أعلنت مصالح الديوانة في بلاغ لها يوم الجمعة المنقضي أنّ فرقها بكل من القصرين وبوشبكة والصخيرات (من معتمدية فريانة) قامت بنصب كمائن تمكّنت على اثرها من حجز ثلاث شاحنات ثقيلة ذات ترقيم منجمي تونسي محمّلة ب34 طنا من الزيتون المهرّب معبّأ داخل أكياس تحمل علامة أجنبية.. وهذه العملية تعتبر تقريبا الاولى لتهريب الزيتون لأنه في العادة يسعى المهربون الى ادخال مواد أخرى عبر المسالك الحدودية، وخاصة المحروقات و»الزطلة» والمشروبات الكحولية الفاخرة.. والعجلات المطاطية وحديد البناء بل وحتى بعض المواد الغذائية التي تباع في ما بعد على قارعة الطرقات بأسواق ولاية القصرين مثل الجبن و «الياغورت» و»التن» و»البسكويت» و»الشكلاطة» والمشروبات الغازية، فضلا عن الملابس الجاهزة وقطع غيار السيارات والخرفان وغيرها. لماذا الزيتون؟ ما تم حجزه من طرف فرق الديوانة من حبوب زيتون ولئن يعتبر أمرا جديدا وطارئا على نشاط «الكناطرية» فانه بالنظر إلى غاياتهم وهي تحقيق الربح الوفير واستغلال ارتفاع أسعار كل مادة في تونس لجلبها بطرق غير قانونية من الجزائر الشقيقة، خصوصا والكلغ من حبوب الزيتون وصل في بعض المناطق إلى حوالي دينارين والأكيد أنه يباع في الجزائر بأقل من نصف هذا الثمن و بالتالي فانه وبعملية حسابية فان تهريب 34 طنا تكون عائداته لو نجحت حيلة تهريبه وإيصاله إلى مقصده لا تقل عن 24 الف دينار في ظرف ساعات قليلة، وهو ما يفسر إقدام المهربين على ادخال الزيتون الى بلادنا بواسطة التهريب، ويمكن تفسير ذلك بان المهربين وبعد التضييق عليهم بشكل كبير جدا في السنة الأخيرة بفضل مجهودات وحدات الديوانة والحرس والأمن والجيش وتشديد المراقبة بالمسالك الحدودية والطرقات المؤدية إلى معبري بوشبكة و»الصري» بحيدرة بالنسبة لولاية القصرين، وتشديد الإجراءات في إطار الحرب على الفساد، أصبح نشاطهم محدودا وعجزوا من إدخال أهم بضائعهم وأضحى نشاطهم الأبرز تهريب المحروقات والإطارات المطاطية وحديد البناء، ولمّا حل موسم جني الزيتون مع تنامي أهمية هذا المنتوج استغلوا الفرصة لتنويع نشاطهم واقتحام نشاط تهريب حبوب الزيتون ظنا منهم ان وحدات الديوانة لن تتفطن للأمر وأن ذلك لن يجلب إليهم الأنظار على اعتبار أن الفلاحين ينقلون منتوجهم إلى المعاصر وفي كثير من الأحيان بواسطة شاحنات ثقيلة ذات ترقيم تونسي لا توحي بأنها تحمل مواد مهربة، لكن فرق الديوانة كانت لهم بالمرصاد ونجحت في إحباط مسعاهم وذلك بناء على توفّر معلومات لدى مصالحها بالقصرين مفادها تهريب كميّات من الزيتون من بلد مجاور وإدخاله إلى تونس عبر مسالك غير شرعيّة. وبمقتضى إذن قضائي فوري سيتم بيع الزيتون المحجوز بالمزاد العلني، مع مواصلة الأبحاث لتفكيك كامل الشبكة التي تقف وراء عملية تهريب الزيتون بتلك الكميات الهائلة ويبدو أنها تتكون من رؤوس كبيرة من المهربين داخل جهة القصرين وخارجها لان وضع ثلاث شاحنات ثقيلة على ذمة العملية وما تحتاجه من عملة لتحميلها ليس في مقدور صغار المهربين.