غيب الموت الفنان اللبناني نهاد طربيه، عن عمر ناهز 67 سنة على أثر نوبة قلبية تعرض لها يوم الجمعة 26 جانفي في مطار باريس، ونهاد طربية صديق لتونس وقد تعرف عليه الجمهور التونسي من خلال اغانى احبها وتغنى بها في الحفلات الخاصة والعامة وفي الاعراس وحفلات الختان ولم يكن يخلو منها فرح في تونس مثل «بدنا نتجوز عالعيد» ويا «اميرة يا بنت الامراء «و»لبنان يا حبنا راجعين لك راجعين»و «طيب جدا»و»مشوار الحياة» و»القمر مسافر»و»أنا فلاح وأبويا فلاح». إضافة الى هذه «الطقطوقات» الخفيفة عرف نهاد طربية بأغاني الطرب الاصيل التي سار فيها على نهج فريد الاطرش. برحيله تفقد الساحة الفنية مطربا تميز بالأداء العذب والإحساس المرهف، والخامة الصوتية الجبلية غنى باللهجتين اللبنانية والمصرية، وهو موهبة في العزف على آلة العود اشتهر خاصة في ستينات الى تسعينات القرن السابق. وبلغ قمة شهرته في الثمانينيات من خلال أغنية «بدنا نتجوز عالعيد»، التي تخطت حدود لبنان وحققت انتشارا واسعا في الدول العربية. وقد صال وجال على اركاح أعرق المسارح في لبنان والعالم العربي وفي تونس وقف على ركح المسرح الاثري بقرطاج حيث حققت أغنياته شهرة واسعة بين الفنانين وقد كانت اغانيه من بين الأغاني الاكثر تواترا في مسابقات اختيار المواهب الفنية . وكان نهاد طربيه قد توقف عن الغناء منذ 12 سنة عاد بعدها مؤخرا بالبوم جديد كان بصدد وضع عليه اللمسات النهائية عليه وينتظر التوقيت المناسب لإصداره ويضم أغنيات جديدة إضافة إلى تجديد ثلاث أغنيات سبق وأن قدمها ، وقدم عليه ديو مع المغني وليد عوض في توزيع جديد لأغنية يا «أميرة يا بنت الأمراء» التي كان قدمها للجمهور سنة 1983 و كانت اغنية الحظ وفتحت له ابواب الشهرة العربية على مصراعيها. وقد كتب كلماتها إبراهيم الدرواني ولحنها شاكر الموجي، وتعاون في التوزيع الموسيقي الجديد مع نيكولا شبلي. هذا الديو لم يحظ بإعجاب جمهوره الذي تمنى لو انه اعادها وحده دون الإستعانة بأي فنان وأن تصل إلى الجيل الجديد بتوزيع موسيقي معاصر يرافق صوته الرنان. ولعل نهاد طربيه مات ولم يعرف ان اغانيه مازالت الى اليوم تغنى في كل المناسبات . وفاة نهاد طربية تركت اسى ولوعة في نفوس الفنانين من ابناء جيله مثل وليد توفيق وراغب علامة وعاصي الحلاني وباسكال مشعلاني وسميرة توفيق والأجيال اللاحقة مثل مروان خوري ورامي عياش وجمال فياض ومريم البسام وفارس كرم ووائل كفوري ووائل جسار الذي اعتبره غصنا من شجرة العمالقة وفنان كبير محترم بأخلاقه وفنه وأكد على ان اعماله ستبقى خالدة في اذهان اللبنانيين والعرب لانه كان فنانا صادقا وخلوقا .