لم تكن لاحتفالات النادي الصفاقسي بالتسعينة أية نكهة بعد أن غاب عنا ساحر الجيلين ومعشوق الجماهير حمادي العقربي والذي رفض حضور «الفوروم» وكذلك إعطاء شارة الانطلاق لمباراة القدماء أمام منتخب فرنسا 98 والذي غاب عنه أيضا ابرز النجوم الذين كثر الحديث عنهم في الفترة الأخيرة... وبالبحث عن أسباب رفض حمادي العقربي المشاركة في هذه الاحتفالات علمنا من مصادر مقربة من ساحر الجيلين أن أصالته واعترافه بالجميل لكل من ساهموا في صنع مجد النادي الصفاقسي يرفض الاقصاء والتنكر للآخرين، كما أكد لن يكون شاهد «زور» على احتفالات تفرق ولا تجمع خاصة عندما علم بعدم دعوة الرئيس الأسبق عبد العزيز بن عبد الله والمنذر بن عياد الرئيس الأسبق للجنة الدعم وكذلك لطفي عبد الناظر الذي خط مسيرة النادي بأحرف من ذهب وساهم على امتداد ربع قرن في إثراء رصيده بالألقاب. عندما يتنكرون لهرم مثل محمد علولو أما عند الحديث عن محمد علولو، فيكفي التذكير أنه منذ 1969 وهو يساهم في تسيير النادي الصفاقسي ومرت على يديه أجيال وأجيال وهو أيضا رئيس سابق للنادي، وثاني كفاءة ترأست ال»سي آس آس» تقلت منصب وزير الشباب والرياضة... إضافة إلى أنه من أول مؤسسي لجنة الدعم، وعندما تفطن منظمو الاحتفالات إلى الخطأ الجسيم وجهوا إليه في آخر لحظة دعوة شفاهية لكنه رفض أن يجازى بهذه الطريقة وتعاطف بدوره مع لطفي عبد الناظر وعدة مسؤولين آخرين تعمد البعض اقصاءهم بل ربطوا حضورهم بعدم دعوة عديد المسؤولين ولكن محمد علولو كان كعاته متمسكا بمبادئه وأصالته ورفض الاقصاء لأن من وظفوهم لتنفيذ عمليات الاقصاء نكرات ولا يعرفون التاريخ ونضالات الابطال، لذلك وقعوا في الفخ... العقربي يرفض الاقصاء وانكار الجميل والملفت للانتباه أن الاقصاء والتغييب شمل عديد المسؤولين على غرار جمال المهيري ومحمد عبد الملك وغيرهما ممن تقلدوا مهام سابقا لذلك كان موقف حمادي العقربي صارما لأنه عندما يقع اقصاء شخصية مثل عبد العزيز بن عبد الله عرف معها النادي الصفاقسي ازهى الفترات هناك محاولات لطمس التاريخ حسب حمادي العقربي الذي رغم التأكيد عليه للحضور لكنه رفض قطعيا تهميش كبار النادي معتبرا أنها احتفالات لم الشمل ودحض الخلافات والاعتراف بالجميل وتكريم كل من ساهم في مسيرة النادي الصفاقسي، لا احتفالات لتصفية الحسابات... ورغم امتعاض أغلب الذين وقع اقصاؤهم وتجاهل تاريخهم الحافل مما حدث فإنهم لم يحملوا هياكل «السوسيوس» المسؤولية الكاملة ورفضوا أن يقع توظيفه في مثل هذه الممارسات ولخدمة مصالح معينة لأنه هيكل يهم كل النادي الصفاقسي وليس أطراف معنية زجت به في مشاكل لا دخل له فيها... والمؤكد أيضا أن حمادي العقربي لن يرضى بأن تكون الاحتفالات منقوصة ولا أيضا على حساب أسماء لامعة يكفي أنه غير مرغوب فيها من زيد أو عمرو، بل عاب على المنظمين ما حدث ورفض المشاركة في سياسة الاقصاء لأن النادي الصفاقسي بالنسبة إليه يجمع ولا يفرق ومسيرة كاملة لأجيال متعاقبة من المسؤولين الذين ترك كل منهم بصمته... لماذا ألغي تربص مراكش؟ كان في الحسبان ان يدخل النادي الصفاقسي في تربص تحضيري خلال توقف البطولة بمدينة مراكش المغربية بناء على اتفاقية الشراكة المبرمة بينها وبين احد نزل المدينة الحمراء.. وقد تكثفت الاتصالات بين الطرفين دون ان يكتب لها الالتئام بالقطر الشقيق... وذلك بناء على اعتذار الفندق المذكور المتكفل بالإقامة والمقابلات الودية الدولية بمراكش والدار البيضاء عن استضافة الفريق لان الموسم السياحي يبلغ ذروته خلال فصل الربيع وخاصة شهري مارس وأفريل وهذا يعني انه غير قادر على توفير الغرف اللازمة لإيواء كافة عناصر الوفد. ومن ثمة يدخل الفريق بداية من اليوم في تربص مغلق بالعاصمة يجري خلاله مباراة ودية يوم الثلاثاء القادم مع الاتحاد المنستيري بالمنزه وأخرى مع الملعب التونسي بباردو يوم السبت قبل ان يقفل راجعا الى صفاقس لمواصلة تحضيراته للمواعيد الهامة التي تنتظره في البطولة والكأس. وتبعا لذلك وبعد الحصص التدريبية التي دارت في الأسبوع المتخلي وإقامة مباراة ودية مع المحيط القرقني صباح السبت الماضي تولى خلالها الممرن غازي الغرايري تشريك العناصر الاحتياطية والتي لم تشارك بانتظام في المقابلات الرسمية. في الانتظار وبخصوص اللاعبين الأجانب فان مساعي هيئة النادي متواصلة للوصول إلى حل مع فريق لوبي ستار النيجيري بشان نصيبه من صفقة كنغسلاي سوكاري المقدرة ب120 ألف دولار وقد اقترحت عليه الحصول على نصف المبلغ في نهاية هذا الشهر والبقية على دفعتين وهي تنتظر الرد من الفريق النيجيري.. اما عن سوكاري فان مردوده تراجع بسبب الإصابة في البطن وبسبب حرصه على الحصول على أمواله كاملة في الإبان لذلك فهو مهدد بفقدان مكانه بالتشكيلة الأساسية. مطالبة بإجراء المقابلات المتأخرة طالبت إدارة النادي بإجراء اللقاء المتأخر في صنف النخبة للنجم الساحلي المتصدر قبل مواصلة ما تبقى من المقابلات فيها حتى يعرف كل واحد ما له وما عليه ويبدو أن القانون يمنع ذلك لان هذه الوضعية لا تستقيم إلا في المقابلات الأربع الأخيرة للبطولة.. علما وأن النادي الصفاقسي استضاف أمس النادي الإفريقي ويتحول يوم الاربعاء لبن قردان قبل ان يستقبل النجم يوم الأحد بصفاقس في مباراة مصيرية جدا باعتباره صاحب المرتبة الثانية وسوف يكون النادي والنجم محرومين من لاعبي المنتخب الاولمبي وكذلك الأواسط. الحبيب الصادق عبيد عرض الإبهار في صفاقس أذهل الجميع بصرف النظر عن النتيجة الثقيلة التي تمخضت عن لقاء نجوم العالم بفرنسا لسنة 1998 وقدماء لاعبي النادي الصفاقسي وبقطع النظر عن الإشكاليات الحاصلة بين الهيئة المديرة وشبكة سوسيوس بشان المصاريف المرتفعة فان كل شيء يهون من اجل النادي الصفاقسي لان الاحتفالات التي انتظمت على امتداد ثلاثة أيام بحضور خبراء من فرنسا واسبانيا والبرتغال في مجال منظومة سوسيوس من حيث نشأتها واتساع رقعتها ودورها البارز في الارتقاء بالأندية الى مصاف العالمية الى جانب ندوات وملتقيات اخرى وحلول اعلاميين ضيوف باعداد هامة من فرنسا لتغطية الحدث وخاصة المباراة الاستعراضية والتاريخية التي احتضنها ملعب الطيب المهيري بصفاقس مساء السبت وتحول الى كرنفال ومهرجان من الطراز العالمي حيث لبس حلة قشيبة جدا وابهر الساهرون على شبكة السوسيوس بتنظيم محكم واقل ما يقال فيه انه رائع وفريد من نوعه لحد الآن اذ انطفأت الأضواء وتوزعت النجوم على المدارج وتهافت اللوحات التشكيلية في مختلف ارجاء الملعب وانتصبت مجموعات شبابية راقصة وأخذت بمجامع القلوب هذا الى جانب عرض شريط وثائقي جسم مسيرة قلعة الأجداد من خلال الاعتراف بالجميل لكل من ترك بصماته في سجلها والمكاسب التي حققها على امتداد تسعين سنة عائدة باذهان الجميع الى محطات مضيئة زادت سماء الملعب رونقا وجمالا واقترن كل هذا بدخلة لافتة للاعبي الفريقين وسط أجواء حماسية للغاية في المدارج فرضت على الحضور الغفير بها رغم نزول الأمطار لمدة لا تقل عن الساعة مواصلة مشاهدة العرض. عاملا السن واللياقة احدثا الفارق وطبعا لم تؤثر الهزيمة الثقيلة على الجماهير لأنها مقتنعة بان المنتخب الفرنسي لم يأت بنجوم 1998 بل من السنوات الطويلة الموالية لها اذ لم يكن في الموعد الا لاعبان فقط وهما فانسان كنديلا وستفان قرفاش وثلاثة من منتخبات الألفية الحالية مقابل انقطاع العديد من نجوم النادي الصفاقسي عن النشاط لأسباب مختلفة ومنهم من تقدم بهم السن وتجاوزوا الخميس سنة من العمر لذلك خانت اللياقة البدينة حاتم الطرابلسي الذي حظي بحفاوة الاستقبال وغيره ولم يفرض نفسه الا أمير الحاج مسعود وفاتح الغربي وهيكل قمامدية تقريبا وعلى أية حال ارتقى الحدث إلى مستوى الأهداف التي سوقت صورة تونس في المحافل الدولية كأحسن ما يكون بوجود أكثر من 20 إعلاميا ينتمي البعض منهم الى قنوات معروفة خصوصا وأنها الى جانب تغطية المباراة واكبت زيارة نجوم فرنسا الى مركب النادي ولمعرض الاستثمار الخاص في القطاع الرياضي و قرية «اس او اس» لفاقدي السند وقد أكد لنا مدرب الفريق والمسؤولون ان النادي الصفاقسي يسير في طريق العالمية بمثل هذه التظاهرات وبمركبه الجديد وبشبكة سوسيوس وانجازاتها الرائعة. كريسبو مع نجوم النادي ولعل المفاجأة السارة التي اطل بها علينا المسؤولون في السوسيوس تتمثل في إقناع نجم الكرة العالمية الارجنتيني كريسبو الذي نزل عند رغبتهم ليشارك في تشكيلة قدماء اللاعبين رغم انه لم يكن في مستوى سمعته باعتباره لم يتدرب ولو حصة واحدة مع زملاء الحارس الدولي السابق عبد الواحد بن عبد الله الذي انقطع عن النشاط منذ أكثر من عشرين سنة وأبى هو ومن تجاوز الخمسين على المشاركة في هذا الحدث البارز.
