عدم تمتع عارضة أزياء تونسية وتدعى سيرين معزوز بأدنى قدر من الثقافة ليس بالجديد فالكثير من الشخصيات العامّة، التي تطل علينا في السنوات الأخيرة على الشاشات التونسية لا تتمتع بالحد الأدنى المطلوب من الثقافة وحسن الحديث.. سيرين، التي أطلت نهاية الأسبوع المنقضي على قناة حنبعل في برنامج «توه هكا» مع حاتم بن عمارة، أثارت انتباه التونسيين وحققت شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بجهلها لتاريخ استقلال بلادها ولعدد من ولايات الجمهورية التونسية وتاريخ احتلال تونس ومهنة الطاهر الحداد وموعد الاحتفال بعيد المرأة واسم وزير الثقافة الحالي وغيرها من المعلومات العامّة، التي يمكن أن تعترضها حتى وهي تقوم بتحميل صورها على انستغرام أو تتابع صفحات الفايس بوك و«سناب شات»... ما أثار استياءنا أكثر من جهل سيرين لمحطات مهمة في تاريخ بلادها هو حديثها عن الغش في الامتحانات في كل ما يتعلق بمّادة التاريخ بكل برودة أعصاب واقتناع بما فعلته فكيف يمكن لمثل هذه الوجوه العامّة، التي إلزاما عليها أن تكون مثالا يحتذى به أو نموذجا يدعو للسلوك الايجابي حتى لو لم يكن من شيمها أن تقر بمثل هذه التجاوزات على قناة تونسية تشاهدها كل فئات المجتمع.. لماذا يقع بث هذه الصورة المشوهة عن تونس؟ لماذا نروج للجهل والفشل والغباء؟ وفي المقابل نهمّش شبابا يخترع، يبدع ويؤسس لثقافة راقية بديلة، لماذا تتسابق الشاشات التونسية نحو السطحية والإسفاف والتفاهة بكل تمظهراتها...؟ سيرين معزوز لا تعكس صورة كل عارضات الأزياء في بلادنا فالكثيرات منهن يتمتعن بمستوى ثقافي عال مكنهن من تحقيق مكانة مرموقة دوليا فأحيانا يمكن أن نجهل الكثير لكن بأسلوب راق يمكننا الحديث عن جهلنا ونسعى للمعرفة لا التفاخر بما نحن عليه أمام شاشات التلفزيون دون وعي بما يمكن أن يكون من تأثير سلبي لهذه الصورة على المشاهد اليافع.. أمّا القنوات التلفزيونية التونسية فتتحمل الوزر الأكبر من هذه المسؤولية فبسبب خياراتها المسيئة لصورتنا وتسابقها للفوز بأكبر قدر من نسب المشاهدة أصبحنا نشاهد الكثير من أشباه الفنانين والمثقفين ومن يدعون الجرأة والحرية على حساب صورة البلاد.. الإعلامي حاتم بن عمارة انساق هو كذلك - للأسف- نحو ثقافة «البووز» وغيره كثيرون... أن نهجر إنتاجنا الوطني ونبحث عن برامج عربية وغربية تمتع وتفيد لم يعد يحتاج لتعلات أكثر فبلاهة شاشاتنا تجاوزت حدود اللامعقول..