سيكون الموعد يوم الخميس المقبل الموافق ل 23 من الشهر الجاري مع تظاهرة ثقافية فريدة من نوعها تنظمها جمعية «مسار من أجل ثقافة بديلة» تعد المحطة الثانية في إطار تنفيذها لبرنامج مشروع «5×5» أو خمسة مسارح جيب في خمسة مراكز اجتماعية كأولى «ثمار» انضمام تونس لبرنامج أوروبا المبدعة، الذي تم الإعلان عن تفاصيله مؤخرا، رغم أن الاتفاقية التي أبرمتها الحكومة التونسية مع الاتحاد الأوروبي في الغرض كانت قد تمت منذ ماي 2017. خاصة أن هذا المشروع مدعوم من برنامج «تفنن». علما أنه تم قبول 20 مشروعا ثقافيا من تونس في إطار هذا البرنامج بقيمة جملية خصصها الاتحاد الأوروبي قدرها 7 فاصل 2 مليون دينار، وأغلب هذه المشاريع موجهة للشباب والأطفال بالأحياء والمناطق المحرومة من كامل جهات الجمهورية وذلك في إطار برنامج «تفنن» الذي يتمثل في كونه آلية تقديم دعم مالي مباشر وتتراوح قيمة الدعم بين 50 ألف و130 ألف دينار. وتتمثل هذه التظاهرة وفق ما أكده مدير فضاء مسار المسرحي والناشط المدني صالح حمودة ل»الصباح» التي أطلق عليها عنوان «كلاسيكي» في انفتاح هذا الفضاء على فضاءات أخرى داخل أحياء شعبية وجهات صنفها ضمن المحرومة والمهمشة. لذلك أكد أن الفريق المساهم في تنفيذ هذا المشروع قد نجح ا في تحقيق جانب هام من الأهداف المرسومة في مشروع «كلاسيكي» نظرا لمساهمتها في ما وصفه بافتكاك منحة تجهيز بعض الفضاءات الثقافية التي كانت تشكو التهميش وعدم توفر التجهيزات وذلك بعد أن مكنها هذا المشروع من تجهيز لقاعاتها وإعادة تهيئتها بطريقة ترغب أبناء تلك الجهات من الإقبال عليها على غرار ما تم منذ شهر تقريبا بجهة دوار هيشر التابعة لولاية منوبة لتكون المحطة الثانية في إطار نفس المشروع بمركز الدفاع والإدماج الاجتماعي بسكرة يوم الخميس المقبل في انتظار أن تكون المحطة الثالثة بالزهروني في انتظار اكتمال المشروع بضم جهات وفضاءات أخرى كانت وزارتي الشؤون الثقافية والاجتماعية شريكين فاعلين فيه. خصوصية واعتبر صالح حمودة أن الهام في هذا المشروع الثقافي الاجتماعي المتكامل أنه ينفتح على جمعيات وفنانين وجهات رسمية بما يجعله مشروعا تأسيسيا وبنّاء ولا تتوقف نتائجه على ما هو نشاط فني ينتهي بنهاية التظاهرة بل انه يؤسس لفعل ثقافي من خلال أعادة تهيئة وتجهيز الفضاءات التي تم اختيارها من ناحية والمراهنة على الورشات التكوينية تشمل مختلف الاختصاصات الفنية والثقافية وذلك بإشراف أساتذة ومحترفين مختصين في مختلف هذه الاختصاصات. وذكر على سبيل المثال أشرافه مع المسرحية يسرى العموري على ورشات المسرح فيما يتولى ناصر السردي وعمر الواعر إدارة ورشات السينما في إطار هذا البرنامج إضافة إلى مختصين آخرين في الموسيقى على غرار أيمن مقني وفي الفنون التشكيلية وغيرها من الاختصاصات الأخرى. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تقديم عروض مسرحية على غرار «هل صليت هذه الليلة؟؟؟» المقتبسة عن مأساة عطيل لشكسبير تقدمها ورشة مسرح مسار بمركز الدفاع و الإدماج الإجتماعي بدوار هيشر. والعمل الثاني يتمثل في «أي عدالة تريد؟؟؟» مقتبسة عن مراد الثالث للحبيب بولعراس تقدمها ورشة مسرح مسار بمركز الدفاع والإدماج الإجتماعي بفوشانة. إضافة إلى عرض آخر في المسرح التفاعلي عنوانه «فمّا نهار...» عن قصة واقعية تقدمها ورشة مسرح مسار بمركز الرعاية الإجتماعية للأطفال بالزهروني. أما في السينما فسيتم عرض فيلم قصير في السينما الصامتة بعنوان «ما يحسّ الجمرة...» تأطير ورشة سينما مسار بمركز الدفاع و الإدماج الإجتماعي بسكرة بإشراف ناصر السردي. ويقدم كورال مسار بمراكز الدفاع والإدماج الإجتماعي بسكرة، فوشانة ودوار هيشر إعادات موسيقية لأغاني «السيد درويش». وأفاد صالح حمودة أن فريق العمل لاقى تجاوبا كبيرا من قبل الجهات الشريكة في هذا المشروع وداخل الأحياء والجهات المعنية بالمشروع فضلا عن الاقبال الكبير من قبل الشباب والأطفال. وأكد أن اللقاء الختامي سيكون في شكل تظاهرة احتفالية سيتم تنظيمها بأحد الفضاءات الثقافية الكبرى بالعاصمة رجح أن تكون قاعة «الريو».