة حسان بلخوجة سنة 2015 ومن هناك انطلقت مسيرة النجاح وأصبح أحد ابرز ركائز الترجي والمنتخب الوطني.. وسجل أهدافا حاسمة فضلا عن تمريرات حاسمة لكن رحلته المتميزة أعاقتها الاصابات المتكررة. «الصباح» وجهت أسئلتها لأهل الاختصاص عن مدى تأثير غيابه على الخط الأمامي وهل أن فريق باب سويقة أعد البديل وأعدّ لكل السيناريوهات. محمود الورتاني: هؤلاء بإمكانهم تعويض الخنيسي..والترجي لا يتوقف على أي لاعب المدرب والمحلل محمود الورتاني أكد في إجابته عن أسئلة «الصباح» أن نجاح الترجي الرياضي لا يتوقف على لاعب معين حتى وان كان طه ياسين الخنيسي لأنه فريق عريق ولديه رصيد بشري ثري موضحا في هذا الشأن نجاح الترجي في تسجيل هدفين ضد اتحاد بن قردان في غياب الخنيسي قائلا في هذا الصدد:» لا أعتقد أن المنظومة الفنية بالفريق والتي أعدت المجموعة للموسم الرياضي الحالي لم تول هذا الملف الأهمية اللازمة ولا أعتقد أنها تركت مثل هذه الثغرات لأنها تعرف مسبقا أن كل لاعب معرّض للإصابة أو العقوبة أو تراجع مردوده وذلك يتطلب منها إعداد بديل يكون مستواه قريبا من لاعبها الأول والأساسي ثم أن فريق باب سويقة يملك لاعبين ممتازين وعلى مستوى عال وبإمكانهم نجدة فريقهم متى احتاج لهم على غرار الجويني وبن يوسف والبدري والصغير والماجري.. هؤلاء مطالبون بإيجاد الحلول لأن التسجيل ليس من اختصاص رأس الحربة فقط بل أن كل اللاعبين مؤهلين للتهديف.. وبالتالي فان الإطار الفني مطالب بإيجاد «الخلطة» المناسبة لتعويض غياب الخنيسي ثم من حق هذا اللاعب أن يركن إلى الراحة والدليل أن إصابته عضلية نتيجة الإرهاق بما أنه تم التعويل عليه في كل المباريات المحلية والقارية في الموسمين الأخيرين في الترجي وكذلك في المنتخب الوطني.. وحسب رأيي كان على الإطار الفني منحه قسطا من الراحة مقابل إعطاء الفرصة لغيره على غرار بلال الماجري. وحسب رأيي فان الترجي لا يتوقف على أي لاعب والدليل تسجيله لهدفين في مباراته ضد اتحاد بن قردان و التعادل لم تكن بسبب إهدار الفرص بل نتيجة أخطاء دفاعية بالأساس. سيف الله المحجوبي: من الصعب تعويض غياب الخنيسي .. وضرورة منح الفرصة كاملة للماجري اعتبر اللاعب الدولي السابق للترجي سيف الله المحجوبي أن الخنيسي سيترك فراغا كبيرا بغيابه وأنه أخطأ لعدم تعاقده مع مهاجم يكون خير بديل للخنيسي.. معتبرا أن قوة الخنيسي تكمن في طلبه للكرة وراء ظهر منافسه فضلا عن خبثه ودهائه في صنع الاهداف وقال في تصريحه ل»الصباح:» الخنيسي من أفضل اللاعبين في الخط الأمامي لأنه يملك خصال رأس الحربة والدليل انه كان وراء أغلب انتصارات الترجي لكن الإطار الفني بقيادة فوزي البنزرتي سابقا لم يفكر في البديل في صورة إصابته أو حصوله على ورقة حمراء ولم يقرأ حساب انتداب مهاجم خلال فترة الانتقالات واينرامو لم يكن قادرا على تعويضه ولا ننكر أن هذا الأخير تألق مع الترجي وساهم في نجاحاته سابقا لكنه لم يعد قادرا على فرض نفسه.. كما أن هيثم الجويني عاد من إصابة وأعتقد انه فقد الكثير من مؤهلاته نتيجة الإصابات وبن يوسف يريد دائما اللعب على الأجنحة أما الماجري فهو متميز ولديه خصال جيدة لكن لم يتم منحه فرصته كاملة للظهور واثبات نفسه وآمل أن يمنحه المدرب المنذر الكبير ثقته خصوصا انه معروف بتشجيعه للمواهب الشابة.. ويبدو أن الهيئة لم تقم بانتداب مهاجم خلال فترة الانتقالات الشتوية لأنه لعدم وجود مهاجمين ممتازين حاليا في السوق المحلية لذلك فان الخنيسي سيترك فراغا كبيرا ومن الصعب تعويضه في هذا الوقت خصوصا مع ارتفاع نسق البطولة وأهمية الرهان سيما أن كل الفرق جاهزة لهذه المرحلة كما يجب». وأكد سيف المحجوبي أن الحل يكمن في الاستنجاد ببلال الماجري وأن تعيين مدرب للمهاجمين أمر لا مفر منه لان المهاجم عموما في حاجة إلى تدريبات خاصة وتطوير مهاراته. سامي العروسي: الترجي ستعترضه مشاكل كبيرة في غياب الخنيسي لأنه لم يعد البديل اعتبر المهاجم الدولي السابق للترجي الرياضي سامي العروسي أن الترجي لم يجد معوضا للخنيسي لأنه يجد مشاكل كبيرة في غيابه وقال في هذا الصدد:» الترجي ركز على هدافه طه ياسين الخنيسي في بناء هجوماته وهو يعتمد في الاشهر الأخيرة على خطة 4-3-3 وهذه الخطة تتطلب وجود 3 مهاجمين والدليل ان برشلونة يعتمد على هذه الخطة لوجود سواريز ونيمار وميسي..لكن هل أن الترجي لديه مهاجمين آخرين.. فالبدري –الصغير والروج مطالبين بالتسجيل لكن غابت عنهم النجاعة.. لذلك فان الترجي تعترضه مشاكل كبيرة في غياب الخنيسي.. وأعتقد ان الجويني بعد عودته من الإصابة مطالب رفقة الماجري بالتأكيد واثبات جدارتهما.. كما لا ننكر أن غياب مدرب للمهاجمين له تأثير سلبي على عمل المهاجمين لأنهم في حاجة إلى تدريبات خاصة لان تكوين المهاجم ليس سهلا وهو في حاجة الى عمل كبير لكسب الخبرة اللازمة والخنيسي رغم تألقه وتميزه لديه نقائص وهو في حاجة إلى تطوير مؤهلاته والهيئة اليوم مطالبة بالإصلاح حتى لا تفقد كل ركائزها.