مازال الاحتقان سيّد الموقف في بعض الجامعات جرّاء عدم اجتياز الطلبة لامتحانات السداسي الأوّل رغم طلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بيان لها من الهياكل البيداغوجية للمؤسسات الجامعية التي تعذّر عليها استكمال الدورة الرئيسية لامتحانات السداسي الأول وضع روزنامة جديدة للامتحانات في أجل أقصاه 27 جانفي الجاري. ومع هذا مازال التصعيد سيّد الموقف بالنظر إلى تواصل الاعتصامات التي يخوضها بعض الطلبة. وبالتوازي مع ذلك تعيش بعض الجامعات على وقع موجة من الإضرابات. ويواصل طلبة المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية بسوسة اعتصامهم المفتوح ببهو إدارة المعهد مطالبين بحقهم في انجاز الامتحانات والتأطير بالنسبة لأصحاب مشاريع التخرّج. من جانب اخر يتواصل إضراب 13 طالبا بكلية العلوم بصفاقس عن الطعام وفقا لما نقلته مصادر اعلامية حيث اكد الطلبة المضربون ببهو الادارة مواصلتهم لمسارهم الإحتجاجي مشيرين الى أن الاضراب متواصل الى حين. صدور قرار المجلس العلمي مرفوقا بتأكيد من نقابة "إجابة " لاجتياز امتحانات السداسي الأول بالنسبة للسنوات النهائية كاملة وضمان الظروف الملائمة لذلك. كما عبّر المضربون عن استغرابهم من عدم تفاعل نقابة "إجابة" ايجابيا معهم بما يراعي مصالح الطلبة رغم تأكيدهم في بيانهم الصادر أمس عن تفاعل سلطة الإشراف إيجابا مع مطالبهم علما إن اعتصامات الطلبة سالفي الذكر مردها أن عددا من الجامعيين المنضوين تحت لواء نقابة «اجابة» دخلوا منذ بداية شهر جانفي الجاري في إضراب اداري مفتوح وذلك على خلفية ما اعتبروه عدم احترام سلطة الاشراف لسلم التأجير مما انجر عنه حرمان الطلبة من الامتحانات. وبالتوازي مع احتجاجات بعض الطلبة من اجل اجراء امتحانات السداسي الاول دخل طلبة شعبة علوم التربية والتعليم بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الطاقة بقفصة امس في إضراب مفتوح عن الدراسة احتجاجا على اعتزام جامعة قفصة بعث اختصاصات في الطاقة وللمطالبة بتغيير تسمية المعهد إلى معهد علوم التربية والتعليم. وأفاد في هذا السياق ممثل طلبة شعبة علوم بالاتحاد التونسي العام للطلبة، صبحي فالحي، في تصريح لوات،»أن المعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الطاقة يضم أكثر من 1000 طالب في شعبة علوم التربية، في حين أن شعبة الطاقة تضم 20 طالبا فقط، وكان من المزمع إلحاق هذه الشعبة بكلية العلوم بقفصة، وهو ما يبرر دعوتهم إلى تغيير تسمية معهد الطاقة باسم معهد علوم التربية والتعليم». وأشار المتحدث»إلى أن اغلب طلبة شعبة علوم التربية والتعليم في كامل المؤسسات الجامعية في تونس يدرسون في كليات الآداب والإنسانيات، معتبرا أن اعتزام جامعة قفصة بعث اختصاصات في الطاقة بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الطاقة بقفصة من شأنه أن يضر طلبة التربية والتعليم بيداغوجيا وسيحرمهم من مؤسسة جامعية تعنى بهذه الشعبة، وفق تصوّره». وأكد المتحدث، أنه في صورة عدم تراجع جامعة قفصة عن هذا القرار وعدم الاستجابة لهذا المطلب فسيقع التصعيد والدخول في اعتصام بمقر الجامعة على حد تأكيده. وتجدر الاشارة الى ان المنسق العام لاتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين، نجم الدين جويدة اكد اول امس في تصريح لديوان أف أم، أن الإضراب الإداري المفتوح الذي دخل فيه الجامعيون التابعون لنقابة ‹إجابة› سيبقى قائما ما لم تكن هناك مكتسبات ملموسة تترجمها اتفاقيات ممضاة مع سلط الإشراف بالإضافة الى تحديد سقف زمني للاستجابة لمطالب المضربين. ويذكر أن سلطة الاشراف قد عبرت في بيان لها مؤخرا عن تفهمها التام لوضعية الاساتذة الجامعيين والمطالب التي تم التعبير عنها. وقد انطلقت اللجان المشتركة في دراسة المطالب الاجتماعية، وذلك في اطار تفعيل مخرجات المؤتمر الوطني لإصلاح التعليم العالي والبحث العلمي داعية في بيانها الهياكل البيداغوجية للمؤسسات التي تعذّر فيها استكمال الدورة الرئيسية للسداسي الاول، للإعلان عن روزنامة جديدة للامتحانات في أجل أقصاه 27جانفي2018، طبقا لما أقرّه مجلس الجامعات، وذلك مراعاة لمصلحة الطالب وضمانا لحسن سير السنة الجامعية الحالية.