قدم المركز الوطني لفن العرائس مساء السبت المنقضي العرضّ الأوّل لآخر إنتاجا ته وهي مسرحيّة عرائيسيّة بعنوان «في العاصفة ...»، وذلك احتفالا بمرور 25 سنة على تأسيس المركز الوطني لفنّ العرائس. « في العاصفة...» تمثّل أولى الأعمال المسرحيّة الموجّهة للكهول في تاريخ المركز الوطني لفنّ العرائس، وهي مسرحيّة مقتبسة عن نصّ الملك لير للمسرحي الإنجليزي وليام شكسبير بدراماتوجيا وإخراج المسرحي حسن المؤذّن. المسرحيّة من إنتاج المركز الوطني لفنّ العرائس بدعم من وزارة الشؤون الثقافيّة وبإدارة إنتاج لمدير المركز حسّان السّلامي، يحرّك عرائسها كلّ من أيمن النخيلي ونهاد التواتي و فاطمة الزهراء المرواني وهيثم ونّاس وبلال الجلاصي ووائل باتي و فارس العفيف وعبد السلام الجمل ومحمد أمين الكسوري وأمين المليتي بسينوغرافيا لوليد السعدي و توضيب ركحي للميّم الرحّالي فيما تكفّلت ورشة المركز الوطني لفنّ العرائس بصنع الديكور والمتمّمات والعرائس. «في العاصفة...» عن حرمان الملك «ديوب» ابنته الصّغرى «ساماتا» من نصيبها في المملكة لامتناعها عن تملّقه ومُحَابَاته إلاَّ أنَّ «تيمورا » و«نياماتا» اللّتين تعهّدتا بإيوائه ورعايته تخونان العهد، وتحجّران عليه ، فيلجأ إلى الهروب بمساعدة أوفياء له، ويجد نفسه في العاصفة والعراء حتّى يشرف على الجنون. ولا يختلف مصير النبيل «كوام» عن مصير «ديوب» إذ يغدره ابنه غير الشرعيّ «سنغو» ، طمعا في الاستئثار بإرثه على حساب أخيه الشرعيّ « بنغو» . تتواصل أحداث المسرحيّة وتحاول « نياماتا» و«تيمورا» التخلص من « ساماتا»، وتدّق طبول الحرب، لتنتهي «نياماتا» مسمومة ، و«تيمورا» منتحرة ، و«سنغو»مقتولا في مبارزة ضدّ أخيه « بنغو».تموت «ساماتا» بدورها، ويزفر «ديوب» زفرته الأخيرة كمدا على ابنته ، وتبقى المملكة لجيل جديد من الحكام... وفي سياق حديثه عن العمل المقدم قال حسّان السّلامي مدير المركز الوطني لفنّ العرائس: « قد يستطيع ممثّل بارع إقناعك أنّه لا يمثّل ويجذبك إلى عالمه وينجح في التأثير فيك..لكن الدمية تعلن أنها دمية. وفن العرائس هو فنّ مجاورة الخيال للواقع. وانصهار المّادة مع الفكرة لذلك فهذا العالم الخاص هو تركيبة فنيّة محضة فماذا إن كانت عبقريّة شكسبير(الملك لير) حاضرة في هذا العالم العرائسي؟ أيّة حياة ستملأ الركح وأيّة إمكانيات ستصبح متاحة ؟ وعندما تكون رائعة الملك لير هي روح العمل فعن أيّة مشاق يمكن الاستمتاع بترتيبها والتعامل معها ؟». أمّا المخرج حسن المؤذن فأكد أن إخراجه لمسرحيّة «في العاصفة» عن الملك لير، هو خوض لتجربة متفرّدة، تتمثّل في إنجاز عمل عرائسي كبير لصنف المشاهدين الكبار. إذ أنَّ مسرحنا، عدى بعض المحاولات النّادرة لم يطوّر هذا النّوع من الإنتاج.