في إطار الإحتفال بأيام الصناعات التقليدية واللباس الوطني تتواصل من 13 إلى 20 مارس الجاري بفضاء المندوبية الجهوية للديوان الوطني للصناعات التقليدية بقابس فعاليات المعرض الجهوي للصناعات التقليدية تحت شعار "أصالة وجودة وإبتكار" بمشاركة عدد من حرفيي الجهة. هذا المعرض الذي يساهم في مزيد التعريف بالمنتوج اليدوي التقليدي بولاية قابس ودعم ترويجه عكست محتواياته إنتاجات وإبداعات حوالي سبعين عارضا بين حرفيين وحاملي الشهائد العليا في اختصاصات تقليدية متنوعة وباعثات المشاريع ضمن البرنامج الوطني للمبادرة الاقتصادية النسائية وجمعيات منها جمعية الكرامة للمرأة العربية وجمعية نخوة للمرأة والأسرة بالمطوية والمنظمة التونسية للدفاع عن الحق في السكن بقابس. وقد أثث هؤلاء الحرفيون بين الجنسين مختلف أجنحة المعرض من خلال تقديم مجموعة من العينات والأنماط المتعددة والمتنوعة من إنتاجاتهم اليدوية التي تركزت على الملابس التقليدية النسائية والحلي والصمار والأعشاب الطبية والسعف والنسيج الصوفي والرسم والتزويق على مختلف المحامل بالإضافة إلى التطريز والهدايا وعرض بعض المواد الغذائية القابلة للتخزين خاصة الجافة منها وأخرى تهم منتوجات الواحة البيولولوجية المحولة. وعلى هامش أيام هذا المعرض نظمت المندوبية الجهوية للديوان الوطني للصناعات التقليدية بقابس أياما إعلامية وتحسيسية حول حوافز الإستثمار في قطاع الصناعات التقليدية بكل من الحامة يوم 14 مارس وقابسالمدينة يوم 15 مارس بهدف التعريف بمكامن الإستثمار ومختلف الإمتيازات الجبائية والمالية وآليات التمويل المتوفرة بالإضافة إلى تكريم عدد من الحرفيين الذين تميزوا بجودة وإبتكار المنتوج. وتجدر الإشارة إلى أن عديد الحرفيين والحرفيات تواجههم صعوبات متعددة منها عدم توفر المواد الأولية بالكمية المطلوبة رغم الإرتفاع المشط في أسعارها إلى جانب محدودية مسالك الترويج وعدم إقبال المواطنين على إقتناء المنتوج حيث تؤكد لنا حبيبة الزرلي وهي حرفية في صناعة السعف أنه نظرا لتواضع الإمكانيات المادية الذاتية لا تتوفق في الحصول على المواد الأولية الممثلة في السعف وأضافت قائلة أن بعض الوسطاء أضروا كثيرا بهذه الصناعة التقليدية وكثيرا لا تتمكن من ضمان نفقات العائلة نظرا للركود الملحوظ في بيع المنتوج وتكاد تكون عملية الترويج موسمية وطالبت المصالح المعنية بضرورة تيسير حصول الحرفيين على قروض مالية دون فوائد وتشجيعهم ماديا على المشاركة في التظاهرات والمعارض الوطنية نظرا لأن مردود بيع المنتوج لا يغطي مصاريف التنقل والإقامة بالمرة في غالب الأحيان. ويبقى على المواطن ضرورة المبادرة بتشجيع المنتوج التقليدي اليدوي من خلال الإقبال على شرائه وهو ما يساهم في المحافظة على الموروث الحضاري من جهة ويساعد الحرفيين على مواصلة مشوارهم المهني في هذا الإختصاص من جهة أخرى ومن جانبنا ندعو الديوان الوطني للصناعات التقليدية إلى الإسراع في إنجاز القرى الحرفية المبرمجة بالجهة بغية مزيد النهوض بقطاع الصناعات التقليدية وإحياء بعض الحرف اليدوية التي إندثرت. البشير التيجاني الرقيقي